المعارضة تتّجه نحو خياري عون أو أزعور الثلاثي "أمل" و"الحزب" و"التيار" لا يبدّل خياره
قبل 48 ساعة الأخيرة الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية الـ 13 في سلسلة جلسات أزمة الفراغ الرئاسي، بدا من الصعوبة "التبشير" بأن الجلسة ستفضي حتماً إلى انتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية. ذلك إن غموضاً قياسياً شاب الأجواء السياسية والنيابية عشية الجلسة، ولم تبرز معطيات كافية للدلالة على أن مفاجآت معينة ومفصلية قد تحصل في الساعات المقبلة للتيقن من مسار مضمون للجلسة. ويمكن اختصار العقدة الكبرى في أن التوافق العريض على ترشيح وانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون لم تكتمل معالمه بعد في ظل عدم موافقة الثلاثي "أمل" - "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على انتخابه من دون اتضاح ما إذا كان الثنائي الشيعي تحديداً يتجه نحو افتعال أجواء مواجهة انتخابية للإطاحة بفرصة الجلسة أو أنه لا يزال يضمر مفاجأة ما في اللحظة الأخيرة. ومع ذلك علمت "النهار" ليلاً أن قوى المعارضة والمستقلين والتغييريين يتجهون نحو أحد الاحتمالين الآتيين: الأول وهو المرجح، اعتماد ترشيح العماد عون حتى من دون توافق مع الثنائي الشيعي على التصويت له. والثاني اعتماد إعادة ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور أو ربما مرشح آخر بعد استكمال درس إمكان توفير 65 صوتاً لفوزه. وستكون الساعات المقبلة حاسمة لاعتماد خيار هذه القوى.
وقبل ساعات من جلسة الخميس، ازدحمت الساحة السياسية بالاتصالات وتزامنت مع وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، فيما أنهى المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين لقاءاته.
وعلمت "النهار" أن هوكشتاين أثار بسلاسة الملف الرئاسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري عند تناوله موضوع إعمار البلدات المدمرة في الجنوب، وأن هذه المرحلة تقتضي وجود شخصية في الرئاسة تكون على تواصل ومحل ثقة عند المجتمع الدولي والبلدان المعنية بلبنان. وكان يشير إلى أن هذه المواصفات تنطبق على العماد عون من دون تسميته.
ولم يتأخر بري في تقديم جوابه المعروف أن انتخاب عون يحتاج الى تعديل دستوري، وأن هذا الامر غير متاح الآن في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية وحكومة تصريف الأعمال. وكان هوكشتاين قد تلقى هذا الجواب غير المفاجئء الذي سمعه من بري قبل اجتماعهما.
وقال الرئيس بري مساء أمس لـ"النهار" إن "جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قائمة ومفتوحة وبدورات متتالية. وعلى النواب الـ128 تحمل مسؤولياتهم وانتخاب الرئيس" . وأضاف: "هناك تصميم لانتخاب الرئيس في جلسة الخميس أو في الأيام التالية. ولا توقف لجلسات الانتخاب إلا عند صلاة الجمعة أو قداس الأحد".
وفي الاستقبال الذي أقامه النائب فؤاد مخزومي لهوكشتاين في دارته في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون وممثلين عن معظم الكتل النيابية، شدّد هوكشتاين على ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس قادم باتفاق الطائف والاتفاقيات والإصلاحات الضرورية. وقال إننا "أمام فرصة ذهبية"، مسمياً قائد الجيش العماد جوزف عون كأحد المرشحين المدعومين لرئاسة الجمهورية، مؤكداً في الوقت عينه أنه ليس المرشح الوحيد.
موقف المعارضة
وفي غضون ذلك، أعلن عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص بعد اجتماع لنواب المعارضة والتغييريين، أن "لدينا خطة واحدة كمعارضة سندخل فيها إلى جلسة 9 كانون الثاني". وقال: "نحن كمعارضة اجتماعاتنا مستمرة مع الكتل كافة، فهدف هذه الاجتماعات هو تنسيقي مع هذه الكتل ونتمنى أن تتنج جلسة 9 كانون الثاني رئيساً للجمهورية". وفي الاطار ذاته، أشار عضو كتلة الكتائب النائب إلياس حنكش إلى "أن موقفنا واضح وهو الاتفاق على مرشح يستطيع أن يكون على مستوى هذه المرحلة وطبعاً أحد المرشحين الأقوياء في هذا السباق هو قائد الجيش العماد جوزف عون، لافتاً إلى أن هناك أسماءً أخرى من الوزير السابق جهاد أزعور وغيره، وذلك بحسب التقاطعات مع بقية المكونات". وأعلن النائب وضاح الصادق أن المعارضة ستعلن اسم مرشحها في التاسعة مساء اليوم. وأفادت معلومات أن "التيار الوطنيّ الحر" لن يصوت مع الثنائيّ الشيعيّ على مرشح يرفضه المجتمع الدولي ولن يصوت مع المعارضة على مرشح ضد الثنائيّ الشيعيّ.
وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، انتقد الثلاثي "أمل – حزب الله – التيار الوطني". وقال: "يعرف القاصي والداني ومنذ أشهر طويلة لا بل منذ سنوات، أن جماعة الممانعة لا يقبلون بأي شكل من الأشكال بالعماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وقد كان ذلك واضحاً وجلياً إن في التسريبات الصحافية، أو من خلال ما كان يدور في الاجتماعات السياسية المغلقة مع القوى والكتل، أو عبر ما دار ويدور مع الموفدين الدوليين، كما كان جلياً منذ أشهر لا بل منذ سنوات أن القوات اللبنانية على علاقة طيبة بالعماد جوزف عون، وعندما طُرح اسمه كمرشح رئاسي كانت القوات أول من اعتبره من بين المرشحين الجديين، ولم تضع أي فيتو على اسمه في أي لحظة من اللحظات بانتظار المزيد من المداولات. ومع تعاقب الأيام والأحداث، وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح واضحاً وجلياً أن جماعة الممانعة مع التيار الوطني الحر يرفضون العماد جوزف عون في رئاسة الجمهورية، وبالتالي اسقطوا ترشيحه تلقائياً، لأنهم مع بعضهم البعض يستطيعون جمع ثلث معطل يقطع الطريق على ترشيحه. وبدلاً من أن تصدق جماعة الممانعة ولو لمرة واحدة وتظهِّر موقفها الفعلي من ترشيح العماد جوزف عون بتصريحات ومواقف جدية تصدر عنهم بأنهم يرفضون انتخابه رئيساً للجمهورية، عمدوا إلى ملء الشاشات بتصريحات تصوّر القوات وكأنها العقبة في طريق ترشيح عون. إن فريق الممانعة هو فريق كاذب، وفي الأحوال كافة، إذا بدّل فريق الممانعة في رأيه وبشكل علني وواضح، بإعلانه رسمياً ترشيح العماد جوزف عون، فنحن مستعدون للنظر بإمعان في هذا الأمر".
وكان جعجع استقبل وعقيلته النائب ستريدا جعجع، في دارتهما في معراب، المبعوث الأميركي هوكشتاين ترافقه السفيرة جونسون.
خلاف حكومي
وسط هذه الأجواء شهدت الجلسة الحكومية لمجلس الوزراء خلافاً حول بند المشروع المصرفي وأموال المودعين وانسحب وزير المهجرين عصام شرف الدين احتجاجاً من الجلسة. ولكن وزير الاعلام زياد مكاري أوضح أنه في مستهل الجلسة أبلغ الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء أن هناك مشروعين على جدول الاعمال على الجلسة اليوم يتعلقان بموضوع المصارف وأموال المودعين: الأول، تحت عنوان مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها، والثاني يتعلق بتعديل قانون النقد والتسليف وانشاء المصرف المركزي. وأضاف رئيس الحكومة: "لقد تبلغنا ملاحظات الوزراء سابقاً على هذين المشروعين، ولكن هناك بعض الملاحظات الإضافية التي وردتنا. وعلى هذا الأساس كلفت نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي إعادة النظر بالمشروعين في ضوء الملاحظات الجديدة والعودة بصيغة جديدة في خلال أسبوعين إلى مجلس الوزراء".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|