من سيملأ فراغ إيران في سوريا بعد الأسد؟ 3 أطراف قد تدخل على الخط
نشر موقع "الشرق للأخبار" تقريراً تحدث فيه عن الأطراف التي من الممكن أن تملأ الفراغ الذي تركته إيران خلفها في المنطقة إثر سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي.
ويقول التقرير إن الضربات الإستراتيجية التي تلقتها إيراه في الأشهر الأخيرة، دفعتها إلى "انسحاب تدريجي" من معادلة النفوذ الإقليمي التي سعت طهران لانتزاع دور فيها على مدى عقود، لتبقى التساؤلات بشأن من يملأ الفراغ الناشئ عن تراجع إيران.
ويسرد التقرير أن إيران مُنيت بخسائر كبيرة إثر سقوط نظام الأسد في سوريا والضربات العسكرية التي تلقاها "حزب الله" في لبنان ناهيك عن اغتيال قادة أساسيين في محور المقاومة ضمن المنطقة وعلى رأسهم أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله ومدير المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في قلب طهران.
محللون وخبراء اعتبروا، في حديث مع "الشرق"، أن التغيرات الحالية قد تفتح الباب أمام ظهور ديناميكيات جديدة في الشرق الأوسط، مع احتمال تحوّل تركيا إلى لاعب أساسي، فيما تراقب أطراف أخرى المشهد، وتنتظر اتجاه مجريات الزلزال الذي بدأ في غزة وامتدت هزاته إلى بيروت ودمشق.
3 أطراف مؤهلة
ويعتقد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن احتمالات وقوع حرب أهلية جديدة في سوريا "لا تزال قائمة"، خاصة في ظل المخاوف من نموذج مشابه لأفغانستان، في ظل سيطرة "هيئة تحرير الشام" على مقاليد الأمور في دمشق، ما يهدد، حسبما يرى، بأن "تكون المنطقة مليئة بالسلاح والمسلحين"، مشيراً في هذا السياق إلى أن "ذلك الوضع الحساس" سيدفع "قوى معينة" إلى "ملء الفراغ وإعادة النظام وبناء عملية سياسية، بالاعتماد على طرف قوي يتولى إدارة هذه الدولة".
ويرى أن أول الأطراف المؤهلة لملء الفراغ في سوريا هي تركيا، "التي ساندت بالفعل هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة السورية في معركة إسقاط نظام بشار الأسد، كما أن لديها قواعد وقوات عسكرية في سوريا، وسبق لها أن اقتطعت أراض سورية عندما استولت على لواء إسكندرونة (هاتاي) شمال غربي البلاد في عام 1939، إضافة إلى تصريحات مسؤولين أتراك، اعتبروا فيها أن حلب مدينة تركية".
سعيد اعتبر أن هناك نوعاً من التماس بين النفوذ التركي الحالي وربما المستقبلي، مع التاريخ العثماني من جهة، ومع "هيئة تحرير الشام" التي تتصدر المشهد السوري من جهة أخرى.
وقال مسؤولون أميركيون إن تركيا وحلفاءها يحشدون قوات على طول الحدود مع سوريا، وسط مخاوف من استعداد أنقرة لتوغل واسع النطاق في الأراضي التي يسيطر عليها أكراد سوريا.
ويرى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام المصرية سابقاً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤمن بـ"العثمانية الجديدة"، التي تقوم على استعادة النفوذ التركي في ولايات كانت سابقاً تحت سيطرة الدولة العثمانية، لكن مع ذلك "لن تكون الساحة خالية تماماً له، إذ لن تقبل الولايات المتحدة أن تكون سوريا تحت هيمنة دولة واحدة فقط، كما أن سقوط نظام الأسد يتزامن مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيساً، وهذا الأخير لا يُفضل التورط بأي منطقة"، على حد وصفه.
لكن الدكتور عبد المنعم سعيد يستدرك: "أميركا ليست ترامب، وحتى لو رفض أن يلعب دوراً في سوريا، قد يكون للدولة الأميركية العميقة موقف آخر.. قد لا ينشر ترامب قوات إضافية في سوريا، لكن باستطاعة واشنطن أن تؤثر بالمشهد دون أن يكون لها جنود على الأرض، وهي المرشح الثاني بعد تركيا لملء الفراغ في سوريا، وهي موجودة أساساً شرقي وشمال شرقي البلاد، إذ أن هناك نوعاً من الالتزام الأميركي تجاه الأكراد، وهؤلاء يسيطرون تقريباً على حوالي 30% من أراضي سوريا، ولديهم أحلام تاريخية بالاستقلال".
أما الطرف الثالث المرشح للتأثير في المشهد السوري فهو، كما يقول سعيد، إسرائيل، إذ يرى أنها "لن تسمح بفوضى في سوريا، وحتى لو كان تعميق توغل الجيش الإسرائيلي في العمق الجغرافي السوري مستبعداً، لكنهم سيلعبون دوراً كبيراً في محاولة ملء الفراغ السياسي، ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث سابقاً عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط من جديد".
حذر عربي
بالنسبة للموقف العربي، يعتقد عبد المنعم سعيد أنه يبدو "حذراً جداً" تجاه التطورات المفاجأة في سوريا، وأضاف: "تحالف دول الخليج ومصر والأردن والمغرب، يضم بلداناً لديها رؤية لمستقبل المنطقة تتمثل في قيام مشروعات إصلاحية ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، وينتهجون سياسات متوازنة في علاقاتهم الدولية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وغيرهم".
وتابع: "تريد هذه الدول العربية استقراراً إقليمياً، بالتالي نتوقع أن تحاول ملء الفراغ في سوريا، لكن حتى الآن لم تتوفر الإرادة الجماعية للقيام بذلك، وربما قد تأخذ المسألة منحىً نحو كيفية هزيمة الإخوان المسلمين وفكرهم، حيث كان هناك تخوف من سيطرة فكر الإخوان على سوريا. كما أن هناك على ما يبدو توجه عربي من نوع (لننتظر ونرى)، ما الذي يمكن أن تفعله القوى الأخرى في سوريا؟"، مضيفاً: "باعتقادي الدول العربية، خاصة مصر والسعودية والإمارات والأردن، تراقب عن كثب مجرياتش الأحداث".
ورجح الدكتور عبد المنعم سعيد أن تشهد سورياً "نوعاً من التنازع خلال المرحلة المقبلة، حيث تختلف أهداف وأجندة كل لاعب، بحسب مصالحه من ناحية، ورؤيته للنظام الجديد من ناحية أخرى".ش
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|