"مصدّقين حالون" ولكن... هل ينجحون في إدارة بلد بعدما تغاضوا عن مشاكل حياتية يومية؟
جرّبناكن حجّ وفيق وشفنا شو صار!
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يخرج "مستقوٍ" من هنا و"معصّب" من هناك ليكرّر عبارةً يبدو أنّ "حزب اللّه" يريدها شعار المرحلة وهي: "العاقل فينا استشهد"، كي يكملوا الجملة بتهديدات كرتونيّة اعتدناها كـ "فش عنّا شي نخسرو"، "الدّولة وصبّاطنا سوا"، "ما تجربونا"، "منحرق البلد" وغيرها من الحقل المعجميّ نفسه لأولاد الدّويلة.
سيقول البعض :"هول الأهالي ما بعبروا عن قيادة الحزب... هول كم واحد معصّب مش منضبط". كنّا نتمنّى ذلك، لكنّ الصحافي قاسم قصير المعترف له باحترامه الرّأي الآخر وبمحاولاته الإصلاحيّة داخل "حزب اللّه"، هو بذاته كتب عن مصادر تعبّر عن خوف من "7 أيّار" جديد إذا استمرّت الممارسات المستحدثة في مطار بيروت (والمقصود بها التدقيق في التفتيش، ومنع تهريب الأموال والأسلحة، ما أغضب بيئة "حزب اللّه"، وبالطّبع تكرّرت عندها نغمة الصهينة، واصفة المطار الذي يقوم فيه المسؤولون بدورهم القانوني، بمطار تل أبيب).
من هنا، التهديد لا ينحصر بغير المنضبطين. وأكّد ذلك تصريح رئيس "وحدة الارتباط والتنسيق" في "حزب اللّه" وفيق صفا في تصريحه الأخير. فاعترف بتدخّله في القضاء. وبرّر تحرّكات بيئته في كلّ مرّة ستشعر خلالها أنّها مستهدفة، وكرّر: "ما تجربونا".
طيّب، لنفنّد كلّ ما سبق. أوّلاً، بالنّسبة إلى "العاقل فيكن اللّي استشهد"، رحمه الله لكن "ما تغشّونا بمحاولة بروباغندا جديدة". عن أي عاقل تتحدّثون؟ هل هو العاقل الذي بقرار منه افتعل حزبه "7 أيّار"، وقام بـ "غزوة عين الرمانة" ومنع العدالة عن "خلدة" وأطلق الصّواريخ من شويّا، وهدّد القاضي طارق البيطار وحرم أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت من الحقيقة، واتُّهم بأكثر من اغتيال، وساهم إلى جانب المجرم المخلوع بشار الأسد بقتل السوريين بالبراميل؟ "هيدا هوّي العاقل فيكن؟".
ثانياً، "نحنا جرّبناكن حجّ وفيق" فلا تطلب منّا ألّا نجرّبكم... جرّبناكم في الحرب، هل تذكرها؟ كنت خلالها ومع باقي القادة مختبئين بين المدنيين، وبيئتكم نازحة في بيوت من تضعون "الفيتوهات" عليهم اليوم. هل تذكرها حجّ وفيق؟ هي الحرب التي قتلت وأصابت رفاقك بأجهزة الـ "بايجرز" التي اشتريتموها من "الموساد". هي الحرب التي دمّرت الجنوب، ولا تزال دبابات الإسرائيلي في قراه الحدوديّة، بينما تعلنون أنتم انتصاركم. "نحنا جرّبناكن حجّ وفيق"، جرّبناكم في السّلم، هل تذكره؟ جرّبنا حكومات إعلان الـDefault والانتصار "بالدّبكة" على الكورونا، وعتمة 24/24 مع حلفائكم، والفراغ المؤسساتي بسبب عنادكم ومصالحكم الخارجيّة. "نحنا جرّبناكن حجّ وفيق"، جرّبنا تهديداتكم. صحيح أنّ البعض في التّاريخ المعاصر "فرفك يديه" بعد عنتريّات الدّاخل، لكن انتهى ذاك الزمن، فبينما لم تتجرأوا أو تتمكنّوا من "كبّ إسرائيل في البحر" لا تتشاطروا علينا.
أخيراً، نحن نعلم أنّ "الدّولة وصبّاطكن سوا"، ولا نخشى أن تحرقوا البلد، لأنّكم سبق وحرقتموه ودمّرتم مؤسساته. لذلك، "فش عندكن شي تخسروه"، لأنكم سبق وخسرتم وخسّرتمونا معكم. وإذا كان لا بدّ من كسبان، فلن يكون بالطّبع من خلال نهجكم الذي خسر في الحرب وفي السّلم، بل في نهج جديد مختلف كليّاً، يؤمن بالدّولة، والقضاء وكلّ المؤسسات الشرعية. عندها، هناك الأمل بأن تكسبوا من جديد. من هنا استتروا، ولا تطلبوا منّا أن نحرص على مشاعركم. فإذا كان مطلوباً من أحد أن يحرص على مشاعر اللبنانيين، فسيكون حتماً أنتم من يتوجّب عليكم أن تحرصوا على مشاعر بيئتكم أوّلاً ، والشعب اللبناني ككلّ ثانياً. اتعظّوا، مشروعكم خسر!
مروان زوين-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|