23 سنترالاً لم تتم معاينتها بعد... مدير "أوجيرو": خطة كبيرة لمنطقة جنوب الليطاني

يواجه قطاع الاتصالات في لبنان أزمات متفاقمة تتراوح بين انقطاع الكهرباء وضغط هائل على أبراج الإرسال وأخيراً الأضرار التي لحقت ببعض الشبكات جراء الحرب الإسرائيلية.

وبعد إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، انطلقت ورشة إصلاح شبكة الاتصالات المتضرّرة بفعل الغارات على مناطق في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعض مناطق البقاع. وحالياً، تحسّن وضع شبكة الاتصالات بعدما تم تصليح 80 في المئة من مجموع المراكز التي تضرّرت بفعل الحرب.

لم تتأمن لبعض المشتركين في "أوجيرو" خدمة الاتصالات بسبب عدم إمكانية فرق الإصلاح الدخول إلى المناطق المتضرّرة بعد، أو أنّه في حال إمكانيّة دخولها، فإنّ مراكز هذه البلدات تستمدّ خطوطها من مراكز بلدات أخرى يتعذّر الوصول إليها.

ويُشكل قطاع الاتصالات ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني، إذ يُغذي الخزينة العامة بأكثر من 50 في المئة من المداخيل، إلا أنه يواجه إهمالاً واضحاً، حيث تعيق الأزمة المالية عمليات الصيانة والتطوير.

ويعاني الإنترنت بدوره من مشاكل عديدة ما أدى إلى ضعفه مستبباً بثغرات من ناحية الاتصالات، ومؤثراً على قطاعات أخرى كالصحّة والتعليم والأعمال والخدمات التي تعتمد عليه.

أمام كل ما تقدم، هل من خطة لإصلاح الأعطال قريباً؟ وما هو وضع الإنترنت في لبنان؟ وماذا يأمل القطاع من الدولة والحكومة الجديدة؟

"23 سنترالاً لم يتم الكشف عليها"...
يؤكد مدير عام هيئة "أوجيرو" عماد كريدية في حديثٍ خاص لـ"النهار" أن "نسبة الأعطال لا تتجاوز ثلاثة في المئة من عدد مشتركي الهيئة"، كاشفاً أن "23 سنترالاً لم نتمكن بعد من معاينتها".

ويعود سبب عدم الكشف إلى وجود الجيش الإسرائيلي في بعض القرى الحدودية التي تتواجد فيها السنترالات.

ويلفت كريدية في حديثه إلى أنه "يتم رفع الأعطال تباعاً في كل المناطق التي نتمكن من الدخول إليها، باستثناء منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت بسبب الدمار الكبير... وهناك ضرورة لمدّ كوابل جديدة".

وسيبدأ العمل على مدّ كوابل جديدة الأسبوع المقبل في المريجة ولمدة أربعين يوماً، لإعادة ربط المشتركين في المنطقة بالشبكة.

ويؤكد مدير عام هيئة "أوجيرو" تضرر عدد من الموزعات في بعض المناطق، ويتم إحصاؤها والعمل على إعادة تشغيلها عبر 30 موظفاً.

وحول إمكانية الانتهاء من عمليات تصليح الأعطال، لا جواب لدى كريدية، مشيراً إلى "أننا نرفع الأعطال بشكل يومي، وهناك أيضاً بعض المناطق يصعب الدخول إليها إلا بمؤازرة الجيش اللبناني".

ويعتبر كريدية أن "جودة الإنترنت لم تتحسن عما كانت عليه سابقاً، لوجود شبكات قديمة"، لافتاً إلى "أننا نقوم بإعادة التواصل بين المواطنين الذين يستخدمون الشبكة بشكل طبيعي".

"خطة كبيرة"...

ويكشف لـ"النهار" عن خطة كبيرة لمنطقة جنوب الليطاني، وسوف يُعلن عنها يوم الثلاثاء المقبل.

ومع تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة الجديدة، تبقى الأنظار مشدودة إلى كيفية دعم القطاعات، ومنها قطاع الاتصالات.

في هذا الإطار، يأمل كريدية بأن "يأتي وزير اتصالات صاحب اختصاص، لكي نؤكد سوياً أن الاستثمار في القطاع هو أمر مجدٍ، ويجب ألا يبقى من دون إنفاق استثماري يسعى إلى تطوير الشبكة".

وقد تم إنشاء الشبكة في لبنان عام 1990، وفقاً لكريدية، وأصبح "من الضروري تغييرها، والمضي قدماً في موضوع الألياف الضوئية، والإشارة اللاسلكية على كامل الأراضي اللبنانية، لكي نُضيِّق الهوة بيننا وبين الدول المجاورة".

"انتظار"...
ويعاني بعض سكان المناطق المتضررة من مشاكل، لاسيما للذين يعتمد عملهم على الإنترنت.

فادي من قرية ديرقانون النهر في قضاء صور يعمل من المنزل بشكل يومي، واضطر للاشتراك في خدمة الإنترنت الخاصة بسبب تعطل شبكة "أوجيرو" في الحي الذي يسكن فيه جراء الغارات الإسرائيلية.

ويشير في حديثٍ لـ"النهار" إلى أنه "عند مراجعة أوجيرو في منطقة صور، قالوا لي إنَّ إصلاح العطل سيبدأ بعد رأس السنة... وحتى الآن، وأنا أنتظرهم!".

ويبدي فادي تشاؤمه من إصلاح العطل في القريب العاجل، خاصة بعد إرسال البلدية رسالة تفيد بـ"تجميد اشتراكاتكم (في مركز أوجيرو - صور) بشكل مؤقت حتى يتم إصلاح هذه الأعطال واستعادة الخدمة"، ما يعني أن فترة إصلاح الأعطال ما زالت طويلة وتتطلب وقتاً للصيانة والمعالجة، بحسب فادي.

في ظل هذه التحديات، يبقى قطاع الاتصالات في لبنان في حاجة إلى الدعم المستمر والتطوير لضمان تقديم خدمة أفضل للمواطنين.

ومع استمرار الجهود لإصلاح الأعطال وتحديث الشبكة، يترقب اللبنانيون حلولاً سريعة لتحسين جودة الإنترنت واستعادة الخدمة بشكل كامل.