الجيش الاسرائيلي يخطف 6 سوريين جنوبي لبنان... والتحقيقات جارية!
مُحلّلون يشرحون.. هكذا يؤثر سقوط الأسد على المنطقة والعالم
مع الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد وتفكيك نظامه، تفتح سوريا أبواباً مجهولة لمستقبلها ومصير المنطقة، فما كان يُعد لفترة طويلة محوراً استراتيجياً
لإيران وروسيا قد أصبح اليوم ساحةً لصراع داخلي معقد، حيث تتنافس فصائل مختلفة على تحديد مسار البلاد.
في الوقت ذاته، يشهد الشرق الأوسط تغييرات جيوسياسية كبيرة، حيث تسعى القوى الكبرى، مثل روسيا والولايات المتحدة، إلى إعادة تقييم مصالحها وحساباتها في ظل تراجع النفوذ الإيراني والروسي.
كذلك، فإنّ تركيا، التي عززت نفوذها في سوريا، تلعب دوراً محورياً في تشكيل المشهد الإقليمي. وسط هذه التحولات، يبقى السؤال الأهم: ما هو الاتجاه الذي ستسلكه سوريا وكيف ستؤثر هذه التغيرات في استقرار المنطقة والعالم؟
أدت الإطاحة بالأسد إلى إنهاء حكم حزب البعث وسلطة الأسد التي دامت لعدة عقود. واليوم، القوة التي تسيطر على دمشق ليست قوة علمانية ولا شيعية، بل هي تحالف سني يُسمى "هيئة تحرير الشام"، الذي كان سابقاً "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة.
ورغم أن وزارة الخارجية الأمريكية تواصل تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، فإن الهيئة تدعي أنها انفصلت عن القاعدة منذ سنوات. ومع ذلك، يتضمن التحالف العديد من الفصائل المتنافسة، بدءاً من السلفيين المتشددين وصولاً إلى القوميين السوريين في الجيش السوري الحر. ويبقى السؤال حول الاتجاه الذي سيتبعه هذا التحالف في سوريا غير واضح، فاختلافات سياسية ودينية داخل الائتلاف قد تؤدي إلى حرب أهلية جديدة بين صفوفه.
واستفاد الغرب من سقوط الأسد حتى الآن، مع تراجع النفوذ الروسي في سوريا، وهو ما قد يقلل من قدرة روسيا على التأثير في الشرق الأوسط وأفريقيا. كذلك، فقدت إيران جسرها البري لدعم حزب الله في لبنان. ومع عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم، سيخف الضغط السياسي على تركيا وأوروبا التي استضافت هؤلاء اللاجئين لعقد من الزمان.
ومع ذلك، إذا عاد تحالف هيئة تحرير الشام إلى روابطه مع القاعدة، فسيعود تهديد الإرهاب إلى ما كان عليه، وستصبح المنطقة على شفا مواجهة جديدة مع الجماعات المتطرفة.
تقف سوريا اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية من التحولات التي تتجاوز حدودها. فبعد انهيار نظام الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، أعادت المعارضة المسلحة ترتيب صفوفها، وتمكنت من السيطرة على حلب، مما أدى إلى انهيار الخطوط الأمامية للنظام. هذه الهزائم المتتالية تكللت بهروب الأسد إلى موسكو، ما يمهد الطريق لمرحلة جديدة قد تكون حاسمة لإعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط.
للمرة الأولى منذ سبعينات القرن الماضي، تشهد سوريا عملية إعادة ترتيب عميقة. سقوط الأسد لا يعني مجرد انهيار ديكتاتور، بل انهيار محور إقليمي دعمته إيران وروسيا على مدار سنوات.
وكانت سوريا قلب المشروع الإيراني في المشرق العربي، وكانت جسراً حيوياً لحزب الله في لبنان، وموقعاً استراتيجياً ضد إسرائيل.
كذلك، فإن خسارة دمشق تهدم هذا المشروع وتدمر المحور الذي بناه آية الله الخميني. تواجه إيران الآن تحديات كبيرة في الحفاظ على نفوذها الإقليمي. وفي الوقت نفسه، تواجه روسيا مشاكل في الحفاظ على نفوذها في البحر الأبيض المتوسط وفي الشرق الأوسط بعد انهيار النظام السوري.
في هذا السياق، تصاعدت القوة التركية في المنطقة، وقد نجحت تركيا في التفوق على روسيا وإيران، مما عزز من قدرتها على تشكيل مستقبل سوريا بعد الأسد.
وهذه اللحظة تؤكد ظهور تركيا كقوة محورية في الشرق الأوسط، تلعب دوراً كبيراً في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي.
أما الولايات المتحدة، فقد باتت أمام تحدٍّ كبير. يجب على واشنطن اتخاذ قرار حاسم حول ما إذا كانت ستتمكن من منع روسيا من الحفاظ على موطئ قدم لها في سورية. هذه المسألة لا تقتصر على جغرافيا الشرق الأوسط فقط، بل تؤثر أيضاً على تكلفة مغامرات بوتين في أوكرانيا، خاصة مع تصاعد الصراع مع كييف.
إيران نفوذها المباشر في البحر الأبيض المتوسط، لكن هذا لا يعني أنها ستسلم بهزيمتها بسهولة، بل قد تعيد ترتيب صفوفها عبر وكلائها في العراق واليمن. وفي الوقت الراهن، لا تبدو الحكومة المؤقتة في دمشق مهتمة بطرد روسيا من قواعدها على الساحل السوري.
شهدت المنطقة العديد من التحولات منذ انطلاق الانتفاضات العربية، وقد سقطت الأنظمة في تونس، ومصر، واليمن، وليبيا، لتلحقها الجزائر والسودان في المرحلة الثانية بين 2019 و2020. الآن، مع انهيار نظام الأسد، تصبح هذه المنطقة في حاجة ماسة إلى استكمال التحولات الهيكلية التي بدأت قبل أكثر من عشر سنوات.
وتظل القضايا الرئيسية المتعلقة بما إذا كانت سوريا ستظل دولة واحدة أو ستتفتت إلى دويلات، وكيف ستتعامل إسرائيل والأردن مع هذه القضايا، محورية في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي.
وسبق لهذه القضايا أن كانت مصدراً للتوترات على الحدود مع الأردن وإسرائيل في السنوات 2011-2013، عندما كان النظام السوري على وشك الانهيار.
ومن خلال هذه التحولات، تبرز نقاط حاسمة في مستقبل سوريا والمنطقة ككل. انهيار نظام الأسد يفتح المجال لإعادة ترتيب القوى الإقليمية، مع تراجع دور إيران وروسيا، وظهور تركيا كقوة محورية.
وفي الوقت نفسه، على الغرب والولايات المتحدة أن يظلا يقظين تجاه التطورات المستقبلية في سوريا، حيث إن أي تراجع في مكافحة الإرهاب أو تقوية للمنظمات المتطرفة قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|