الإدارة السورية الجديدة.. مواجهة التوسع الإسرائيلي أم الحفاظ على التوازن؟
وسط التطورات المتلاحقة في سوريا، تقف الإدارة السورية الجديدة في مواجهة عدة ملفات؛ ففضلاً عن الوضع الداخلي المضطرب، تُثار تساؤلات حول السيناريوهات المرتقبة والمتاحة بيد إدارة العمليات العسكرية، إما مواجهة التوسع الإسرائيلي أو الحفاظ على التوازن في المنطقة.
واستغلت إسرائيل الوضع الأمني والسياسي المضطرب في سوريا لتوسيع سيطرتها على مناطق إستراتيجية، منها جبل الشيخ ومصادر المياه العذبة، إضافة إلى إحكام قبضتها على مناطق متفرقة من ريف دمشق.
الهجمات المكثفة التي استهدفت مواقع عسكرية حيوية، مثل الموانئ ومستودعات الصواريخ والرادارات، أدت إلى تقويض البنية التحتية للجيش السوري، ما جعل إسرائيل في موقف الرابح الأكبر من انهيار القوة العسكرية السورية.
وفي الوقت نفسه، تُظهر الإدارة الأمريكية موقفاً غير متشدد تجاه هذه التحركات، مبررة ذلك بحالة عدم الاستقرار في سوريا وضرورة ضمان أمن إسرائيل، خصوصاً مع وجود دعوات من بعض المناطق الجنوبية السورية تطلب الحماية الإسرائيلية ضد تهديد الفصائل المسلحة.
هذه الديناميكية تفتح الباب لتساؤلات حول قدرة واشنطن على لعب دور فاعل في كبح الطموحات الإسرائيلية أو إعادة التوازن للمنطقة.
وقال مصدر سياسي سوري رفض الكشف عن هويته، إن إسرائيل استغلت الوضع الداخلي والإقليمي المضطرب في سوريا للتوغل في الأراضي السورية، مدعية ضرورة وجود منطقة عازلة لحماية أمنها.
ووفق قوله، أسفر ذلك عن سيطرة إسرائيل على جبل الشيخ بالكامل والمصادر الحيوية للمياه، ما جعلها تحكم الطوق على ريف دمشق من الشرق والغرب.
وأضاف أن إسرائيل ضربت المواقع العسكرية الحيوية، بما في ذلك الموانئ والرادارات ومستودعات الصواريخ، إلى جانب اغتيال شخصيات علمية مهمة ما أدى إلى تدمير بنية الجيش السوري العسكرية، لتصبح إسرائيل الرابح الأول في هذه العملية.
وأشار إلى أن تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة التي جاءت بعدم الرغبة في مواجهة إسرائيل تندرج تحت مفهوم الصمت، معتبراً أن هذا الموقف لا يتطابق مع تصريحات الإدارة التي طالبت بالضغط على إسرائيل.
وبين أن الإدارة الأمريكية الحالية والمقبلة لن تكون في موقف يسمح لها بممارسة ضغوط على إسرائيل، إذ ترى أن الوضع الأمني في سوريا غير مستقر وأنه معرض للانفجار في أي لحظة، كما تعتبر أن من حق إسرائيل ضمان أمنها، لا سيما في ظل بعض الأصوات في الجنوب السوري التي تطالب بالحماية من تهديدات الفصائل المسلحة.
كما لفت المصدر إلى أن إسرائيل لا تبدي أي رغبة في دعم الفصائل المسلحة التي وصلت إلى دمشق، بل وصفتها بأنها "عصابة إرهابية"، بينما أظهرت الصحافة الإسرائيلية رغبتها في دعم وحماية الأقليات، ما يشير إلى ذريعة أقوى للاحتلال والضم.
فيما يرى الباحث السياسي علاء الدين ماجد، أن مواقف أحمد الشرع تشير إلى دعواته للحوار وحلول سلمية تستند إلى احترام القانون الدولي، ما يتماشى مع رؤية بعض السياسيين السوريين الذين يعتبرون انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ضرورة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن انهيار النظام السوري قد يساهم في إعادة ترتيب الدول الفاعلة لمصالحها، إذ قد تجد الولايات المتحدة نفسها أمام معضلة بين دعم سيادة سوريا من جهة وضمان أمن إسرائيل من جهة أخرى.
وأوضح أن الموقف الأمريكي سيعتمد على التوازن بين الضغوط الإسرائيلية والتوجهات الدولية التي تطالب بإنهاء الاحتلال، فضلاً عن التطورات السياسية داخل سوريا ومدى تبني القيادة الجديدة سياسات تصالحية أو تصعيدية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|