أي رئيس لا ينزعه يُحكم على عهده بالفشل..."الحزب": سلاحنا مقابل انتخاب القائد
"لا فيتو لدى "حزب الله" على قائد الجيش العماد جوزيف عون". هذا ما قاله مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "الحزب" وفيق صفا. وأراد من قوله هذا، فتح سوق المفاوضات بين الضاحية واليرزة، أو تزخيم هذه المفاوضات، عشية جلسة 9 كانون الثاني الجاري الانتخابية، بعدما لمس "الحزب" أن اسم عون، يحظى بشبه إجماع دولي.
تكرار تجربة الـ1701
وتكشف مصادر سياسية مطّلعة على كواليس زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين لـ"نداء الوطن"، أن اتفاق وقف النار وآلية تطبيقه وترجمته على الأرض، مِن أكبر الملفات التي تقضّ مضجع "الحزب". فهو يدرك جيّداً أن الاتفاق ما كان ليبصر النور أو يحظى بتوقيع الدولة اللبنانية، لولا مباركة "حزب الله". وينص الاتفاق على إنهاء وجود "الحزب" جنوب الليطاني أولاّ، وعلى تفكيك كل ترسانته العسكرية وتسليمها إلى الجيش اللبناني، كي يصبح الأخير القوة المسلحة الوحيدة في هذه المنطقة، على أن تتوسع هذه الحركة مِن جنوب الليطاني إلى شماله، لتشمل كلّ الأراضي اللبنانية. وقد لحظ الاتفاق هذه النقطة بشكل واضح بعبارة "انطلاقاً من جنوب الليطاني".
لكن بعدما سكتت المدافع وبردت الأمور شعبيّاً وميدانيّاً، يريد "الحزب" اليوم التنصّل من بنود الاتفاق ووضعه على الرفّ، والتعاطي معه كما تعاطى مع القرار 1701، أيّ أنه لا يريد تطبيقه. وتقول المصادر إن "ما يسعى إليه "الحزب" في الكواليس، هو الحصول على تعهد من العماد جوزيف عون، بأن يكون مرناً في التعاطي معه ومع سلاحه، أو بالأحرى أن يدير ظهره لاتفاق وقف النار كما أدار الرئيس السابق ميشال عون ظهره للقرار 1701، ويريد منه أن يغضّ الطرف عن عدم تقيّده بمقتضيات الاتفاق، وذلك مقابل انتخابه رئيساً للجمهورية".
حزم أميركي - دولي
تتابع المصادر أن "الحزب" أرسل هذه الرسالة إلى الأميركيين عبر هوكستين، وإلى السعوديين، مبلغاً إياهم أن "الحزب مستعد للسير بمَن تقترحون للرئاسة، مقابل تنفيذٍ مُلطّف وصُوَري لاتفاق وقف النار، أو مقابل تطبيقه في جنوب الليطاني فقط".
لكن جواب هوكستين، بالأصالة عن الأميركيين وبالنيابة عن رعاة اتفاق وقف النار والمجتمع الدولي بأسره، جاء حازماً وصارماً بأن لا مقايضات ولا مساومات والاتفاقُ وُضع ليُنفّذ بلا تشاطر أو تذاك. هو يشمل تفكيك ترسانة "الحزب" تدريجيّاً بدءاً مِن الجنوب وصولاً إلى كل الأراضي اللبنانية، وأيُ رئيس لا يدفع باتجاه تطبيق هذا الاتفاق وكذلك التزام "الطائف" وكلّ القرارات الدولية مواكبةً للتغيرات الإقليمية الكبرى، يحكم على عهده بالفشل، ويقطع الطريق أمام أي مساهمة خارجية في عملية إعادة الإعمار.
على أي حال، ليس أدلّ على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لتطبيق الاتفاق، من إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها ستحوّل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر، إلى لبنان. وجاء في إخطار وجّهته الخارجية الأميركية للكونغرس بشأن التحويل المخطط له أن القوات المسلحة اللبنانية "شريكة رئيسية" في دعم اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 بين لبنان وإسرائيل لوقف الأعمال القتالية ومنع "حزب الله" من تهديد إسرائيل" .
وربما تفسّر الصلابة الدولية هذه، سبب تصلّب الثنائي "أمل - حزب الله"، ورفضهما حتى الساعة، دعم العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.
لارا يزبك- "نداء الوطن"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|