والدة أسماء الأسد كانت "آخر من يعلم" بزواجها.. تفاصيل جديدة تُكشف!
لم تعلم سحر العطري، والدة أسماء الأسد، بزواجها هي وبشار الأسد إلا بعد إعلانه رسمياً، وفق ما يقول رجل سوري - بريطاني ظلّ مقرباً من عائلتها على امتداد عقد ونيف من الزمن، منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الوثيقتين اللتين تم ترويجهما أخيراً "لا علاقة لهما بالحقيقة". ويشدّد على أن الأم "المتديّنة" لم تكن لترضى بتناول الغداء "من دون زوجها" مع رجل غريب، أياً كان السبب.
وينفي المصدر المطّلع الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"النهار"، صحّة الرواية التي تشتمل عليها الوثيقتان عن تجنيد الاستخبارات البريطانية أسماء الأسد. ويؤكّد أن "من المستحيل أن تجلس والدة أسماء مع عريس يطلب يد ابنتها (...). أنا أعرفها جيداً، وهي سيدة متديّنة تصلي الأوقات الخمسة". ويتابع: "أصلاً لم يلتقِ بشار والدة أسماء ولا أباها، طوال فترة وجوده في لندن (أوائل التسعينيات)، وأنا متأكد من أنه لم يتعرف إليها في لندن، وإنما في دمشق، حيث التقاها بفضل أصدقاء مشتركين".
ويلفت إلى أن "سحر لم تكن في البداية جزءاً من مشروع الخطبة أو الزواج". ويقول: "كنت حاضراً عندما علمت سحر بزواج ابنتها للمرة الأولى (كانون الأول /ديسمبر 2000). طالبها بعضهم بالحلوان، فاستغربت، وراحت تتساءل عن السبب. وهنا فاجؤوها بالخبر وهم يلوحّون بصحيفة الشرق الأوسط التي نشرته". ويتابع: "اضطربت السيدة سحر، وخرجت مع هاتفها إلى الحديقة للتحدّث إلى ابنتها كما يبدو على انفراد، ورأيناها وهي تتراقص غضباً أثناء المكالمة". ويستخلص من هذه الواقعة أن "أسماء تزوّجت بشار من دون علم والدتها، أو ربما من دون موافقتها، لأن استغرابها والاستياء البادي عليها في ذلك الصباح لم يكونا مفتعلين أبداً".
أليس من المحتمل أن مشروع الارتباط كان من صناعة والدها الدكتور فواز؟ يستبعد ذلك الرجل العارف أن يكون الأخرس قد لعب دوراً في التقريب بين ابنته وبشار. لكن تقارير، نشرت أحدها صحيفة "الغارديان" البريطانية، ذكرت أن الأخرس ساعد بشار في إجراء الترتيبات اللازمة لبدء تخصصه في لندن. ومن عرفوا سحر في تلك الأيام كانوا يعرفون مدى التوتر في علاقتها بزوجها قبل أن تقترن ابنتهما ببشار. ولهذا لا يستبعد أن يكونا قد اختلفا حول العريس، فقرّر الأب أن يمضي بتزويج ابنته للدكتور الشاب من دون إشراك زوجته في الترتيبات الأولى.
ويبدو أن الأحداث الأخيرة أعادت الحياة إلى "معارضة" سحر، التي ربما بقيت مضمرة كلّ هذه السنوات. وأفادت أخبار بأنها هي من يشجّع أسماء على الانفصال عن بشار والعودة إلى بريطانيا لتلقّي العلاج من سرطان الدم، الذي قيل إن إصابتها به وصلت إلى مرحلة متقدّمة، صارت تهدّد حياتها. وتردّد أن الوالدة تحاول الاستعانة بمستشارين قانونيين بريطانيين من أجل رفع قضية أمام المحاكم لتمكين أسماء من تجديد جواز سفرها البريطاني، وذلك لأسباب إنسانية، وهو أمر ترفضه الحكومة حتى الآن. وقال عدد من كبار المسؤولين في لندن إنها ليست موضع ترحيب في المملكة المتحدة.
على أيّ حال، سواء أكانت سحر قد رضيت برئيس الجمهورية السابق صهراً لها أم لم ترضَ، فهو ملأ جيوبها التي كانت شبه فارغة. أتت السيدة التي تحمل شهادة في الحقوق في أوائل سبعينيات القرن الماضي إلى لندن، حيث أنجبت ابنتها البكر أسماء عام 1970، و"استقالت في الثمانينيات من عملها في السفارة السورية، التي عرف العاملون فيها الصغيرة أسماء جيّداً. ثم عادت مجدداً لتشتغل هناك موظفة محلية"، بحسب ما يذكر المصدر السوري ذاته. ويوضح أنه بعد زواج ابنتها ببشار "جاء من يشير عليها بأن ترفع طلباً لإعادتها إلى السلك الديبلوماسي ودفع تعويضاتها الكاملة بذريعة أنها حُرمت من بعض مستحقاتها، فقفز راتبها بين ليلة وضحاها من 700 إلى 7000 جنيه استرليني وربما أكثر، كما دفعوا لها رواتبها وتعويضاتها الكاملة منذ استقالتها قبل عشرين عاماً".
وبطبيعة الحال، كانت تقبض الراتب الفضفاض من دون أن تطأ قدماها السفارة حتى للزيارة. ومن يتجرأ على مطالبتها بالدوام؟ والواقع أن التسيّب، أو الفساد الإداري كان مستشرياً، ولم يقتصر على "حماة النظام"، بحسب المصدر إيّاه، الذي يشير إلى أن "ل. ح."، وهي ابنة لواء في الشرطة حينذاك من درعا، ويعتقد أنها من أقرباء فاروق الشرع وزير الخارجية في تلك الأيام، كانت في أواخر التسعينيات ديبلوماسية "مع وقف التنفيذ"، بمعنى أنها لم تكن تذهب إلى العمل لسنوات. المفارقة أن هذه الديبلوماسية، التي كانت تتقاضى شهرياً، هي وزوجها الديبلوماسي في سفارة لندن، آلاف الجنيهات الاسترلينية، رُفّعت في ما بعد إلى سفيرة، وانشقت عن النظام مع بداية الثورة عام 2011، هي وزوجها السفير أيضاً، الذي رافقها إلى الدوحة احتجاجاً على بطش الأسد وفساد عهده!
وكيف كانت علاقة سحر بزملائها وزميلاتها في السفارة قبل أن تصاهر "النظام"؟ يجيب الرجل المطّلع: "كانت عموماً غير محبوبة ". ويعيد رده إلى البال صورة لا تزال راسخة في الذاكرة منذ أواخر الثمانينيات، حين كنت أتابع معاملة في مكتب موظفة إدارية في السفارة السورية في لندن كانت في غاية اللباقة، ودخل فجأة مستخدم بسيط يشكو إليها إساءة وجهتها إليه سحر. والرجل الذي جاء ينفث عن نفسه، كان من خلفية مذهبية أخرى غير "الطائفة العلوية" المتهمة بأنها صاحبة القول والفعل في السفارة. واعتذرت الموظفة المحلية اللطيفة عن عدم التدخل بالأمر. وحسناً فعلت، لأنها كانت ستدفع ثمناً باهظاً بعد ذلك بسنوات، فالـ"حماة" سعت إلى الانتقام من كل شخص تجرأ على إزعاجها، وبعضهم حُرم من ترقية كبيرة كان يستحقها. ولو استطاع ضحايا ابنتها وصهرها الوصول إليها لفعلوا أكثر من ذلك بكثير من حجب مكافأة أو ترقية!
عمّار الجندي- النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|