عربي ودولي

هل يفعلها ترامب ويفتح "دفاتر رُعْب" كل المؤسّسات العالمية والصناديق المالية الدولية وتكاليفها؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الى جانب توقيعه على انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ للمرة الثانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة الأميركية ستنسحب من  منظمة الصحة العالمية، تبعاً لملاحظات لديه تتعلّق بأدائها بشأن أزمة جائحة "كوفيد - 19"، وأزمات صحية دولية عدة، وذلك الى جانب مطالبتها أميركا بمدفوعات باهظة على نحو غير عادل.

ومن نتائج قراره أن أميركا ستترك المنظمة في غضون 12 شهراً، وستوقف جميع المساهمات المالية لعملها، فيما هي (الولايات المتحدة) أكبر داعم مالي لها.

لا نتائج...

الى جانب التداعيات التي ستتركها قراراته على مستقبل برامج "الصحة العالمية"، وعلى الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ (بالنّسبة الى انسحابه من اتّفاق باريس للمناخ)، إلا أن قراراته تلك نفسها تستحقّ التوقّف أمامها كثيراً، نظراً لكونه لا يتصرّف من عدم، ولا من مزاج فقط، بل هناك دولة أميركية عميقة تقف خلف كل رئيس مهما أظهر قوة واستقلالية وتحرّراً، وهي الدولة نفسها مع دول عميقة أخرى، في بلدان أخرى، تقف خلف الكثير من الاتفاقيات والنظريات والمنظمات والهيئات والجمعيات والصناديق... ذات الطابع الدولي، التي تكلّف الكثير من المبالغ والتمويل... لنتائج نهائية ليست أكثر من صفر أو ما يدور حوله، في نهاية الأمر.

 

من يصدّق؟

فالى أي مدى يمكن اعتبار الاحتباس الحراري مثلاً، مسألة علمية بالشكل الذي يُحكى عنها فيه، في الوقت الذي تستمرّ فيه أكبر الدول بكل أنواع الصناعات المُلوِّثَة للبيئة، ومنها ما يتعلّق بالابتكار والتسابُق التكنولوجي الذي بات "مستقبل العالم" عملياً، وذلك فيما يُطلَب من المواطن العالمي العادي أن يتعذّب صقيعاً أو حرّاً، وارتفاعاً بأسعار كافة أنواع السلع... وأن يدفع كل أشكال وأنواع الفواتير الباهظة... وأن يتحمّل كل أنواع المعاناة المرتبطة بالوقود الأحفوري؟

والى أي مدى يمكن لأي إنسان عادي أن يصدّق أنه في أزمنة الإنفاق على البحث عن الخلود، لا تزال هناك صعوبات أو موانع تعرقل إيجاد دواء نهائي وفعّال وشافٍ لكافة أنواع السرطانات مثلاً، وذلك بعد عقود من إنفاق عالمي هستيري وخيالي، ضمن هذا الإطار؟

ليست صدفة

وانطلاقاً ممّا سبق، وبما أن ترامب شكّل في يوم من الأيام أحد مكونات الدولة الأميركية العميقة، التي تعلم ما في الخبايا والزوايا، فالى أي مدى يمكن اعتبار "عداوته" لاتفاق باريس للمناخ، ولمنظمة الصحة العالمية، مسألة مزاج شخصي؟ ولو كانت الأمور على تلك الحالة، هل كان ليُسمَح له بالتوقيع على قرارات بالانسحاب من هنا أو من هناك؟ ولو كانت القضية شخصية، هل كان ليُسمَح له بوقف تمويل أميركي هو الأكبر، عن منظمة صحية عالمية، ترسم الخطوط العريضة للسياسات الصحية حول العالم بتأثير أميركي، نابع من التمويل الأميركي الأكبر؟

ولو كان ترامب يشكّ بأنه يمكن لأي دولة أو منظومة أخرى أن توجّه الطب العالمي بعيداً من التأثير الأميركي، بعد انسحابه من منظمة الصحة العالمية ووقف التمويل لها، هل كان ليتّخذ هذا النوع من القرارات أصلاً؟

وأمام هذا الواقع، الى أي مدى تطرح سلوكيات ترامب تجاه بعض الاتفاقيات والمنظمات الدولية تحديات حول ضرورة التدقيق بتمويل، وأنشطة، وخلفيات، وأهداف... كل باقي المنظمات والهيئات الدولية، وحتى الصناديق المالية الدولية، والاتفاقيات والبرامج الدولية، التي تكلّف الكثير من التمويل والميزانيات تحت عناوين برّاقة من مساعدة شعوب الأرض، وتحسين ظروف حياتها، وتخليصها من الفقر والجوع والمرض... فيما تأتي نتائج عملها مُعاكِسَة تماماً، وبشكل دائم. وهذه ليست صدفة.

شعبوي... سيحاول

علّقت أوساط مُطَّلِعَة على قرارات ترامب المتعلّقة بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، ومن منظمة الصحة العالمية، فأشارت الى أن "الأمم المتحدة بذاتها سقطت أصلاً، فكيف الحال بما يخصّ كل ما له علاقة بها من منظمات وهيئات؟".ولفتت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وكل باقي المؤسّسات والمنظمات الدولية التي تُعنى بالشؤون الإنسانية وأمور اللاجئين وغيرها، ما عاد لها أي دور عملي فعّال. وهذا دخول الى أعماق الواقع في هذا العالم، انطلاقاً من الأطراف التي ترتبط بالأمم المتحدة وما يتفرّع عنها ومنها. فالمسألة لا تتوقف فقط عند حدود من يدفع الكلفة الأكبر من ميزانياتها، بل بما فشلت به على امتداد عقود، حتى على مستوى وضع حدّ نهائي للمجازر. فبعض زعماء العالم ارتكبوا مجازر لم يُحاسَبوا عليها، بل عولِجَت بفرض عقوبات على بلدانهم وشعوبهم بسببها. وبالتالي، لا توجد رافعة حقيقية في هذا العالم".

وأشارت الأوساط الى أن "ترامب زعيم شعبوي، يريد أن يُثبت أنه صادق، وأنه قادر على تصحيح وإصلاح وتغيير الأمور، ليس فقط على صعيد منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، بل أيضاً على مستوى إقفال الحدود، وتنظيم أوضاع المهاجرين، والسلام العالمي، والوصول الى المريخ. هو شخص شعبوي ولكنه سيحاول".

المستحيل...

وأمام هذا الواقع، قد يبدو أن بروز شخصيات عالمية من مستوى ترامب حاجة دولية في مكان ما، بين الحين والآخر على الأقلّ. شخصيات تعلم ما في الخفايا لكونها عملت فيها، ورسمت الكثير من خطوطها ربما، ووضعت الكثير من أصولها وشروطها أيضاً. وأما الوصول الى الحقيقة المُطلَقَة، والعدالة المُطلَقَة، أي الى التغيير المُطلَق، فهذا هو المستحيل بذاته.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا