بتهمة الاختلاس... حكم بسجن وزير الداخلية الكويتي السابق 14 عاما
هل أصبح "داعش" الذراع العسكرية لإيران في سوريا؟
أعادت تقارير جديدة عن تسليم الميليشيات الإيرانية سلاحها لتنظيم داعش قبل انسحابها من سوريا بشكل كامل، فتح ملف العلاقات السرية القديمة بين طهران والتنظيمات الإرهابية، وتعزيزها بحيث يصبح "داعش" ذراع إيران في سوريا.
وكان لافتا لمتابعي حيثيات الملف السوري في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، مغادرة أو هروب الميليشيات الإيرانية، وأن ذلك ترافق مع شواهد بعودة تنظيم داعش إلى النشاط وإعادة بناء نفسه بأسلحة جديدة قيل إن بعضها جرى الاستيلاء عليه من مخازن النظام البائد في الصحراء السورية.
أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسين أبو وردة قرأ في تقارير الاتفاق السري بين إيران وتنظيم داعش، دورا للتنظيم لينوب عن إيران في تنفيذ خطط تعيدها إلى الساحة السورية.
و استحضر أبو وردة سلسلة موصولة من التصريحات الإيرانية الأخيرة تتحدث بأن الوضع السوري الجديد لن يستمر بالمعطيات المنظورة حاليا.
وفي الشواهد التي يستذكرها أبو وردة بخصوص ما تخطط له إيران في موضوع علاقتها مع النظام السوري الجديد، استرجع ما كان كتبه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقالة صحفية في 14 ديسمبر كانون الأول الماضي.
وقال عراقجي في مقاله إنه من السذاجة بمكان أن نتصور أنه بتغيير لون علم دولة سوف تتغير الرؤى والتطلعات الاجتماعية لذلك المجتمع، مشيرا في ذلك إلى سوريا التي قال إنها تتعرض لامتحان صعب بسبب تحركات الجماعات الإرهابية، ومسجّلا خشيته من أن يحوّل الإرهابيون سوريا إلى قاعدة آمنة لهم.
ولاحظ أبوردة أن الدبلوماسية الإيرانية استخدمت موضوع داعش والإرهاب عنوانا رئيسا في تسويق رؤيتها لسوريا الجديدة.
وذكر أن عراقجي عاد بعد أيام من مقاله ذاك وكرر الرسالة التحذيرية نفسها في أثناء زيارته بكين في مقال صحفي آخر، حذّر فيه مما وصفه بـ "التدخل المدمّر" في مستقبل سوريا، ومن تحويلها إلى موئل للإرهاب.
ووثّق أبو وردة أن عراقجي ليس الوحيد في القيادة الإيرانية الذي يجعل موضوع إرهاب داعش مدخلا لرؤية المشهد السوري الجديد.
وأشار إلى أن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي قال إنه يتوقع ظهور مجموعة من "الشرفاء الأقوياء" في سوريا الذين سيقفون في مواجهة "انعدام الأمن".
وأضاف أبو وردة أن توالي الحديث الإيراني عن هذا الجانب في المشهد السوري جعل العلاقة بين طهران وتنظيم داعش مصدر تنبه لمختلف الأوساط.
المتخصص في الحركات الدينية، ياسين الدويش، قال إن موضوع علاقة إيران بالتنظيمات الإرهابية ليس بالأمر الجديد، ولم يقتصر على التقارير الصحفية.
وأشار إلى أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اشتكى من ذلك، قبل أيام، معلنا أن بلاده تتوقع من جارتها الشرقية إيران أن تتوقف عن لقاء ودعم بعض رموز الإرهاب.
وأضاف الدويش، أن الحديث الحالي عن اتفاق سري بين طهران وداعش سوريا، يأتي في أعقاب تاريخ طويل ملتبس من العلاقات بين إيران وتنظيم القاعدة.
وذكر أن من أبرز تلك المحطات ما كان عرضه وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، عام 2021، بالقول إن تنظيم القاعدة يتخذ من إيران قاعدة جديدة لعملياته .
وفي المعلومات التي عرضها بومبيو، قال إنه بعد 30 عاما من تعاون إيران والقاعدة فقد ارتقيا بعلاقتهما إلى مستوى جديد في السنوات الأخيرة أصبحت فيها الجماعة الإرهابية تعمل تحت حماية النظام الإيراني.
واستذكر الدويش أن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان في خطاب له عام 2007 قال إن إيران بالنسبة لتنظيمه هي الشريان الرئيس للتمويل والجنود والاتصالات.
وأكد الدويش أن إيران لم تنس الطريقة التي خرجت بها من سوريا الحليف الرئيس في مشروعها الإقليمي.
وبحسب تقديره فإن المتاح لطهران في تصميمها على العودة لسوريا هو تصنيع ظروف استنزاف تتولاها أطراف داخل سوريا تجبر النظام الجديد في دمشق على الاستعانة بطهران لضمان عبور المرحلة الانتقالية وصولا الى تحصيل الشرعية الدولية والاعتراف والمساعدة.
ولا يستثني الدويش من الخيارات التي قد تطلبها إيران من تنظيم داعش، أن يتم ارتكاب عمليات عنف مسلح يراد منها تفكيك مخيم الهول واجتياح السجون التي تؤوي أعدادا كبيرة من الإرهابيين المحترفين، وعلى نحو يدفع نحو عودة إيران إلى سوريا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|