محليات

جنبلاط في زمن التسويات: بيضة قبان "الثنائي"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عند كل استحقاق دستوري يحُط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في عين التينة للتشاور مع صديقه الرئيس نبيه بري في مختلف القضايا "ذات الاهتمام المشترك" وما أكثرها بين الرجلين اللذين تربطهما صداقة تاريخية كما يقول المقربون من المختارة وعين التينة. ويُبَدّي الرئيس بري صديقه جنبلاط على كل دروز 8 آذار ويعكس امتعاض رئيس تيار التوحيد وئام وهاب هذا الامر من خلال هجومه الدائم والمُبَطَّن على الرئيس نبيه بري و"حاشيته" كما يصفها.

ينطلق جنبلاط من قاعدة درزية فرضته رقما صعبا على مختلف القوى السياسية وعلى رأسها حزب الله الذي يعتبره الشر الذي لا بُدَّ منه، ويعتمد على الرئيس بري في ايجاد مَخْرَج مع زعيم المختارة في حال وصلنا الى أي استحقاق دستوري يتطلب "تكويعة" جنبلاطية تصُب لصالح المحور يقطف رئيس الاشتراكي لاحقا ثمارها داخل الحكومة أو في ملفات أُخرى يتم الاتفاق عليها. يحفظ جنبلاط خط الرجعة في بعض المواقف التي تتطلب ذلك خصوصا تلك التي يشتم فيها رائحة التسويات الاقليمية، فيعود الى "الحضن الوطني" ويُقدم نفسه كرجل توافقي يعمل الى جانب بري على تدوير الزوايا، فيأخذ على عاتقه مهمة تبديد الهواجس داخل الفريق المعارض والتغييري ويمد جسور التواصل مع الثنائي للخروج بتفاهم ولو بالحد الأدنى في حال وصلت الامور الى حد الكباش السياسي الداخلي.

خير من عبَّر عن السياسة الجنبلاطية اليوم، النائب أكرم شهيب في اطلالته الاخيرة عبر قناة الـmtv حيث تحول الى "اطفأجي الحلقة" وبادر الى استيعاب نائب التيار جورج عطالله وحاول اخراج نائب القوات ملحم رياشي من عباءة الـ"اوعى خيك" وتداعياتها على المستوى المسيحي ليدعوا الى حوار يستشرف المرحلة المقبلة ويطرح حلولا عملية تُخرجنا من الازمة التي نمر بها. 

أراد جنبلاط أن يكون أداء شهيب في الحلقة صورة عن مواقف التقدمي الاشتراكي في الاستحقاقات المقبلة التي تفرض على الجميع العودة الى طاولة الحوار والتطلع بروح ايجابية نحو التطورات القادمة الينا والتعامل معها بانفتاح لا تصادم.

استبق جنبلاط خفض سقف المواجهة بالتواصل المباشر مع قيادة حزب الله، حيث أبدى الرجل مرونة في مواقفه تجاه سلاح الحزب وقالها أكثر من مرة عبر الاعلام إن مسألة السلاح والقرار 1559 يجب أن يكونا خارج خطاب المرشح الرئاسي، ووجه رسالته هذه الى مرشح جنبلاط وقوى المعارضة النائب ميشال معوض الذي يتقدم في موقفه تجاه السلاح والقرارات الدولية المرتبطة بسحبه من يد "الميليشيات".

مع تقدم ايام الفراغ الرئاسي والبحث عن بديل الورقة البيضاء في صفوف محور الثنائي، عاد الحديث مع جنبلاط على اسم يمكنه خرق الجمود الحاصل وقلب السيناريو الذي نستعرضه عند كل جلسة لانتخاب الرئيس، وفي الاطار عرض الرئيس بري مع الرجل الضمانات التي يمكن أن يُقدمها الرئيس المدعوم من قبل حزب الله وحركة أمل لجنبلاط في حال تبناه الاخير، مع امكانية عقد جلسة حوار مباشر معه لشرح بعض الهواجس الجنبلاطية وعدم تكرار سيناريو عهد الرئيس ميشال عون في السنوات المقبلة، خصوصا وأن المختارة اليوم مرتاحة للمواقف التي كسرت جليد العلاقة مع حزب الله برعاية الرئيس نبيه بري الذي يبقى ضمانة جنبلاط في زمن التقلبات. أما في زمن التسويات فينتظر الجميع عودة جنبلاط للعب دور بيضة القبان في الاستحقاقات الدستورية التي يتقدمها انتخاب رئيس للبلاد وهذه المرة قد يُعلن رئيس التقدمي الاشتراكي فك ارتباطه مع حلفائه من المعارضة وانشاء تكتل وسطي يخرق معسكرات الكتل النيابية المُشرذمة.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا