تمام سلام: القاضي نواف قيمة وطنية مميزة يعوَّل عليها... ولا ننسى دور ميقاتي
الحل الكردي في سوريا… مشوار طويل
أكثر من شهر مضى على هروب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وانهيار انظامه، وتسلم إدارة سورية جديدة بقيادة أحمد الشرع لاعادة ترتيب البلاد، وهذا ما ظهر لغاية اليوم من الاجراءات واللقاءات والاجتماعات التي حصلت ولا تزال مع مختلف المكونات السورية، وطبعاً من ضمنها الأكراد، “قوات سوريا الديموقراطية”، والتي تعد لغاية الآن المشكة الأكثر تعقيداً بين كل مكونات المجتمع السوري، مع العلم أن الأكراد السوريين رفعوا العلم السوري الجديد على مؤسساتهم فور سقوط الأسد، كبادرة حسن نية.
وعلى الرغم من التطورات التي حصلت مؤخراً، واللقاء الذي عقد منذ فترة بين الشرع ووفد من “قسد”، وتناول الكثير من القضايا المتعلقة بمستقبل سوريا، والإجماع على رفض فكرة تقسيم سوريا وبناء دولة موحدة، الا أن المفاوضات لم تصل الى نتيجة إيجابية كاملة وملموسة.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مظلوم عبدي قائد “قسد” بما يخص الاتفاق مع الادارة السورية الجديدة في دمشق، رفضه “أي مشاريع للتقسيم” التي تهدد وحدة البلاد.
وعن ذلك تقول مصادر متابعة إن الاتفاق الذي تم لغاية الآن يتناول خطوطاً عريضة فقط، ولا تزال قنوات الاتصال تتابع التفاصيل للوصول الى الاتفاقيات النهائية.
وهذه الخطوط العريضة تتمثل في هواجس الأكراد وتخوفهم ممن كان يريد تأجيج الوضع أكثر بين دمشق والمناطق الكردية، واعتبارها مناطق انفصالية، فكان التأكيد أن هذه المناطق جزء من سوريا والهدف هو الحفاظ على وحدة التراب السوري. الى جانب إشكالية الثروات، والتي هي وطنية وستكون تشاركية للسوريين كافة.
أما في ما يتعلق بالأمن والدفاع، فإن القوات الكردية ستكون جزءاً من الجيش السوري المستقبلي. وبالنسبة الى الأكراد يجب إزالة كل الهواجس التي دفعتهم الى حمل السلاح، هذا بحسب الادارة الذاتية الكردية.
في المقابل، الادارة السورية الجديدة بقيادة الشرع، أبدت الايجابية للكرد من خلال قنوات التواصل والاتصال بين الطرفين، وهو ما دفعهم الى الشعور بالايجابية.
وبالعودة الى هواجس الأكراد، فهم حملوا السلاح وفق قياداتهم مع بداية الثورة لتأمين الأمن والأمان لشعبهم، ثم لمواجهة خطر “داعش”، وكل ذلك نتيجة الفراغ الذي تركه نظام الأسد حينها.
وتعلق مصادر متابعة على كل ذلك بالاشارة الى وجوب أن يحصل بين الطرفين حوار جامع للوصول الى نتيجة ملموسة، وليس اتصالات من بعيد فقط، فالمسألة بحاجة الى مد جسور الثقة ووضع النقاط على الحروف للوصول الى نتائج فعلية، لذلك من الممكن أن يكون “المشوار طويلاً”.
لكن في مقابل كل ذلك، يعتبر عدد من المحللين أن الهجوم التركي على الأكراد قد يطيل وقت الوصول الى اتفاق نهائي شامل، فتركيا تسعى الى إضعافهم في سوريا، وتعتبر أيضاً الوحدات الكردية امتداداً لـ “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنّفه منظمة “إرهابية”.
وتجدر الاشارة الى أن المناطق التي تخضع لسيطرة “قسد” تعادل نحو ثلث مساحة البلاد، وتشكل أحد أعمدتها الزراعية والاقتصادية، وتعد بمثابة شريان حيوي لسوريا، فهي تضم 95٪ من احتياجات النفط والغاز. ومنذ ما يقارب الـ 10 سنوات، تخضع هذه المناطق لدستور وقوانين خاصة بها، ونظام تعليمي خاص أيضاً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|