ترامب وعد بمكافحة البطالة... كيف ينجح طالما أن "آباء الروبوتات" من أهمّ ركائز حكمه؟؟؟...
صفّق الجمهور المُشارِك في حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطابه، وهو جمهور الدولة الأميركية العميقة التي أعادته الى السلطة. وكان التصفيق عارماً جداً، ودافعاً لمزيد من الثقة بالنّفس لدى الرئيس الجديد.
وبنى ترامب خطابه على نقاط عدّة أساسية، تتمحور حول أن أميركا تعود معه الى نفسها، والى الساحة العالمية، والى فرض ذاتها على أصدقائها وأعدائها، على حدّ سواء. كما حول أن رئيسها الجديد (ترامب) هو ذاك الذي سيُقاتل يومياً من أجل شعبه، وبأنه لن يرتاح أبداً الى حين تحقيق هدفه بجعل أميركا عظيمة مجدداً (وكأنها في الحضيض عندما تكون محكومة من سواه) وقوية، وآمنة، ومزدهرة، أميركا يستحقّها شعبها وأطفالها. وتوّج ترامب رؤيته للمستقبل، باعتبار نفسه العصر الذهبي لأميركا.
كيف؟
في أي حال، أنجز ترامب ما يتوجّب عليه كرئيس، فأقسم اليمين، وتحدث، ودخل دخولاً قوياً. وأما الجزء المُشارِك من "الدولة العميقة" في تنصيبه، فقد قام بدوره بما يلزم، على مستوى التصفيق. ولكن لم نعلم حتى الساعة كيف سيجعل ترامب أميركا عظيمة مجدداً، وكيف ستجعل الدولة الأميركية العميقة بدورها، أميركا عظيمة مجدداً، معه.
والسؤال نفسه كنّا سنطرحه في ما لو كانت كامالا هاريس فازت بـ "رئاسية" 2024 الأميركية في تشرين الثاني الفائت. فالحاكم بأي بلد هو نفسه في الواقع، سواء كان يمينياً أو يسارياً، أو أي نوع من التصنيفات الأخرى... لأن الدولة العميقة هي التي ترسم في النهاية، وما على الرئيس سوى التلوين.
الروبوتات
ولكن الحكم الأميركي الجديد بواجهته الرئاسية الحاكمة (ترامب)، وبدولته العميقة التي صفّقت له أمس، لم يخبرنا بعد كيف سينجح بتخفيف البطالة في الولايات المتحدة الأميركية، مثلاً، أو كيف يمكنه أن يجعل أميركا أفضل، والعالم معها طبعاً، طالما أنه مُلتَصِق بأقطاب التكنولوجيا من دون أن يقدّم أجوبة شافية حول التحدّيات التي ستتسبّب بها (التكنولوجيا) على مستقبل الوظائف ومختلف أنواع القطاعات، وزيادة نِسَب البطالة، وطالما أنه لم يقدّم أجوبة حول مصير ملايين أو حتى مليارات البشر في الداخل والخارج الأميركي، الذين تشكل الروبوتات تهديداً وجودياً للقمة عيشهم وحياتهم.
هنا، نتذكّر أن الكلاب الروبوتية مثلاً، تُستَخدَم لتأمين منتجع "مار إيه لاجو" الذي يملكه ترامب في فلوريدا، وتقوم بالدوريات الأمنية اللازمة.
فصحيح أن الروبوتات أو "الكلاب عالية التقنية" تتمتّع بتكنولوجيا قادرة على المساعدة في تحقيق الأهداف الأمنية، وأنها مُجهَّزَة بتكنولوجيا مراقبة، وبمجموعة من أجهزة الاستشعار المتقدمة التي تدعم عمليات الحماية والكشف عن القنابل والتهديدات الكيميائية. ولكنّها تطرح أيضاً تحديات كبرى على مستوى مستقبل العنصر الأمني البشري. وتزداد التحديات عندما يُصبح السؤال: إذا كان رئيس البلاد يتبنّى نظرية تأمين أمنه عبر تقليل أو حتى استبدال الحراس البشريين، لتجنيبهم المواقف والظروف المحفوفة بالمخاطر، فكيف يمكن للحال أن يُصبح عليه على مختلف أنواع المستويات الأمنية والعسكرية الرسمية وغير الرسمية الأميركية مستقبلاً؟
وما هي خطط ترامب وإدارته لمستقبل استرزاق العناصر البشرية التي سيتمّ الاستعانة بالتكنولوجيا بدلاً منها، على المستوى الأمني؟
مشاريع للزوال
وما هي رؤية ترامب وخططه لاستبدال العنصر البشري بالتكنولوجي في كل باقي القطاعات، لا سيّما المدنية منها أيضاً؟ وكيف سيُنقِذ الناس من البطالة؟ وكيف سيساعدهم على توفير حاجاتهم من خارج برامج الدعم الحكومي، خصوصاً أن تلك الأخيرة مُرشَّحَة دائماً لإعادة التقييم حرصاً على الشفافية، وعلى وضع حدّ للتزوير والفساد؟
وماذا عن رؤية وخطط ترامب لجعل تكنولوجيات أقطاب التكنولوجيا مُتوافِقَة مع حياة الإنسان الأميركي وغير الأميركي، بشكل عام في المستقبل، وذلك منعاً لتحويل مليارات البشر على الأرض الى نهاية محتّمة بفعل الجوع، والفقر، وعدم القدرة على الاستمرار بالحياة؟
صفّق الملايين حول العالم ربما لخطاب ترامب، فيما يستبشر الكثير من الأميركيين به، على أساس أنه الرئيس الذي سيجعلهم أمّة عظيمة من جديد. كما أنه الرئيس الذي ينتظره الملايين حول العالم، وكأنه مُنقِذ البشرية من الحروب والأزمات. ولكن حبّذا لو يتمكّن أحدهم من طرح سؤال واحد على الرئيس الأميركي الجديد، وهو أنه في غمرة التصاق أقطاب التكنولوجيا بك، ما هي خططك لتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والإنسان، حتى لا يتحوّل مليارات البشر على الأرض الى مشاريع للزوال؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|