السيد يُعيد "حزب المناويش" إلى الواجهة

في منشور على حسابه عبر "إكس"، أعاد النائب جميل السيد ذكرى قديمة استحضرها من التاريخ اللبناني، حيث أشار إلى "حزب المناويش" الذي نشأ في زمن الحكم العثماني في بيروت والمناطق المجاورة. وكانت بيروت آنذاك تتبع لوالي دمشق، وتدور القصة حول واقعة تاريخية حدثت في تلك الحقبة.

وأشار السيد إلى أنه في ذلك الزمان، وصل إلى بيروت خبر وفاة والي دمشق، ما أدى إلى تصاعد التنافس بين شخصين على خلافته لدى السلطان العثماني: عبد الله ودرويش.

واضاف، "بعد فترة، وصل خبر جديد يفيد بفوز عبد الله في منصب الوالي، فما كان من "حزب المناويش" إلا أن نظم قافلة ضخمة على ظهور الجمال والبغال والحمير من لبنان إلى دمشق، وكان الركاب على الطريق يرددون هتافات قائلين: "يللا يللا يا مناويش، عبد الله غلَب درويش".

وتابع السيد، "لكن عند وصولهم إلى أبواب دمشق، أبلغهم الدمشقيون أن المعلومات كانت خاطئة، حيث فاز درويش على عبد الله، لا العكس. في لحظة من التكيف السريع، أجاب أجدادنا بكلمة "بسيطة"، غيروا هتافاتهم إلى "يا مناويش يللا يللا، درويش غَلَب عبد الله"، ودخلوا دمشق وهم يرددون الهتافات والزغاريد".

وقد استعاد النائب جميل السيد هذه القصة، مؤكداً أنها تعكس حالة مواقف السياسيين والنواب اللبنانيين في الوقت الحاضر.

وتذكر السيد تقلبات المواقف والتغيرات السريعة في الآونة الأخيرة، سواء خلال انتخاب رئيس مجلس النواب جوزاف عون أو في استشارات تكليف القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة.

وعلق السيد قائلاً: "حزب المناويش لا يزال حيّاً فينا"، في إشارة إلى التغيير السريع للمواقف بحسب الظروف والمصالح.

تعد هذه الواقعة التاريخية جزءاً من الثقافة الشعبية في لبنان، وهي تعكس كيفية تطور المواقف في السياسة اللبنانية، حيث لا يتردد البعض في تغيير مواقفهم لمواكبة التحولات السياسية، وكأنها "رندحة" تواكب الرياح المتقلبة.