الصحافة

قاسم أعلن رسميا وفاة نصرالله

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أطل الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم السبت الماضي بكلمة مسجلة ومتلفزة في الذكرى الخامسة لمقتل القائد السابق لـ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ولقيّ الأخير مصرعه بضربة صاروخية أميركية في مطار بغداد حيث قتل معه أيضا زعيم “حزب الله” العراقي أبو مهدي المهندس.

تأتي ذكرى غياب المسؤول الإيراني ، في الشهر نفسه الذي سيعود فيه الى البيت الأبيض مجدداً الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وسبق للأخير ان اعلن انه هو من اتخذ قرار تصفية سليماني في 4 كانون الثاني 2020 ، قبل اقل من ثلاثة أسابيع من مغادرته مقره الرئاسي لمصلحة الرئيس الجديد جون بايدن، أي الرئيس الأميركي الحالي والذي سيسلم مجددا مفاتيح البيت الأبيض لترامب.

كان لافتا أنّ كلام قاسم عن سليماني خلا من أية إشارة إلى مسؤولية ترامب عن قتل صاحب الذكرى. وبدا هذا التجاهل بمثابة إشارة إلى ان الأمين العام لـ”الحزب” امتثل للتوجهات الآتية من طهران والتي تدعو الى عدم فتح النار على الرئيس الأميركي المنتخب . إذ سيتعيّن على إيران من الآن فصاعدا الحذر في مخاطبة من سيدخل الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الجاري ليمضي فيه اربع سنوات مقبلة.

بدا واضحا أيضاً في كلمة قاسم ، طريقة التعامل مع غياب زعيم “حزب الله” التاريخي حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل في 27 أيلول الماضي. وشكل مقتل نصرالله حدثا تاريخيا بسبب إزاحة الشخصية الأبرز في مسار “الحزب” منذ تأسيسه في ثمانينات القرن الماضي. واستطاع نصرالله بعد اغتيال إسرائيل الأمين العام السابق لـ”الحزب” عباس الموسوي عام 1992 ان يقود “الحزب” طوال 32 عاما من دون توقف، في ظروف صاخبة في لبنان والمنطقة. وتحوّل نصرالله على مدى أكثر من 3 عقود الى أيقونة في نظر الجمهور الواسع لـ”الحزب” في لبنان لدرجة ان هذا الجمهور صار يتعامل معه كرمز مقدس يضاف الى سائر مقدسات “الحزب”. ويضم الأرشيف الضخم لنصرالله الكثير من الصفحات التي رفعته أيضا الى مصاف المشاهير في إيران نفسها. وتعامل المرشد الإيراني علي خامنئي عبر حقبة طويلة مع نصرالله كواحد من القلائل الذين يمثلون نجاح الجمهورية الإسلامية على المستوى العقائدي خارج ايران ما سهل مد نفوذ طهران خارجيا في المنطقة والعالم.

ما زال كثيرون من أتباع نصرالله في لبنان لا يتحدثون عن نصرالله من زاوية أنه قد قتل فعليا. واتت الخطوات الأخيرة بعد سريان وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي لتشير إلى واقع انكار حادثة مصرع نصرالله. واضيئت الشموع في المكان الذي سقط فيه نصرالله . وتجري حاليا الاستعدادات من اجل إقامة مزار دائم على احد الطرق الرئيسية التي تمتد على طول الضاحية باتجاه مطار رفيق الحريري الدولي. وتعبّر هذه الخطوات ، الى جانب انها تعكس تقدير بيئة “الحزب” لزعيمها الراحل، الرغبة في عدم تهميش حضور نصرالله في الحياة اليومية لمحبيه. وسيكون المزار الجديد بمثابة تذكير دائم بأن القائد التاريخي لـ”الحزب” ما زال حاضرا في قلب الضاحية الجنوبية التي شهدت معظم مسيرة نصرالله.

ماذا قال الأمين العام الجديد لـ”الحزب” والذي تبوأ هذا المنصب خلفا لنصرالله في كلمته السبت الماضي؟ لم يتطرق قاسم مباشرة الى مقتل نصرالله . لكنه قارب الحادث في صورة اعم على النحو الآتي: “يقولون استشهد عدد كبير، خير إن شاء الله. أنتم تظنون أنّه إذا استشهد لنا شهداء معنى ذلك أنّنا خسرنا؟ لا، الشهادة مطلب عند هؤلاء، لأنّ كل واحد من هؤلاء جاء أجله، يدعو الله عزّ وجل يا رب عندما يأتي أجلي أريد أن أكون في قلب المعركة…”.

وختم قاسم هذه المقاربة بمقارنة مع الحدث الأكبر في العالم الشيعي المتصل بمقتل الامام الحسين إبن الخليفة الرابع في صدر الإسلام الامام علي وحفيد النبي محمد الذي حمل رسالة الإسلام واطلقه دينا وسلطة وصلت إلى شتى اصقاع العالم . وفي هذا السياق استعاد قاسم مصرع الحسين في كربلاء وما قامت به شقيقته زينب التي كانت برفقته في ذلك المكان. يقول قاسم :” الشهداء يُحيون مستقبلنا على درب الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه الذي استشهد مع أكثر من 70 من أصحابه وأولاده وعائلته وسُبيت النساء وزينب كانت الإعلامية الأولى التي عبّرت عن هذه الحادثة فكانت النتيجة أنّ شهادة الإمام الحسين عليه السلام أحيت الأمة من بعده ونحن من بركات هذه الشهادة نقف دعمًا للحق في وجه الباطل”.

أعاد الأمين العام الجديد لـ”الحزب” مقتل نصرالله وسائر قيادات “الحزب” التاريخيين في الحرب الإسرائيلية الأخيرة الى مساره الطبيعي بحسب ما قاله السبت الماضي. فهل سيتقبل جمهور “الحزب” الذي ما زال باكثريته الساحقة جمهور نصرالله هذا التطبيع مع حقائق الزمن؟

إنّ اعلان الوفاة وطي صفحة المتوفي ، هو امر مألوف في حياة البشر. ويطل هذا السلوك ولو بخفر على مستوى مؤسسة “حزب الله”. لكن خارج هذه المؤسسة حيث هناك الكثرة الساحقة من جمهور “الحزب” فلا تبدو الصورة على هذا النحو.

غداة ما قاله قاسم ، صرّح أمس وفيق صفا، مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في “حزب الله”، أنّ تشييع نصر الله، فإنه سيكون بعد الـ60 يومًا (مدة الهدنة بين إسرائيل ولبنان) في الضاحية الجنوبية كما قرّر حزب الله” . فهل كان ما قاله قاسم حول مقتل نصرالله عفويا؟ أم أنّ وراء الاكمة ما وراءها؟

 أحمد عياش -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا