الصحافة

النواب السنّة يتظللون الموقف السعودي: دعم التوافق ورفض الإصطفافات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عاد أغلب النواب السنّة في المجلس النيابي إلى الحضن السعودي ما إن قررت المملكة العودة إلى لبنان من الباب الرئاسي. سقطت انقساماتهم ما بين 14 و8 آذار، وتحولوا بغالبيتهم إلى المركز الوسطي رافضين الدخول في الاصطفافات الحادة التي تفصل القوى السياسية داخل المجلس النيابي. أصبحوا الصوت الذي يدفع باتّجاه انتخاب الرئيس التوافقي الذي لا يشكل وصوله انتصاراً لأحد وهزيمة لأحد، على أن يكون مقبولاً من الداخل والخارج.
في هذا السياق يؤكد النائب عماد الحوت أن اللقاءات النيابية التي تجمع النواب السنة تمثل حوالي 24 إلى 26 نائباً منهم، مشيراً في حديث لـ"المدن" إلى أن التجمع النيابي هذا متفق على مجموعة من النقاط أبرزها أولاً: الاتفاق على أن الرئيس المقبل الذي سيُنتخب في المجلس النيابي يجب أن يكون مقبولاً محلياً وعربياً، وبالتالي أي مرشح لا يحوز على القبولين لن يكون صالحاً لرئاسة الجمهورية، وسيواجه مشاكل داخلية وخارجية.

النقطة الثانية بحسب الحوت هي أن التجمع النيابي السني لن يكون جزءاً من انتخاب رئيس "كسر" لأي من الفريقين، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لأن البلد لا يتحمل اهتزازات سياسية ستنعكس حتماً على الحياة الاجتماعية والاقتصادية. أما النقطة الثالثة المتفق عليها فهي ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي في الجلسة المقبلة أو حولها بشكل لا يؤجل الانتخاب لأن تأجيله يعني قفزة بالمجهول. ويُشير الحوت إلى أن النقطة الرابعة هي أن التجمع النيابي لا يضع "فيتو" على أي من الأسماء المطروحة، كاشفاً أن التواصل مستمر مع الكتل السياسية للوصول إلى إسم يجمع أكبر عدد من النواب.

حضر الحوت اللقاءات النيابية التي جمعت قسماً كبيراً من النواب السنّة مع الموفدين السعودي والقطري إلى لبنان، حيث ينفي كل ما تردد عن تسمية جوزاف عون كمرشح رئاسي وحيد من قبل الأمير السعودي يزيد من فرحان، مشيراً إلى أنه "لم يسمّ خلال اللقاء بالنواب أي إسم، بل تحدث معنا انطلاقاً من المواصفات التي وضعتها اللجنة الخماسية، كذلك الموفد القطري أبو فهد قال: "ما يتفق عليه اللبنانيون وأي رئيس سيُنتخب سنتعامل معه من دون تردد".

هوكشتاين: 
لم يحضر الحوت اللقاء الذي عُقد بين مجموعة من النواب والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لأسباب خاصة، إنما بحسب مصادر نيابية حضرت اللقاء فإن الرجل وإن مدح رئاسياً بقائد الجيش إلا أنه أكد أن عون ليس المرشح الوحيد المقبول، مذكراً بأهمية انتخاب رئيس بمواصفات مقبولة يعمد فوراً إلى تنفيذ الإصلاحات وتطبيق القرارات الدولية وأبرزها تثبيت مسألة وقف إطلاق النار في الجنوب.
من جهته كشف النائب عبد الرحمن البزري في حديث مع "المدن" أن المبعوث الأميركي أيّد نفس المواصفات التي تحدث عنها الموفد السعودي يزيد بن فرحان، وتحدث بالعموميات في الرئاسة، كاشفاً أن بعض النواب سألوه خلال اللقاء عن إسم قائد الجيش فأجاب بأنه يمتلك هذه المواصفات، ملمحاً إلى أن المواصفات تنطبق على غيره أيضاً.
يجزم البزري الذي حضر لقاء النواب مع هوكشتاين أن مرحلة "مخايل الضاهر أو الفوضى" غير مطروحة اليوم، كاشفاً أن يوم غد الأربعاء سيكون يوماً حافلاً باللقاءات والإتصالات، ومنها لقاء سيضمه إلى جانب عدد من النواب مع المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان.

معركة جوزاف عون
يرى الحوت رداً على سؤال حول طبيعة المعركة الانتخابية التي يخوضها قائد الجيش، والدور الأميركي "أنه من الطبيعي أن يساعد الأميركيون وغيرهم في مسألة انتخاب رئيس الجمهورية من أجل إيجاد توافقات من خلال طرح مجموعة من الأسماء، لكنه من غير المقبول أن يأتي أحد بإسم واحد ويقول انتخبوه، فهذا الأمر غير مقبول سياسياً ودستورياً ويمس بكرامة النواب واللبنانيين"، مستدركاً القول أنه لا فيتو ولا مشكلة مع ترشيح قائد الجيش.
ويؤكد الحوت أن معركة تأمين الـ 86 صوتاً لقائد الجيش ليست عند النواب السنّة، أما في حال كان هناك توافق عليه واحتاج التوافق إلى أصوات النواب السنّة لكي يكتمل العدد فلا مشكلة بذلك عندها، وهذا ما يجعل أصوات النواب السنّة أصواتاً مرجحة في عملية الإنتخاب.
من جهته يرى عضو كتلة الاعتدال الوطني عبد العزيز الصمد في اتصال مع "المدن" أن وصول جوزاف عون إلى الرئاسة قد يكون صعباً، معتبراً أن الساعات المقبلة حاسمة على صعيد الجلسة، مشدداً على ضرورة أن يحصل التقاطع على مرشح ينفذ اتفاق الطائف ويقوم بالإصلاحات المطلوبة لإنقاذ لبنان.

خريطة الصوت السنّي 
كان لافتاً خلال لقاء نواب المعارضة مع المبعوث الأميركي حضور النائب فيصل كرامي المعروف بتحالفه مع الثنائي الشيعي، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول اتجاهات الصوت السنّي داخل المجلس في أي جلسة مقبلة. وفي هذا السياق ترى مصادر مقربة من النائب كرامي أن الرجل لا يغيّر المبادىء بحسب الظروف، ولقاء النواب مع هوكشتاين لم يكن لنواب المعارضة حصراً وهناك أسماء حضرت غير محسوبة على المعارضة، مشيرة عبر "المدن" إلى أن موقف كرامي في انتخابات الرئاسة تحدده مصلحة لبنان، وبالتالي هو مع التوافق وكسر الخلاف الحاد بين فريق المعارضة وفريق "الممانعة".
بالنسبة إلى النائب المعارض وضّاح الصادق فإن الفريق النيابي السنّي الذي كان حليفاً لفريق 8 آذار، وعددهم بين 5 و6 نواب أصبح اليوم أقرب إلى المملكة العربية السعودية، خصوصاً بالملف الرئاسي، وبالتالي أقرب إلى خيارات نواب المعارضة الذين يزيد عددهم عن العشرة نواب بقليل، مشيراً عبر "المدن" إلى وجود كتلة نيابية سنية تدور في الوسط، مثل كتلة الاعتدال الوطني، بينما يبقى موقف عدد آخر من النواب مبهماً بانتظار التطورات.
بالخلاصة، فإن الغالبية السنية ستقترع لجوزاف عون بحال نجح بتحقيق التوافق حوله، ولن تخرج عن التوجه السعودي بحال لم تكن هناك حظوظ لوصوله بانتظار تأمين البديل القادر على الجمع. وبغياب التوافق فإن الصوت السني سينقسم بين من يؤيد مرشح المعارضة الذي سيُعلن عنه بعد لقاء يُعقد غداً الأربعاء السابعة مساءً، وبين من سيرفض التصويت لمشرح فريق ضد آخر إلى حين وضوح صورة الرئيس المقبل.

محمد علوش - المدن
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا