الصحافة

نواف سلام الشخصية التي يبحث عنها السنّة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سقط النظام السوري، فامتشق سنّة لبنان عذاباتهم ومعاناتهم وقهرهم، من حقيبة الذكريات، ورموها في النهر، إيذاناً منهم بولادة حقبة جديدة.

وانكسر "حزب اللّه" في الداخل اللبناني، فرُفعت عن رقاب السنّة اليد التي كادت تخنقها حتى الموت، وخاطبت الروح جسدها: انهض، "من له عُمرٌ لا تقتله شدّة".

الشدائد التي عصفت بسنّة لبنان، شلّت قدراتهم الذاتية والبنيوية، وضربت قياداتهم السياسية، وعطّلت أجهزتهم الدينية، ودعشنتهم واعتقلت شبابهم بذريعة الإرهاب، وأظهرت على السطح هياكل أريد لها أن تصبح قيادات، تبصم للمحور الإيراني وتصمّ آذانها عن عمقها العربي وما يريده سنّة بيروت وصيدا وطرابلس...

كان عنوان هذه الحقبة: "سقوط لبنان في المحور الإيراني"، وما يعنيه ذلك من سطوة "حزب اللّه" على الداخل اللبناني... ورغم كلّ ما تعرّضوا له من تهميش وضغوطات وشيطنة، بقوا على إيمانهم بنهائية الكيان وبأن لبنان العربي أولاً وأخيراً.

مرحلة التيه والتراجع

وكانت الشّدائد فرصة لهم ليعيدوا ترتيب بيتهم الداخلي، وينصرفوا لبناء دينامية جديدة، ويعززوا الروابط بينهم، ويسعوا لإعداد قيادات جديدة تواكب المرحلة المقبلة، إلّا أنهم سقطوا في الاختبار.

جاءت ثورة "17 تشرين 2019"، فسارع السنّة ليكونوا مرتكزها ومحرّكها الأساس، لكنها فشلت في استيلاد قيادات جديدة منهم. علّق سعد الحريري عمله السياسي وترك جمهوره في تيه كبير. حصر نجيب ميقاتي عمله السياسي في رئاسة الحكومة دون غيرها... وزعماء المناطق تمترسوا خلف جدار منازلهم للمحافظة عليها من السقوط.

العودة إلى الفاعلية

وبالأمس، وهم يتهيّأون لدخول مرحلتهم الجديدة الخالية من "أسيد" الأسد، وإصبع نصر اللّه، ويخططون لرسم معالمها الأولى، ويبحثون عن كيفية العودة إلى المشهد السياسي من بوابة الفاعلية الحقيقة، أطلّ عليهم رجل من خيرتهم، من "نوف" (وهي المكان العالي المرتفع)، ومن بوابة "السلام"، ليعيد لهم مكانتهم المرتفعة ويمنحهم الطمأنينة والسلام اللذين ينشدونهما. أتاهم نواف سلام بخطاب لبنانوي وحدويّ رافضاً كما يرفضون لغة التهميش والإقصاء والعزل والقطع لأي مكوّن لبناني، وإن كان "حزب اللّه".

فهل يكون نواف سلام، الرجل الذي ينشده السنة في لبنان؟ وهل لدى الرجل الدبلوماسي الأكاديمي رغبة وإرادة في أن يكون القائد الذي أضلّه السنة؟

القائد المنتظر

علّمتنا التجارب وأخبرتنا النظريات السياسية، أن القائد قبل الرعية، متى وُجِد التحق به الناس، أيّدوه دعموه ساندوه، قوّموه من الاعوجاج، وذكّروه دائماً بالحساب، ودفعوه لأن يَزِنَ أفعاله بميزان الصالح العام، ونبّهوه من "بطانة السوء"، وحثّوه على المصداقية والشفافية. بعد ذلك جعلوه ملهمهم، تسهم في ذلك الكاريزما التي يملكها والتي تساعد على فتح القلوب، وأفكاره التي تقدح العقول.

وهذه الخِصال والفضائل متوفّرة بشخص الرئيس العتيد نواف سلام، الذي هلّلت له ورحّبت به الأكثرية الساحقة من "أهل السنة والجماعة"، في إشارة لتوقهم للخلاص النهائي من القيادات، التي تزعّمتهم بالدم حيناً، وبالانقلابات أحياناً، والدخول بقيادة جديدة إلى حقبة جديدة انتظروها طويلاً.

وهو يتوافق مع مدنيّتهم وميلهم للعلم والعمل، وجنوحهم إلى السلام والاستقرار، هادئ كهدوئهم، لكنه صلب في قناعاته كصلابتهم في معتقداتهم وعروبتهم ولبنانيتهم.

جهوزية السعودية

كل الظروف الداخلية والخارجية مهيّأة له للنجاح على رأس عمله الجديد، والمملكة العربية السعودية بصفتها المرجعية الكبرى أرسلت الكثير من الإشارات التي تفيد بأن لبنان قادم على مرحلة جديدة عنوانها الاستثمار والازدهار والاستقرار، وهذا ديْدن المملكة في تعاطيها مع لبنان.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا