الصحافة

هل يتكرر سيناريو 7 أيار؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن حزب الله منذ تأسيسه وحتى اليوم بهذا الضعف الداخلي والإقليمي، فحرب إسناد غزة دفع ثمنها باهظاً من قياداته السياسية والعسكرية ومن آلاف الشهداء من المقاتلين على الجبهة وفي المواقع البعيدة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي والدليل على ذلك، مواصلة الدفاع المدني عمليات انتشال الجثث والأشلاء حتى اللحظة من تحت أنقاض المباني والمراكز المدمّرة، وهي عمليات مرشّحة لأن تطول، قبل إحصاء العدد النهائي للشهداء العسكريين والمدنيين أيضاً.

هذا على صعيد الداخل، أما على صعيد الخارج فقد قطع، سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، خط الإمداد العسكري والمالي بين طهران والضاحية الجنوبية، ما أضعف محور الممانعة أو المقاومة برمّته، وهو ما أقرّ به مسؤول سابق في الحرس الثوري الإيراني، في حين باتت الطائرات الآتية من إيران تخضع للتفتيش إسوة بكل الطائرات التي تحط في مطار رفيق الحريري الدولي، وتُصادر حمولتها أو ما يمكن أن يكون تمويلاً للحزب، وذلك في إطار الإتفاق الذي حمى المطار طوال فترة العدوان الإسرائيلي.

ضعف حزب الله الداخلي تُرجم تخلّياً من الحلفاء والمقربين، وانعطافاً نحو انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون لولا أن الحزب ومعه الرئيس نبيه بري قد ركبا القطار الرئاسي في اللحظات الأخيرة ومنحاه أصواتهما، من خلال عملية تفاوضية سريعة، قيل عنها وعن بنودها الكثير، ومن هذا الكثير الإبقاء على الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً لأولى حكومات العهد، لكن سرعان ما حصلت تكويعة كبيرة من الكتل النيابية التي أعلنت قبل يوم من الإستشارات الملزمة أنها ستمنح أصواتها لميقاتي في مقابل النائب فؤاد مخزومي، فبدت المعركة سهلة بنظر حزب الله ومقدوراً عليها، إلى أن ظهر اسم الرئيس المكلّف نواف سلام وبدّلت كتل عديدة موقفها وأبرزها الكتل السنية سالكةً طريق الإصطفاف الجديد.

سقوط الرئيس ميقاتي في امتحان التكليف جعل الثنائي يعبّر عن خيبة أمل وصفها بري بالخديعة الكبرى للاتفاق الحاصل، من دون الكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق أو مع من حصل، فإذا كانت السهام موجهة إلى الرئيس عون فهو غير معني بالعملية برمّتها لأنها من صلاحيات النواب، أما إذا كانت موجّهة إلى النواب والكتل الحليفة للثنائي فهذا شأن آخر.

النائب محمد رعد انتقد ما حصل في خلال الإستشارات، وذهب حد القول: "لنرى كيف سيطبقون وقف إطلاق النار"، وفي طيّات هذه العبارة تهديد بعدم الإلتزام بالإتفاق وعدم الإنصياع لبنوده.
الاحتفال بتسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعلى ألسن قيادات معارضة وفي الشارع، ضيّق الخناق على الحزب وضاعف لديه الشعور بالحصار، تماماً كما حصل عشية السابع من أيار عندما كانت شبكة اتصالاته مهددة بالتفكيك، فاستدار نحو الداخل واجتاح شوارع بيروت تحت شعار "حماية المقاومة وعدم كشفها أمام العدو الإسرائيلي".

اليوم يتكرر المشهد بقسوة أكبر، فالحزب يشعر بالهزيمة وإن لم يُقر بها، ويرى نفسه وحيداً وقد تخلّى عنه الجميع، باستثناء حليف المصير والمسار الرئيس نبيه بري، في حين تعيّره شريحة كبيرة من اللبنانيين بجرّ لبنان إلى الخراب من خلال سلاحه وانخراطه بحروب لا تجلب سوى الدمار، وقد كانت بيئته الحاضنة الضحية الأكبر لحرب الإسناد، فهل يستدير بسلاحه نحو الداخل مرة أخرى علّه يستعيد فرض إرادته العسكرية والسياسية؟ على ما يقول المثل الشعبي "الحية لمّا بتنوجع بتعض دنبها"، أم أن الأمور ستنتهي هنا وسينجح الرئيس المكلّف بطمأنة المكوّن الشيعي، من خلال تدوير الزوايا وتطبيق ما توافق عليه مع رئيس الجمهورية حيال رفض الاستقواء بالخارج على أيٍّ من مكوّنات الداخل، وعلى اعتبار أن انكسار أيّ فريق لبناني يعني إنكسار الجميع، فينخرط الثنائي بعملية النهوض أم يبقى خارجها؟!

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا