الصحافة

حكم "حزب الله" للبنان انتهى

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتوالى وقائع انهزام "الثنائي الشيعي" منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بشروطه ومفاعيله المذلة، وتكرّست مع انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً للجمهورية وبلغت ذروتها بتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى، من دون أيّ قدرة لهذا الثنائي على التحكّم أو التعطيل وبدا واضحاً أنّ حكم "حزب الله" للبنان قد انتهى، وما مشهد رئيس كتلة الحزب النيابية في قصر بعبدا وهو يرعد ويُزبِد ويبتلع عبارات "الحكمة"سوى أحد تداعيات هذه الهزيمة التي لم يستوعبها بعد هذا الفريق وفوّت على نفسه فرصة الاندماج في العهد الجديد.

تكشف مصادر مطلعة أنّ ما قصده النائب رعد عن "كمين" تعرّض له هو التسوية الفاشلة التي قامت بها فرنسا في الأيام الأخيرة، وتقضي بإعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي في "الفترة الانتقالية" حتى تنظيم الانتخابات النيابية المقبلة، على أن يجري التعامل مع تطبيق القرار 1701 منفصلاً عن باقي القرارات الدولية وخاصة القرار 1559، وهذا ما كان "الحزب" مطمئناً إليه، وارتكز عليه الرئيس ميقاتي في طرح اسمه مرشحاً لرئاسة الحكومة.

لكنّ باريس عجزت عن حماية تسويتها، ولم تستطع أن تقنع المجتمع العربي والدولي من أركان الخماسية خصوصاً بها، وبالتالي تُرِك الأمر للنواب ولحركة الأحزاب والقوى السياسية لتفعل فعلها، وكان واضحاً أنّ من رعى انتخاب الرئيس جوزاف عون لن يفرِّط برئاسة الحكومة، وذهبت القوى السيادية إلى التجمع على دعم نواف سلام بعد أن أدركت استحالة إيصال فؤاد مخزومي، فضلاً عن استحالة إيصال أشرف ريفي.

ما حصل هو هزيمة معلنة نكراء لمعسكر إيران في لبنان، ويعني انتقاله إلى صفوف المعارضة من دون أن يكون لدعوى الميثاقية أثر في تعطيل مسار تشكيل الحكومة، فأسلحة التعطيل التي سبق لـ "الحزب" أن استخدمها باتت معطلة، ولا إمكانية لفرض تفسيراته الاحتكارية لـ "الميثاقية" ولا لشبيهاتها من المصطلحات التي فرضها بالإكراه على اللبنانيين.

لكن يبرز سؤال كبير هنا، وهو لماذا بقي الرئيس نبيه بري ملتصقاً بـ "حزب الله" في مساره الانتحاري الذي سلكه وخاصة في التعامل مع استحقاق تسمية رئيس الحكومة، وهل كان من مصلحة الشيعة اللبنانيين أن يعزلوا أنفسهم بهذا الشكل المكشوف والخطر، وما هو الأفق والخيارات التي باتت متاحة أمامهم بعد ما وصلوا إليه الآن؟

يقف "حزب الله" أمام خيارات أحلاها مُرٌّ: فإمّا أن يندمج في الواقع السياسي المستجد، وهو ما يرفضه حتى الآن، وإمّا أن يفتعل اشتباكاً مع إسرائيل، وهذا سيمكن الاحتلال من استئناف حربه التي لم تتوقف ضدّ "الحزب"، وهو ما لا يريده من حيث النتيجة، وإمّا أن يفتعل مواجهة مع الداخل على شاكلة انقلاب 7 أيار 2008 وكلّ هذه الاحتمالات ليست واردة، فهو في موقف وواقع مغلق وطريق مسدود، خاصة مع انحياز الرئيس بري إلى جبهة التصلّب التي يتخندق فيها "الحزب".

الواضح الآن انّ حكم إيران و"حزب الله" للبنان قد انتهى وأنّ قادمات الأيام ستشهد بدء تفكّك شبكاته السياسية وانكشافه أمام بيئته، مع تأكّد أن إعادة الإعمار لن تمرّ لا عبر "الحزب" ولا عبر مجلس الجنوب، بل إنّها ستجري وفق شروط صارمة وبتمويل مباشر لأعمال الإعمار، من دون الدخول في سمسرات الواقع اللبناني.

انتهى حكم "حزب الله" للبنان، ومعه ستبدأ الدولة بالنهوض واكتساب المزيد من نقاط القوة، وسنشهد في قادمات الأيام محاكمات مفتوحة لمن ارتكب جريمة تفجير مرفأ بيروت ولن يتمكن وفيق صفا من التهديد بـ"قبع" قاضي التحقيق، ومحاكم لملاحقة من سرقوا أموال اللبنانيين في المصارف، وقد حمى حكم "الحزب" كلّ هؤلاء، وأيّام الحساب تقترب. 

أحمد الأيوبي -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا