من خطاب ترامب إلى مستقبل ايران...شيعة لبنان يخلعون الرداء العتيق
"الشيطان" قد يمنع نواف سلام من دخول السراي
"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
دخل ملف تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة القاضي نواف سلام مرحلةً خطرة جداً، حيث أطلقت أمس حملة سياسية للضغط على سلام لعدم منح الثنائي الشيعي حقيبة المالية، وإلاّ قد نكون أمام سيناريو رفض بعض الكتل المشاركة في الحكومة، ما يطيح بأمل تشكيل الحكومة ويعيدنا إلى مربع التكليف الأول.
وبما أن سلام حسم أمره لناحية إعطاء وزارة المالية لحركة "أمل"، فُتحت على سلام أبواب جهنم من طلبات الأحزاب والكتل الأخرى التي تريد من الرئيس المكلف معاملتها بالمثل، أي أن لا يبقي على وزارة المالية مع الشيعة ويقوم بالمداورة في جميع الحقائب السيادية، وأن لا يكون للثنائي حصرية تسمية جميع الوزراء الشيعة في الحكومة.
الشيطان يكمن في التفاصيل، وهذه التفاصيل قد تطيح بكل الجهود التي بذلت من أجل إيصال نواف سلام إلى بوابة السراي الحكومي مكلفاً، وهذه التفاصيل قد تمنع سلام من دخول السراي مؤلفاً لحكومة يريدها الشعب اللبناني لمرة، حكومة إنقاذ حقيقي لا شعارات ولا وعود.
الثنائي الشيعي ليس لديه ما يخسره، وتشكيل حكومة بمواصفات تؤمن له وجوده ودوره السياسي هو أولى الأولويات، ولن يتخلى عن مطالبه طالما أنه يعتبر نفسه مهزوماً برئاستين وقعتا كالصاعقة على رأسه.
من جهة أخرى، القوات والكتائب اللبنانية ومعهما قوى المعارضة ليست بوارد تسليم الثنائي مفاتيح الحكم القوية، وإلاّ فإننا لا نزال نعيش في الزمن نفسه، أي زمن الشيعية السياسية. نعم المعارضة تريد تسهيل مهمة نواف سلام لكن ليس على حساب مشروعها السياسي الكبير بإسقاط هيمنة الثنائي على الساحة السياسية.
النواب السنّة أيضاً لهم مطالبهم التي لا تقلّ أهمية عن مطالب الأفرقاء الآخرين، وقد أعلنوا صراحة في عدة اجتماعات أنهم معنيين بتسمية الوزير الذي سيتولى حقيبة "السنّة" السيادية، وهذا قد يتعارض مع برنامج الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام اللذين لهما الحق باختيار من يرونه مناسباً لهذه الوزارة أو تلك، بعد مشاورات يجريها سلام مع الكتل النيابية.
التفاصيل مجدداً، هي أخطر ما يُهدّد التأليف، فالكتل النيابية تنتظر بعضها البعض على مفرق الأسماء المطروحة للتوزير، فتراها مشمّرة عن زنودها لحرق إسمٍ قريب من هذا الفريق وتطيير إسم محسوب على الفريق الآخر، وهكذا دواليك.
إن اجهاض محاولات نواف سلام لتشكيل حكومة إنقاذية، يخدم أولاً الثنائي الشيعي، الذي أراد وصول ميقاتي منذ البداية، ويخدم ثانياً النواب السنّة، الذين يرون في سلام رئيساً غير تقليدي لا يراعي مصالحهم ولا يسعى لتعزيز دورهم في الحكم، ويخدم ثالثاً الرئيس جوزيف عون، الذي دخل قصر بعبدا في 9 ك2 متأكداً أن شريكه هو ميقاتي، ليتفاجأ في يوم الإستشارات النيابية بانقلاب المعادلة لصالح سلام.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|