محليات

العراق يلتزم "الحياد".. ماذا عن لبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن "لا خلاص للبنان إلا بالعودة إلى ثقافة الحياد الإيجابي"، مشيرا في رسالة الميلاد إلى ان "هذا الحياد يمكّن لبنان من القيام بدوره الفاعل بوصفه مكانَ لقاءٍ وحوارٍ بين الثقافات والأديان، ومدافعاً عن السلام والتفاهم في المنطقة"، لافتاً الى ان "هذا الحياد يجعل من لبنان ما هو في طبيعة نظامه السياسي، فيكون فيه جيش واحد لا جيشان، وسياسة واحدة لا سياستان، ولا يدخل في حروب ونزاعات أو

أحلاف، بل يحافظ بقواه الذاتية على سيادة أراضيه، ويدافع عنها بوجه كل معتدٍ، ولا يتدخل في شؤون الدول"، معتبراً أن "الحياد ليس مجرد موقف سياسي، بل هو موقف اقتصادي يدعم الاستقرار، والمرونة الدبلوماسية، والابتكار الإنتاجي والمالي، ويؤمّن نمو اقتصاد الدولة المحايدة".

العراق من جهته،  يبدو أنه التزم الحياد بهدوء ومن دون ضجيج. وتؤكد مصادر معنية ان العراق بعدما رفض ان يتدخل بالحرب بين لبنان واسرائيل كما طلبت منه ايران أو ان يتدخل في سوريا بناء على طلب من ايران أيضاً، بقي على الحياد ويبدو انه خذل طهران بعدم تدخله في لبنان أو سوريا. ويرى العراقيون ان القومية العراقية تأتي بالدرجة الاولى اولا، ويليها دور العراق في المجموعة العربية والذي يعتبره العراقيون اساسياً، لذلك فضّلوا عدم التدخل ولم يوافقوا على ضرب القاعدة الأميركية عين الأسد المتواجدة على أراضيهم، وكانوا دائماً حذيرين من اتّباع توجيهات ايران.

صحيح ان العلاقات الايرانية -العراقية ما تزال جيدة، لكن رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني أبلغ القيادة الايرانية ان بلاده من غير الممكن ان تتدخل، وذلك بعد ان وصلته تهديدات من قبل الاميركيين والاسرائيليين بأن العراق سيتعرّض للاستهداف وسيكون مصيره سيئاً.

يبدو ان المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني ما زال على موقفه الى جانب السوداني، وهذا ملفت للنظر كونه المرجعية الشيعية  الاولى في العراق، فهو يرى ان على العراق عدم التدخل وعدم الوقوف الى جانب ايران لأن الوضع سيء في المنطقة ككل، وعليه ان يحفظ رأسه وان يكون محميا من قبل أهله وشعبه ومحيطه. لهذا فإن العراقيين يمدون يدهم الى كل العرب دون استثناء. لم يقطعوا اليد الممدودة الى ايران لكنها أصبحت من دون حرارة خلافاً لتلك الممدودة الى الدول العربية كافة.

وتشير المصادر الى ان "ايران دولة جارة للعراق لذلك لا تستطيع ان تأخذ موقفا قاسيا جدا أو سلبياً تجاهها، كما ان عدد الشيعة في العراق مرتفع وهم من المؤيدين ولها وجود مادي ومعنوي ولديها فرقاء دعمتهم وموّلتهم وأسستهم كالحشد الشعبي وحزب الله العراقي... لكن هؤلاء اليوم منضوون تحت شعار وراية الدولة ولا ينفذون أي إرادة ايرانية خشية من تكرار سيناريو سوريا في بلدهم.

السوداني أيضا، بحسب المصادر، يخشى على العراق من أحداث شبيهة لتلك التي حصلت في سوريا تقضي على نظامه في حال أراد ان يأخذ مواقفاً الى جانب ايران. لهذا السبب يقف على الحياد وهذا المطلوب لا أكثر. العراق دولة محورية في المنطقة وبالتالي لا يمكن للسوداني ان يفرط بمواقف موالية لايران في الوقت الذي تعاديها فيه معظم الدول العربية. وبالأخص اليوم، مع اقتراب موعد تسلّم الرئيس الاميركي دونالد ترامب سدة الرئاسة في 20 الجاري،

إذ يدرك السوداني كما القيادة العراقية بشكل عام ان ترامب والولايات المتحدة والغرب لن يسمحوا بموقف عراقي معادٍ لها ومؤيد لايران. لذلك رتّب السوداني أموره وكذلك القيادة العراقية واتخذوا موقفا وسطيا وبالتالي بات العراق مرتاحاً لوضعه. فقد انخفضت نسبة سرقات النفط والثروات العراقية من الجانب الايراني وبدأت البلاد تتخلص تدريجياً من النفوذ والهيمنة الايرانية.

بالعودة الى لبنان، نستشهد بما قاله رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون يوماً في معرض ردّه على سؤال من أحد المقرَّبين إليه سنة 1976 بعد اندلاع الحرب الأهلية بسنة تقريباً: "خلَّي عينك على العراق"، معتبراً أن "إذا قسّم

العراق ستقسم المنطقة تباعاً، وإذا بقي موحداً ستبقى دول المنطقة وشعوبها موحدة أرضاً وشعباً". فهل يقتدي لبنان بالعراق ويلتزم الحياد الايجابي، وسط التغييرات التي تجتاح المنطقة؟
 

المركزية - يولا هاشم

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا