الكنيسة ورهبانياتها "تحتضن" العهد: مصلحة المسيحيين من مصلحة لبنان
استقبلت غالبية الرّأي العام المسيحيّ انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بأمل متجدّد بإحياء فكرة الدّولة القويّة الّتي يحنّون إليها. لا يشذّ المسيحيّون بذلك، عن معظم اللّبنانيّين التّواقين إلى الاستقرار والعدالة والنّهوض الاقتصاديّ وحكم القانون. لكنّ للرّئاسة الأولى، بالنّسبة إليهم، خصوصيّة ورمزيّة تتّصل بـ"استثنائيّة" لبنان من المحيط إلى الخليج، ولا تنفصل عن رؤيتهم للبلد ودورهم فيه.
وعلى رغم "الإحباط" المتمادي للمسيحييّن ممّن شغلوا المنصب الأرفع في الجمهوريّة، لاسيّما العسكرييّن من بينهم، منذ الطّائف إلى اليوم، الّا أنهم، كما سائر اللّبنانييّن ايضاً، محكومون بالأمل.
والكنيسة، على اختلاف طوائفها، الّتي تعكس إرادة شعبها ومزاجه، كانت من اوائل المؤيّدين والمرحّبين بعون. زاره بطاركتها، موارنة وكاثوليك وأرثوذكس مهنّئينَ.
و"بميزان الجوهرجيّ" زان عون "صورته المسيحيّة". أولى زياراته كانت، كما العرف، إلى بكركي. ردّ البطريرك الزّيارة بوفد ضيّق ضمّه ومطارنة إلى القصر الرّئاسي.ّ
فالرّئيس، "غير الطّائفي بتركيبته ونشأته الشخصيّة والعسكرية لا يخجل بمسيحيّته ولا يتخفّف منها" كما يؤكد لـ"المدن" أحد آباء الكنيسة الذي يعرفه جيداً. ومع ذلك، تمنّى مكتب الرّئيس على الكنيسة، من بكركي إلى سائر الرهبانيات، عدم تشكيل وفود كبيرة لزيارات التهنئة، كما علمت "المدن". فالكنيسة، تحديداً المارونية، كانت ترغب بتشكيل مثل هذه الوفود تأكيداً على "احتضانها" للعهد ورئيسه، لكنها "تحترم رغبته وتتفهمها بألاّ يتجاوز عدد الوفد الـ 12 شخصاً".
وقبل يومين، ولمناسبة عيد القديس أنطونيوس الكبير شارك الرّئيس وزوجته بقداس في كنيسة دير مار انطونيوس في الحدت - بعبدا، ترأسه الرّئيس العام للرّهبانية الأباتي جوزف بو رعد.
توجّه بو رعد الى الرّئيس عون بالقول: "لقد فرّحت كلماتكم الجميع. نعيدها بفرح وكأنّنا في حلم، كنّا ننتظر سماعها".
وأضاف: " في منطق هذه المعركة الجديدة الّتي قرّرتم خوضها، نقول لكم انّنا على استعداد أن نكون الى جانبكم ليس لنطلب، بل لنسمع، وأن نكون أول من يلتزم في مؤسّساتنا وأديارنا وفكرنا وعلمنا بالدّولة الّتي تحمي الجميع، وهي بحاجة ليس لمن يبشّر بها بل لمن يضحّي من أجلها. وأقول لكم، باسم اخوتي الرّهبان، وجمهورنا وكلّ من نتعاطى معه، انّنا معكم في هذه المعركة، وندعو الى أن يأخذ الرّب بيدكم ويد جميع مسؤولي الدّولة في مسيرتكم الجديدة للانطلاق بمسيرة تجديد عقود وذهنيّات لكي تكون لنا دولة، وان نكون مبشرين صادقين للسلام وبناة ومضحّين للسلام".
خيرالمسيحيين من خير لبنان
يُجمع المسؤولون الكنسيّون على أن "لبنان دخل حقبة جديدة واعدة بانتظام عمل الدولة والمؤسسات". تفاؤلهم كبير بأن "تشكّل انطلاقة العهد بالزخم الداخليّ والخارجيّ المعطى له مناسبة لإعادة صياغة المشروع اللبنانيّ الوطنيّ، حيث لا غلبة لأحد. فكل الجماعات تحتاج إلى مظلة الدولة. وتنازل أي جماعة عن حصص أو صلاحيات أو مناصب لا يكون لجماعة أخرى، أو تكريس لغلبة، إنما تنازل للدولة المشتهاة".
ويؤكد أحد كبار المسؤولين الكنسيين أن "رهاننا أن يتمكن العهد الجديد من تفكيك البنى المافيوية في التركيبة السياسية، فنؤسس لمرحلة من الشفافية في إدارة الدولة تعيد الثقة بالبلد. هذه الثقة التي ستسهّل النهوض بكل القطاعات والمؤسسات. لا يعني ذلك القضاء كلياً على الفساد، الموجود في كل دول العالم، إنما القضاء عليه كتركيبة ومنظومة متماسكة. بعدها يسهل محاربته وملاحقته كعمل فردي".
يشدّد المسؤول على أن "كل المسيحيين معنيون بإنجاح العهد، ليس من منطلق طائفيّ إنما من منطلق وطنيّ. فما هو خير للبنان هو خير للمسيحيين. ومصلحة المسيحيين من مصلحة لبنان وكل مكوّناته. ولا مصلحة لجماعة يمكن أن تدوم إن لم تكن مصلحة وطنية عامة. ونحن على ثقة أن هذه قناعة الرّئيس جوزاف عون وهذا أسلوب عمله. لذا له منا أفراداً ومؤسسات كنسية كل الدعم".
دنيز عطالله - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|