"شد الحبال" بين بري وجعجع.. هل يمهد الطريق لأزعور رئيسًا للبنان؟
أكد محللون أن التجاذب السياسي الحالي في لبنان، فيما يتعلق بالملف الرئاسي، يتمثل بشكل أساسي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، بصفته ممثلًا لحركة أمل و"حزب الله"، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وبحسب المحللين، يحاول بري وجعجع إيصال شخصية يزكيها كل منهما إلى منصب الرئاسة اللبنانية، مبينين أنه رغم التباعد الذي حصل مؤخرًا بين جبران باسيل والثنائي الشيعي، فإن الاتصالات الحالية تقاطعت مجددًا في الملف الرئاسي، حيث إن رفض باسيل لوصول قائد الجيش إلى الرئاسة رفع أسهم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشح ذي حظوظ كبيرة خلال الساعات الماضية.
الاتصالات بين بري وباسل
وقالت المحللة السياسية آلاء القاضي، إن الاتصالات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عادت إلى سابق عهدها، وإن لقاءات غير معلنة وبعيدة عن الإعلام تُجرى في قصر عين التينة بينهما لتنسيق الخطوات المقبلة المتعلقة بالملف الرئاسي، كون التحالف السابق بين باسيل وبري وحزب الله وبعض الكتل الصغيرة يمثل قوة ضاغطة لانتخاب أي مرشح لمنصب الرئاسة، كما يمنح الشرعية لأي اختيار يتم الإعلان عنه من قبل بري، كونه يحترم الميثاقية بوجود كتلة باسيل المسيحية.
وأضافت القاضي، في حديثها لـ"إرم نيوز"، أن باسيل كان من أوائل المعترضين على ترشيح قائد الجيش جوزيف عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وفي ظل التغيرات التي حصلت في الساعات الأخيرة، بعد إعلان حزب الله رفضه القاطع لترشيح جعجع، وما تسرب من معلومات عن اتجاه القوات لدعم ترشيح قائد الجيش، فإن التوجه الحالي بين بري وباسيل سيكون نحو ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بهدف عدم تمكين جعجع من لعب الدور الأساسي في الملف الرئاسي.
وأوضحت أن أزعور لن يحتاج سوى إلى 65 صوتًا فقط لتنصيبه رئيسًا، وليس 86 صوتًا كما هو الحال بالنسبة لقائد الجيش، وهو عدد يستطيع نبيه بري تأمينه بسهولة، حتى لو لم تصوّت كتلة جعجع أو صوتت بالورقة البيضاء.
التكهن بهوية الرئيس الجديد
من جانبها، أوضحت الباحثة في الشأن اللبناني زينة محمود، أنه لا يمكن التكهن بهوية رئيس الجمهورية المقبل حتى الآن، في ظل شد الحبال الجاري بين الكتل السياسية اللبنانية، وخاصة بين نبيه بري وسمير جعجع، حيث يحاول كل منهما فرض إرادته على الآخر، بالإضافة إلى المشاورات المستمرة بين الكتل السياسية المعارضة الأخرى، بدعم من حراك دبلوماسي عربي وغربي غير مسبوق، لدفع الملف الرئاسي إلى الخاتمة المنتظرة وإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي.
وبيّنت محمود أنه، رغم التداول الحالي لاسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون والوزير السابق جهاد أزعور، فإن المفاجآت قد تأتي باسم توافقي ينهي الأزمة، خاصة أن جميع الفرقاء السياسيين في لبنان، وحتى الموفدين العرب والدوليين، لم يعلنوا حتى الآن صراحة عن تأييد أي مرشح، باستثناء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي أعلن تأييده لترشيح عون، تفاديًا للإحراج ورغبة منه في عدم الدخول في متاهة الأسماء المطروحة حاليًا.
ونقلت محمود عن بعض السياسيين قولهم، إن انتخاب أزعور رئيسًا فرصة جيدة للبنان، في ظل وجود عون قائدًا للجيش، حيث يمكن لكل منهما التفرغ لملف معين؛ إذ يتولى قائد الجيش الملفات الأمنية، خصوصًا في الجنوب والحدود الشمالية، فيما يركز أزعور على الملفات الداخلية والاقتصادية والمالية. كما أكد هؤلاء السياسيون أن المرحلة الحالية تحتاج إلى هذه الصيغة، التي قد تساهم في تسريع عملية إنقاذ الأوضاع المتردية في البلاد.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|