الدخان الابيض من البرلمان غدا والا...نحو المجهول!

يؤشر المسار العام لجلسة انتخاب الرئيس غدا الى ان سائر الكتل النيابية ملتزمة حضور الجلسة وعدم تطيير نصابها . تبعا لذلك، ليس مستبعدا ابدا ان يتجلى الامر بانخراط الجميع في مسار التوافق والتفاهم الذي سيبقى بابه مفتوحا في كل دورات الاقتراع خصوصا مع أولئك الذين كانوا يرفضون التوافق والتفاهم ويتجنبونه منذ بداية الشغور الرئاسي . غير ان هذا التقدير المطعَّم بشيئ من التفاؤل تقابله قراءة تشكك في امكان ان تشهد الجلسة انتخابا سلساً لرئيس الجمهورية وتستند في تشكيكها الى الخارطة النيابية التي تعتريها تناقضات ورؤى وفوارق عصية على الردم تؤكد بما لا يقبل الشك ان الموقع الرئاسي الأول ما زال عالقا بين العقد والمطبات .علما ان التوافق ممكن في حالة وحيدة أي عندما تحسم الأطراف قرارها بالسير في هذا الاتجاه، لكنه وفق خريطة المواقف والتوجهات الراهنة صعب جدا ، ما يضع المجلس النيابي والكتل النيابية والقوى السياسية امام مهمة شاقة جدا لتوفير أكثرية الفوز برئاسة الجمهورية لاي من المرشحين ما قد يعزز الحاجة الى إبقاء جلسة الانتخاب مفتوحة لاكثر من يوم او اثنين واكثر .

يقول الوزير السابق فارس بويز لـ "المركزية" في السياق: اننا امام مشهد إقليمي ودولي لم يكتمل بعد ليدفع باتجاه التوافق في لبنان على مرشح لانتخابه في جلسة غد . اضافة هناك تباعد بين المكونات الطائفية على تزكية شخص للمنصب الأول في البلاد . من هنا السؤال هل من الممكن ملء الشغور بشخص مهما كانت قدراته لا يحظى برضى أي من الطوائف المسيحية او الإسلامية . وكيف لهذا الرئيس ان يحكم لو تم انتخابه . اضافة الى ذلك نحنا نعيش ما يسمى الديموقراطية التوافقية التي تعتبر الدستور وجهة نظر .سابقا قيل ان وصول الرئيس ميشال سليمان لا يستوجب تعديلا دستوريا لانتخابه كونه كان يحظى بتأييد الغالبية النيابية وتحديدا الطوائفية . اليوم يقطعون الطريق على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون لانه لا اجماع طائفيا وحتى نيابيا على انتخابه . لذا في جلسة غد ستتوزع الأصوات ولن ينال مرشح اكثر من 35 او أربعين صوتا .نتمنى استمرار المجلس في الانعقاد، على ما وعد الرئيس بري، علّ الدخان الأبيض بعد تلاق داخلي وخارجي على رئيس تتوافر لديه المواصفات المطلوبة لقيادة المرحلة ويصار الى انتخابه، والا ذاهبون الى المجهول، لان مشهدية المنطقة لم تتضح بعد وفيها الكثير من الارتدادات على لبنان .