وقف إطلاق النار في لبنان زلزل سوريا فهل تؤدي هدنة غزة الى اهتزاز إقليمي كبير؟
أخفى وقف إطلاق النار الذي اتُّفِقَ عليه بشأن لبنان، والذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الفائت، ما لم يَكُن في حسبان البعض.
احتفالات... سقوط
فما ان دخل حيّز التنفيذ، حتى بدأت الاحتفالات والمفرقعات والتهاني وإطلاق النار... وتوزيع الحلوى والسكاكر ورفع شارات النّصر... واشتعال وسائل التواصل الاجتماعي بالأهازيج... وذلك فيما بدأت الفصائل السورية المُعارِضَة زحفها نحو دمشق، وبالسيطرة على مدن سوريّة كبرى، وذات تأثير استراتيجي.
وفي 8 كانون الأول الفائت انقلبت الأمور في سوريا رأساً على عقب، بالإعلان عن سقوط نظام آل الأسد، وبانتقال رئيسه السابق بشار (الأسد) الى روسيا، مُختَتِماً بذلك حقبة مهمّة من تاريخ سوريا والمنطقة. وكان سقوطه مُتمِّماً لقسم من نجاح شروط وقف إطلاق النار في لبنان أيضاً، في مكان ما.
مستلزمات عسكرية
فماذا يخفي وقف إطلاق النار في غزة، الذي اتّفقت عليه إسرائيل وحركة "حماس"، من متغيّرات مُحتَمَلَة؟ وأين؟ وهل يُطلق العنان للتفرّغ مثلاً، لتوجيه ضربات كبرى لجماعة "الحوثي" في اليمن، أو للفصائل العراقية الموالية لإيران؟ وبالتالي، هل يفتح وقف النار في غزة ناره على العراق واليمن هذه المرة؟ أو هل يؤمّن الضوء الأخضر لإحداث تغيير سياسي وأمني من نوع آخر ربما، في دول إقليمية أخرى؟ وهل تكون إيران، واحدة من تلك الدول مثلاً، خصوصاً أن وقف إطلاق النار في لبنان كان أمّن لإسرائيل ما تحتاجه من مستلزمات عسكرية جديدة؟
فقدان العمق...
تعتبر مصادر مُتابِعَة في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن وقف اطلاق النار في غزة هو إخراج لإيران من القطاع هناك، بشكل أساسي. وهذه هي المحصّلة الرئيسية لما جرى.
فيما تشير أوساط ديبلوماسية الى أن مُتغيّراً مهمّاً وكبيراً قد تشعر به "حماس" تحديداً، بعد دخول وقف النار حيّز التنفيذ، وهو التبدُّل الذي أصاب عمقها السوري السابق، وحتى الكثير من عمقها القطري والتركي التقليدي الذي كانت تتمتّع به قبل حرب غزة.
وتعلّل تلك الأوساط ما قالته بالإشارة الى أن "حماس"، ورغم كونها إحدى أبرز فصائل محور "المُمانَعَة" في المنطقة، إلا أنها أحد أبرز تنظيمات جماعة "الأخوان المسلمين" في العالم أيضاً، وهي حصلت على الدعم الإيراني العسكري والمالي خلال العقود السابقة من خلال خطّ من العلاقات يجمع هذا التنظيم بإيران، يلتقي على القتال ضدّ إسرائيل، وذلك رغم الفوارق الكثيرة الإيديولوجية والمدنية الكامنة بين "الأخوان" وطهران.
ولكن هناك دعماً استراتيجياً لـ "حماس" من الدوحة وأنقرة. وهذا هو الدعم الذي يسمح للحركة بالنموّ في شكل أساسي، وبالحكم، وبقنوات من التواصل مع العالم. وهذا هو الدعم الذي جعلها تستسهل القتال ضدّ نظام الأسد في سوريا خلال حقبة من حقبات الثورة السورية، أي ضدّ "الحرس الثوري" والفصائل التابعة لإيران على الأراضي السورية، وهو الدعم القطري والتركي نفسه المتوفّر لفصائل سورية مُعارِضَة.
ليست نفسها
ولكن فصائل سوريا 2012 و2013... وصولاً الى الأمس القريب، لم تَعُد قادرة على أن تكون هي نفسها تماماً كما كانت بالماضي، في الحكم السوري الجديد. وهذا من أول المتغيّرات التي لن تتأخّر "حماس" في التقاطها، ضمن مدى زمني قريب، مع ما له من مفاعيل على مستقبلها السياسي والأمني في كلّ من سوريا ولبنان، على حدّ سواء. والتغيير على المستوى السوري واللبناني سيشكل فارقاً مستقبلياً كبيراً لـ "حماس"، في وجهَيْها الفلسطيني والعالمي، على حدّ سواء.
تتمّة؟؟؟...
وأما مستقبل الفصائل الحليفة لإيران في العراق واليمن، فترسمه التسويات الأميركية - الأوروبية - الدولية - الإيرانية القادمة، مع ما لها من تأثيرات في الداخل الإيراني مستقبلاً أيضاً، وذلك أكثر من أي ملف إقليمي آخر، حتى ولو كان الفلسطيني.
في أي حال، يرحّب ويحتفل كثيرون بالاتّفاق على وقف لإطلاق النار في غزة. فهل تكتشف شعوب المنطقة والعالم في وقت لاحق، قد لا يكون بعيداً تماماً ربما، أن هناك تتمّة غير معلومة بعد حتى الساعة، لنجاح شروط وقف إطلاق النار الجديد هذا؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|