فواتير الكهرباء أعلى من راتب الموظف... والعدادات "المفوترة" لا تعمل أصلاَ؟

فوجىء أحد جباة الكهرباء في عكار، ان معظم المواطنين في العديد من القرى والبلدات العكارية، يمتنعون عن تسديد فواتير الكهرباء الصادرة مؤخرا بأرقام قياسية، وصلت بعضها الى 350 دولارا و 400 دولار، بما يفوق ضعف راتب الموظف. علما ان التغذية الكهربائية في عكار تقدر بين ثلاث او اربع ساعات بالاربع والعشرين ساعة، عدا ايقاف العمل بالكثير من العدادات واعتماد الطاقة الشمسية.

لا يملك الجباة اجوبة عن تساؤلات المواطنين حول سر هذا الارتفاع المذهل بالفواتير، رغم تأكيد المشتركين انها لا تمثل واقع مصروفهم الكهربائي، وان ما يحصل امر غير مسبوق، بل ان عدادات متوقفة عن العمل سجل عليها فواتير بـ300 دولار...

مسألة الفواتير ليست بالامر البسيط، والكهرباء حاجة اساسية في حياة المواطنين، وليست كماليات، لكن كيف لمواطن راتبه لا يتجاوز مئتي دولار، تسديد فاتورة كهرباء بـ 300 دولار؟ دون مصاريف الحاجيات العائلية الاساسية الاخرى؟

عشرات المواطنين اتصلوا بالديار لرفع شكاوى عبر الجريدة الى وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض، متسائلين عن الاسباب غير المبررة لهذا الارتفاع الكبير بالفواتير، وهي ليست فردية، انما عامة وتشمل معظم المواطنين.

وحسب مصادر اهلية شملت اكثر من منطقة في الشمال، كانت الصرخات ترتفع جراء الفواتير العالية، وان وزير الطاقة لغاية الآن لم يبادر الى اي اجراءات او حلول لهذه الفواتير، بحيث تعمد مؤسسة الكهرباء الى قطع الكهرباء، فيما اعلن العديد من المواطنين عن استعدادهم لالغاء العدادات، ما دامت وزارة الطاقة غير مبالية بايجاد الحلول وتخفيف الاعباء المالية عن المواطنين، في ظل الظروف المعيشية الخانقة التي تمر بها البلاد.

وتشير مصادر الاهالي الى ان فواتير بهذه الارقام العالية في ظل تغذية لا تتعدى اربع ساعات، كيف سيكون الحال حين ترتفع ساعات التغذية على مدار 24 ساعة مثلا؟؟؟... حينئذ كيف ستكون الفواتير؟ وقد تبلغ اضعاف اضعاف الرواتب، مما يعني ان الحكومة وبخاصة وزارة الطاقة غير مكترثة لمواطنينها، بل تعمد الى التضييق عليهم لحدود الاختناق المعيشي القاهر.

مواطنون سألوا، وتوجهوا باسئلتهم الى وزير الطاقة: هل المطلوب قهر المواطن واجباره على الخيار بين العتمة، والتقشف المعيشي حتى الاختناق؟ هل يدري كيف يعيش المواطن براتب يتراوح بين 150 و200 دولار، حتى يصعق بفاتورة كهرباء تبلغ 350 او 400 دولار؟؟؟...

لماذا لا يقوم وزير الطاقة، بجولة في قرى عكار لتلمس واقع الناس، وهي دعوة له لزيارة تفقدية والاطلاع بنفسه على العدادات والتأكد، او مراجعة دوائر الكهرباء...

ان المواطنين ينتظرون من وزير الطاقة الدكتور وليد فياض، (ومن اي وزير طاقة مقبل) اجوبة سريعة تحمل الحلول للفواتير، وترفع الاعباء المالية عن المواطنين، ويكفيهم سيف القهر والجوع والفقر المصلت على رقابهم...

جهاد نافع - الديار