"ولد ميتاً"... طرح المشروع اليوم هو لإشاحة النظر عما يُحضر!

لا يعبأ الكثير من المودعين بما يخطط له رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خلال إدراج مشروع قانون يتضمن هيركات يطال نحو 85% من الودائع. فمروره في مجلس الوزراء لا يعني أنه أصبح نافذاً، إذ يجب أن يمر أيضاً في مجلس النواب، الذي من المستحيل أن يوافق عليه، وبالتالي فإن هذا المشروع ولد ميتاً.

ويتوقف رئيس جمعية "أموالنا لنا" فراس طنوس عند توقيت طرح مشروع القانون، مشيراً إلى أنه "يهدف إلى إيحاء الرئيس ميقاتي للمجتمع الدولي بأنه حاول إصلاح القطاع المصرفي، على أمل العودة إلى رئاسة الحكومة. كما يراه محاولة لإشاحة النظر عن ما يُعد من مشاريع عفو عام قد تشمل الجرائم المالية".

ويؤكد طنوس، أن "الجلسة الأهم هي جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، نظراً لأبعادها الكبيرة"، داعياً كافة المودعين إلى التواجد أمام مجلس النواب".

ويذكّر بأن "هذا المشروع لن يمر في مجلس النواب كما لم تمر خطة التعافي والانتظام المالي والكابيتال كونترول، فاليوم يُطرح هذا المشروع الذي يعلم تماماً أنه لن يمر في مجلس النواب. كل ما يريده ميقاتي هو أن يظهر للرأي العام الأجنبي أنه "أدى قسطه للعلى"، ليُلقى الكرة في ملعب مجلس النواب الذي يعلم جيداً أنه لن يمرر هذا المشروع، خاصة وأنه يشطب 85% من الودائع".

ويصف طنوس ما يحاول رئيس الحكومة طرحه في جلسة اليوم بـ"القنبلة الدخانية التي أقلقت الناس رغم أنه لا جدوى منها"، مؤكداً أن "هذا المشروع لن يرى النور في مجلس النواب".

ويعتبر أن "التعويل ليس على مجلس النواب فقط، بل على عمل المودعين المستمر منذ خمس سنوات بالتحرك على الأرض، كما أن جمعية "أموالنا لنا" لديها لوبي سياسي وبرلماني ووزاري وقضائي تعمل من خلاله. وفي بعض الأحيان يلبون مطالب المودعين، وفي أحيان أخرى لا يلبونها. ولكنهم لبوا المطالب برفض الكابيتال كونترول وخطة التعافي وخطة الانتظام المالي، لأنهم يعلمون تماماً أن الحساب سيكون في الانتخابات".

ويشير إلى أن "المودعين اليوم يمسكون بـ'الجزرة' ويطلبون من النواب عدم إقرار هذا المشروع الذي يسرق أموال الشعب، الذي انتخبهم بعد وعودهم في برامجهم الانتخابية بتحرير أموال المودعين وحمايتها".

وإذ يلفت إلى أن "الجمعية لن تشارك في تحرك اليوم ليس من باب المعارضة، بل لأنها سبق ودعت إلى تحرك يواكب جلسة انتخاب الرئيس، كما أن مرور القانون في مجلس الوزراء لا يعني أنه سيمر في اللجان النيابية أو الجلسة العامة. ومع ذلك، يؤكد دعمه لتحرك بقية الجمعيات اليوم، وسيتوجه شخصياً لتأكيد هذا الدعم".