مُجرمون "صفّ أوّل"... والحلّ بالقوّة و"غصب عنّن"؟

حلّ العام 2025 وما زالت ظاهرة إطلاق النّار في الهواء منتشرةً لتخطف المزيد من الأرواح.. والأطفال! فقد سُجّل ليلة رأس السّنة إطلاق نار كثيف احتفالاً بحلول العام الجديد من دون الأخذ بالاعتبار السّلامة العامّة وتحذيرات المرجعيّات الأمنيّة. وتسبّب إطلاق النار العشوائي في الهواء بمأساة في وادي خالد العكّاريّة على اثر وفاة طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات برصاصة طائشة إضافةً إلى تضرّر ألواح الطّاقة الشمسيّة وزجاج عدد من السيّارات.

مؤسس جمعية "سايف سايد" التي تُعنى بالتوعية حول الرصاص الطائش والسّلاح المتفلّت، حسين ياغي، يؤكّد التمسّك بهذه القضيّة "التي لم تنتهِ بعد في لبنان، ومؤسف جدًّا الهمجيّة التي يتصرّف بها البعض رغم أنّنا في سنة 2025".

ويُشير ياغي، في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنّ القانون رقم 71 أُقرّ في العام 2016 للحدّ من هذه الظّاهرة من خلال تشديد العقوبات على مُطلقي النّار، ونصَّ على سجن كلّ من يُقدم على إطلاق عياراتٍ ناريّة في الهواء، من 6 أشهر إلى 3 سنوات مع غرامة ماليّة.

للقضاء على هذه الظّاهرة، "يكفي تطبيق القانون وهنا يلعب القرار السياسي دوراً مهمًّا بالإضافة إلى القرار الشّعبي". ويُتابع: في منطقة بعلبك، أطلقنا تحذيرات قبل رأس السنة و"ما سمعنا طلقة رصاص"، رغم أنّ المنطقة يحصل فيها إطلاق نار كثيف في العادة.

ويُضيف ياغي: "هذا ما يُفيد، أن يُطبّق نموذج بعلبك الهرمل على كلّ المناطق"، موضحاً: "الدّولة تعمل بشكلٍ صحيح هنا، وأيّ شخص يُطلق النار، يقتحم عناصر الدولة منزله، وإذا كان هارباً يتمّ تكسير المنزل، أمّا إذا حصلت الظّاهرة خلال حفل زفاف فيأخذون معهم أحداً من أهل العريس.. لهذه الدرجة الإجراءات حازمة وحاسمة"، قائلاً: "هيك بدّا وهيك لازم، فرض القوّة بالقوّة، هيك منخلص. مخابرات الجيش والقوى الأمنيّة مشكورة في عملها في بعلبك، وهذا النموذج يجب أن يُطبّق في كلّ لبنان". كما يتوجّه بالشّكر إلى أهالي بعلبك الهرمل "لعدم إطلاق النار ابتهاجاً والتّجاوب بقوّة مع الإرشادات، ولكن مقتل الطّفلة في وادي خالد وكلّ ضحايا الرّصاص الطائش قضيّة لا تُنسى وسنستمرّ بها حتى نتخلّص منها نهائيًّا".

هذه الآفة الاجتماعيّة تحتاج إلى علاجٍ سريع. فهل يتّعظ "المُجرمون" ويختفي الابتهاج بإطلاق الرّصاص؟ أم أنّ السّلاح المُتفلّت باقٍ والهمجيّة مستمرّة؟

كريستال النوّار -موقع mtv