عشية الاستشارات خرق لـ”نواف سلام”.. استبعاد مخزومي وميقاتي “مهدد”!

قلب الرئيس الحالي لمحكمة العدل الدولية نواف سلام، المشهد بعدما أعلن استعداده لتولّي رئاسة الحكومة.

وكانت مصادر إعلامية قد أوردت أنّ نواف سلام قد أبلغ عددًا من النواب مساء الأمس أنه مستعد لتولي رئاسة الحكومة، إذا استطاعت الكتل النيابية تأمين تسميته، ما دفع المعارضة إلى خلط أوراقها وعقد اجتماع في دارة النائب فؤاد مخزومي والبحث جارٍ في خيار انسحابه.

في السياق بدأت الكتل تعلن موقفها، إذ أعلن تكتل “التوافق الوطني”، أنه يتّجه لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة، خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية.

ويضم تكتل “التوافق الوطني” النواب فيصل كرامي، حسن مراد، طه ناجي، محمد يحيى وعدنان طرابلسي.

على صعيد آخر، تفيد مصادر مطلعة بأن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قد فتح قنوات اتصال مع ميقاتي للتشاور حول الملف الحكومي.

وهذه الخطوة تثير تساؤلات حول احتمال أن يتجه تكتل “لبنان القوي” إلى تسمية ميقاتي في الاستشارات، رغم حالة التردد التي يعيشها باسيل في اتخاذ القرار النهائي.

من جانبه، صرّح النائب ميشال المر، قائلاً: “أتّجه غداً إلى الاستشارات النيابية الملزمة منفرداً لتسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة”.

في المقابل، دعت “الكتلة الوطنية” للتصويت للقاضي نواف سلام، وقالت في بيان صادر عنها: “إنّ الكتلة الوطنية إذ تُثني على أداء نوّاب التغيير والمعارضة الذين غلّبوا مصلحة البلد على أي مصالح خاصة في محاولاتهم للتلاقي على مرشّح أوحد، تدعو سائر الأفرقاء والقوى السياسيّة الراغبة بفتح صفحة جديدة في البلاد إلى مواكبتها والمضي في تسمية القاضي نواف سلام لمنصب رئيس الحكومة، ولنا في شخصه ومؤهّلاته كامل الثقة ليكون المؤتمن على تنفيذ خطاب القسم في عهد السيادة والإصلاح والنهوض بالاقتصاد”.

في السياق نفسه صرّح النائب نعمة افرام قائلاً: “يُمكن اعتبار نواف سلام فرصة جديدة لخلط الأوراق والانتقال إلى زمن جديد ومسار نحو تطبيق خطاب القسم بحزم وروح إيجابية بعيداً عن التجاذبات السياسيّة والكيديّة”.

وتبنى الموقف نفسه النائب ميشال ضاهر، معلناً أنّه سيسمّي غداً نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى.

وعلى ما يبدو فإنّ المعارضة تلتقي وهذا المناخ، إذ قال النائب ياسين ياسين، تعليقا على مسألة تسمية رئيس الحكومة المقبل، “أنا شخصيًا يمكنني طرح إسم نواف سلام أو النائب ابراهيم منيمنة لرئاسة الحكومة، لكننا كتكل لم نطرح إسمًا لأننا مستمرون في التشاورات”.

في حين قال النائب إبراهيم منيمنة، “سبق أن سمّينا نواف سلام وما زلنا داعمين له وإذا حصل تلاقٍ حول هذا الاسم فسنبحث فيه طبعًا”، مشددًا على أنّ “الاتصالات قائمة ومكثفة وتحتاج لبعض الوقت، وموقفنا من ترشحي ثابت وهناك ترقب لمواقف باقي الكتل”.

أما النائب مروان حمادة، فقال في حديث إذاعي إنني “أرشح شخصياً نواف سلام لرئاسة الحكومة نظراً للآفاق الجديدة في لبنان والشرق الأوسط و”كلّ اللي مرقوا يجب ان يرتاحوا، ما شفنا منهم شي لمّاع”.

ولا معلومات إن كان اللقاء الديمقراطي الذي ينتمي إليه حمادة سيتبنى الموقف نفسه.

وعلى خط الاستشارات المنتظرة، عقد نواب “التكتل الوطني المستقل” أول اجتماع لهم بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون في دارة النائب فريد هيكل الخازن في جونيه، وذلك لتحديد موقف التكتل من مسألة رئاسة الحكومة.

وعقب الاجتماع، اشار النائب الخازن إلى أن “اجتماع اليوم ليس هدفه تسمية رئيس للحكومة، فنحن في اطار المشاورات حول التسمية ولكن الاهم اخذنا قرارا استراتيجيا ان تكون كتلتنا كتلة داعمة للعهد وداعمة لرئيس الجمهورية ولخطاب القسم، وللمرحلة الجديدة التي دخل بها البلد”.

وأضاف الخازن:” نحن سنكون الى جانب القصر الجمهوري بتوجهاته ومشروعه الانقاذي والاصلاحي ومسألة حصر السلاح بالدولة اللبنانية واعادة الاعمار والانفتاح على الدول العربية والمجتمع الدولي ونحن درسنا الخطاب جيدا وسنكون في هذا التموضع السياسي الى جانب رئيس الجمهورية”.

وعن تسمية رئيس الحكومة، أشار الخازن إلى أن “مشاوراتنا كتكل وطني مستقل مستمرة وكذلك مع الكتل النيابية الاخرى والدوائر المحيطة بالقصر الجمهوري وغدا سنعلن موقفنا بما لا يعرقل العهد.”

ولفت الخازن الى ان “وضع البلد اكبر بكثير من التحدث عن من يريد الدخول الى الحكومة ومن لا يريد، فالمؤسسات في البلاد متوقفة ومعطلة، والهم كيفية النهوض بالبلد وننتظر على أي حال شكل الحكومة هل تكون سياسية او تكنوقراط او أحزاب”.

وعن القرار الذي اتخذه النائب ميشال المر بالتوجه منفردا الى الاستشارات النيابية، أكد الخازن ان النائب المر يبقى زميلنا وهناك علاقات معه.