11 حكومة بعد 2005 بينها حكومات ثلاثينية ... "ثلث معطّل" و"عقدة باسيل"

كيف تألفت الحكومات بعد عام 2005، ومن ترأسها وما عدد وزرائها ومتى دخل الثلث المعطل إلى عمليات التأليف وما قصّة "عقدة باسيل"؟

أولى الحكومات في عام 2005 تألفت برئاسة نجيب ميقاتي وضمّت 14 وزيراً. وكانت حكومة انتقالية للإشراف على الانتخابات النيابية وشارك فيها 11 وزيراً جديداً منهم 6 يتسلمون للمرة الأولى حقائب وزارية. وعاد إليها ثلاثة وزراء من الحكومة المستقيلة التي ترأسها عمر كرامي واستقالت في 28 شباط (فبراير) بعد جلسة نيابية أعلن خلالها كرامي استقالة الحكومة على وقع تظاهرات المعارضة.
الحكومة الثانية في عام 2005 كانت برئاسة فؤاد السنيورة وتألفت في 19 تموز (يوليو) بمشاركة جميع الأحزاب باستثناء "التيار الوطني الحر" وضمّت 24 وزيراً. وشهدت تلك المرحلة عدوان تموز (يوليو) ومن ثم شهد لبنان تعقيدات سياسية وانقسامات حادة تمظهرت في استقالة وزراء "أمل"، و"حزب الله"، وانضمّ إليهم الوزير المقرب من الرئيس السابق العماد إميل لحود يعقوب الصرّاف وتبع ذلك أطول اعتصام في وسط بيروت بهدف إسقاط الحكومة وامتدّ من أول كانون الأول (ديسمبر) عام 2006 إلى 20 أيار (مايو) عام 2008 وتخلله انتهاء ولاية لحود في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، وانتقلت صلاحيات الرئاسة للحكومة وذلك للمرة الأولى بعد الطائف. وشهدت أحداث 5 و7 أيار (مايو) عام 2008 وانتهت بتوقيع "اتفاق الدوحة".

على وقع ذلك الاتفاق عاد السنيورة إلى رئاسة الحكومة بإجماع النواب بعدما سمّاه 126 نائباً من أصل 128. وتألفت من 30 وزيراً مع وجود الثلث المعطل لـ8 آذار، وشاركت فيها كل الأحزاب وأشرفت على الانتخابات النيابية التي جرت في 7 حزيران (يونيو) عام 2009.

بعد الانتخابات النيابية انضم رئيس "تيار المستقبل" ورئيس أكبر كتلة نيابية سعد الحريري إلى نادي رؤساء الحكومة، وبعد تكليفه مرتين نجح في تأليف الحكومة الـ71 بعد الاستقلال، والرابعة بعد اغتيال والده. وأصرت قوى 8 آذار وخصوصاً "حزب الله" على توزير جبران باسيل الذي أخفق في الانتخابات النيابية، وبعد طول خلاف تولى وزارة الاتصالات في حكومة ضمّت 30 وزيراً من مختلف الأحزاب. لكن حكومة الحريري أسقطت في كانون الثاني (يناير) عام 2011 خلال لقاء الحريري مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

الحكومة الخامسة بعد عام 2005 جاءت برئاسة نجيب ميقاتي من لون واحد. وعلى الرغم من عدم مشاركة "تيار المستقبل"، وحزب "القوات اللبنانية" استمر التأليف 5 أشهر.

وفي 6 نيسان (أبريل) 2013 حصل تمام صائب سلام على ثقة الغالبية النيابية في الاستشارات، ولكنه لم يستطع تأليف الحكومة إلا بعد 11 شهراً، لتولد حكومته في 15 شباط (فبراير) عام 2014 بعد أطول فترة تكليف عرفها لبنان، ولتنقل إليها صلاحيات رئاسة الجمهورية في 25 أيار (مايو) من ذلك العام بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، واستمرت في ممارسة تلك الصلاحيات حتى إعادة تأليف الحريري حكومته الثانية في 18 كانون الأول (ديسمبر) عام 2016.

فالحكومة الـ73 بعد الاستقلال والـ6 بعد عام 2005، تألفت من 24 وزيراً، وغابت عنها "القوات اللبنانية" ما استدعى تمثيل حزب الكتائب بثلاث حقائب خدماتية.

شهد عهد الرئيس عون إعادة تكليف الحريري لتأليف أكثر من حكومة.

فالحريري نجح بعد 45 يوماً من تكليفه بتأليف أولى حكومات العهد التي حملت الرقم 74، وكانت ثاني حكومة يؤلفها وضمت 30 وزيراً من قوى 8 و14 آذار. وفي 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 أعلن الحريري من الرياض استقالة حكومته ولكن رفض عون قبولها.

ثم عاد الحريري بعد انتخابات أيار (مايو) 2018 ليؤلف حكومته الثالثة بعد سبعة أشهر على تكليفه، وحملت حكومته الرقم 75 بعد الاستقلال والـ8 بعد عام 2005، واستقالت الحكومة في 29 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2019 بعد 12 يوماً من الاحتجاجات التي اندلعت في 17 تشرين الأول/ أكتوبر.

وخلال عهد عون تولى الرئيس حسان دياب رئاسة الحكومة الـ76 بعد الاستقلال والتاسعة منذ 2005 مع غياب التمثيل الحزبي المباشر لقوى 8 آذار، وعدم مشاركة "القوات"، و"المستقبل"، والكتائب. بيد أن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) دفع دياب في اتجاه الاستقالة بعد أقل من أسبوع على أضخم كارثة تحل بلبنان.

بعد دياب كُلّف السفير مصطفى أديب ولكنه اعتذر بعد 28 يوماً على التكليف ليعود الحريري إلى المهمة، ولكنه اعتذر في تموز (يوليو) عام 2021 مفسحاً الطريق أمام عودة ميقاتي الذي ترأس حكومته الرابعة التي حملت الرقم 77 بعد الاستقلال والرقم 10 بعد عام 2005 وغابت أحزاب "القوات" والكتائب و"المستقبل" عنها.

وبعد انتخابات 15 أيار (مايو) 2022 أعيد تكليف ميقاتي ولكنه لم ينجح في التأليف قبل نهاية عهد عون، واستمرت حكومته في تصريف الأعمال بعدما تولت صلاحيات الرئاسة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2022.
أما في عهد الرئيس العماد جوزف عون فكُلّف القاضي نواف سلام في 13 كانون الثاني (يناير) الحالي وبعد 4 أيام على انتخاب رئيس الجمهورية بتأليف الحكومة الـ78 بعد الاستقلال لتحمل الرقم 11 بعد عام 2005.

عباس صباغ -"النهار"