سوريا تتقدّم في السرّ والعلن فهل يدفع لبنان الثمن غالياً؟...

تسابُق أميركي - أوروبي ممتاز، ولافت جداً للانتباه، بشأن تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

فبعدما أعفت الولايات المتحدة الأميركية دمشق من العقوبات على المعاملات مع بعض الهيئات الحكومية السورية لمدة ستّة أشهر، بهدف تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن بعض عقوبات الإتحاد الأوروبي المتعلّقة بالجوانب الإنسانية "قد تُرفَع سريعاً" عن سوريا. وأشار الى أن هناك مناقشات جارية مع الشركاء في الإتحاد بشأن إمكانية رفع عقوبات أخرى بحال إحراز تقدُّم في مجالات من بينها حقوق المرأة وتحقيق الأمن في البلاد، وذلك بعدما كشفت مصادر أن برلين تقود مباحثات داخل الإتحاد (الأوروبي) من أجل تخفيف العقوبات التي فُرضت على دمشق خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، ولمساعدة الشعب السوري، وأن ألمانيا تناقش سُبُل تخفيف العقوبات في قطاعات معينة.

تتقدّم بسرعة؟

في أي حال، هذا ممتاز بالنّسبة الى الحكم السوري الجديد، وهو دليل على أن سوريا الجديدة تتقدّم وتتحسّن في الخفاء والعلن، وفي الخفاء ربما أكثر من العلن، وأكثر ممّا يمكن لأحد أن يتصوّره، لا سيّما في لبنان الذي يتشاغل المسؤولون فيه بكل شيء، إلا بتصحيح الأوضاع الداخلية.

وانطلاقاً ممّا سبق، الى أي مدى يمكن لسوريا أن تُصبح أقوى أكثر فأكثر، وبشكل أسرع من لبنان، ما قد يدفع واشنطن وبلدان الإتحاد الأوروبي الى السماح للسلطة الجديدة فيها بهوامش ومساحات تحرّك إقليمية أوسع، خصوصاً فيه (لبنان)، وذلك على وقع التلهّي اللبناني بمن يمثّل أكثر من غيره، وبمن هو أفضل من خصمه.

جنباً الى جنب...

أوضح مصدر سياسي "أننا نسير في طريق وخط واحد مع سوريا. فإذا ارتاح السوريون وتحسّنت أوضاعهم على المستويات كافة، سنرتاح نحن في لبنان. وإذا ارتحنا نحن وتحسّنت أوضاعنا، فسترتاح سوريا بدورها أكثر بَعْد".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا انقسام أو فصل ممكناً بين البلدين، وهذا ما ظهر بوضوح شديد في الحرب الأخيرة. فمشاركة لبنان بالحرب في قطاع غزة وصلت مفاعيلها الى سوريا، الى درجة أنها تسبّبت بتغيير النظام السوري، وبنقل الأوضاع فيها من ضفّة الى أخرى مختلفة عن الماضي كلياً".

وختم:"العمل الدولي في الملف السوري، وكل المساعي الحاصِلَة فيه تحصل بما يجعله ملفاً متوازياً مع الأوضاع والحلول اللبنانية أيضاً. ولذلك، من المهمّ جداً للسلطة في لبنان أن تستوعب تلك الحالة، وإلا سنتّجه الى صعوبات أكثر، وذلك بدلاً من أن نقطف ثمار التغيير بالتعاون مع الحكم الجديد في سوريا".

أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"