ماذا تعني زيارة الرئيس جوزيف عون إلى السعودية؟

مارون يمّين - خاص LebanonOn

لفت الباحث السياسي نضال السبع الى أنّه "يبدو واضحا بأنّ الرئيس جوزيف عون ينطلق في اولى زياراته الخارجية بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، بزيارة اولى للمملكة العربية السعودية، وهذا بمثابة اعتراف واضح وصريح بالمكانة التي تتمتع بها السعودية في لبنان والمنطقة وعلى المستوى الدولي".

وفي حديث لموقع LebanonON، قال السبع إنّ "الرئيس جوزيف عون يدرك أنّ العهد السابق ربّما ارتكب اخطاء جسيمة بالعلاقة مع المملكة العربية السعودية، بخاصة، أنّ لبنان تحوّل في الفترة الأخيرة إلى منصة لإستهداف الخليج والسعودية على وجه الخصوص حيث كانت المعارضة السعودية ناشطة في الضاحية الجنوبية، بالإضافة الى إستضافة جماعة الحوثي".

وتابع: "الرئيس جوزيف عون يضع هدفا، وهو تحسين العلاقة مع دول الخليج وخاصة السعودية، مع العلم انّه تلقّى اليوم اتصالا من الشيخ محمد بن زايد ويبدو أن الجانب الإماراتي اتخذ قرارا بإعادة افتتاح السفارة الاماراتية في لبنان، اضف الى ذلك، العلاقة المميزة بين جوزيف عون والجانب القطري؛ فيبدو واضحا ان الرئيس المنتخب ينطلق في بداية العهد تحت عنوان أساسي هو "تحسين العلاقة اللبنانية مع دول الخليج" نظرا للعلاقات التاريخية التي تجمع لبنان بالخليج، لا سيّما وأنّ السعودية هي من رعت إتفاق الطائف وهذا ما أشار اليه الرئيس عون في خطاب القسم بشكل واضح".

وأكّد السبع أنّ "زيارة عون للسعودية ستكون زيارة مهمة جدا، وسترسم معالم طريق العهد في المرحلة المقبلة، وستدشّن مرحلة جديدة من التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي بين لبنان والسعودية بشكل خاص، والخليج بشكل عام"، مشيرا الى أنّ أنّ "السعودية سيكون لها دور هام بملف إعادة الإعمار من خلال الصندوق الدولي الذي سيتمّ انشاءه برعاية البنك الدولي، من اجل اعادة اعمار لبنان".

لكن ماذا عن الاتفاقيات الـ22 المجمّدة بين لبنان والسعودية؟

يشدّد السبع على أنّه "بحكم المؤكد ان الاتفاقيات الـ22 التي كان يعمل عليها السفير وليد البخاري، والتي كانت تتعرّض لعدم المبالاة من الجانب اللبناني ومحاولات التخريب في بعض الأوقات، ستكون في موضع التنفيذ؛ ورغم ان الحكومة هي من ستتخذ القرار بشأنها لكن سيكون هناك توجيهات من الرئيس جوزيف عون بفتح أفق العلاقة مع السعوديين والتعاون الى ابعد".

وفيما يسأل المراقبون عن توقيت التحرك السعودي الواضح والعلني منذ فترة طويلة تجاه لبنان، وعمّا إذا كان يعبّر عن تخوف سعودي من تمدد إخواني نحو لبنان، بعد المشهد في سوريا، يرى السبع في حديثه لـLebanonON أنّه "لا شكّ أنّ الامير محمد بن سلمان خاض صراعا مريرا مع تنظيم الاخوان المسلمين، وهو يفضّل الأنظمة المعتدلة، وبالتالي ما حدث اليوم في لبنان يناسب السياسة السعودية والتوجه السعودي سواء بانتخاب جوزيف عون وتاليا في تشكيل الحكومة".

وأضاف: "أعتقد ان السعوديين معنيون بالانفتاح على لبنان، لاسيّما بعد الزيارتين اللتين قام بهما الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان الى بيروت منذ اسبوع تقريبا".