بالفيديو - القوات الاسرائيلية تتوغل في حي "راس الضهر" وتفجر استراحات نهر الوزاني
نواف سلام دخل “المطحنة اللبنانيّة”
من يراقب التعليقات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على إطلالة رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام من قصر بعبدا، ومن يتابع ما يُكتب على مجموعات 17 تشرين على “واتساب” يدرك أنّ سلام دخل ما يمكن تسميته “المطحنة اللبنانيّة” القادرة على تشويه صورة أيّ شخص، عند أقلّ هفوة يرتكبها.
بدا سلام مرتبكاً في كلامه من القصر. أنا من أشكّل الحكومة، قال. ماذا عن رئيس الجمهوريّة؟ هل يوقّع، فقط، على من يختاره رئيس الحكومة؟ ثمّ، لماذا لا تُعتمد وحدة المعايير، فتُعطى وزارة سياديّة إلى فريقٍ مسيحيٍّ وازن، مثل القوّات اللبنانيّة، كما ستُعطى وزارة المال إلى حركة أمل؟ وبعد، هل ينطلق الإصلاح عبر اعتماد أسلوبٍ بالٍ ساهم بإيصالنا إلى ما وصلنا إليه، وهو منح طائفة وحزب الوزارة نفسها في سائر الحكومات؟ أيضاً وأيضاً، لماذا نحمّل التيّار الوطني الحر مسؤوليّة فشل إدارة ملفّ الكهرباء، فنحرمه من وزارة الطاقة، ولا نفعل ذلك أيضاً مع حركة أمل فنحرمها من وزارة المال؟
هذه الأسئلة، كلّها، مشروعة وهي وغيرها تُطرح من قبل كثيرين في وجه نواف سلام الذي استبشر كثيرون خيراً به، ومن حقّ هؤلاء المتفائلين بالأمس، أن يحاسبوه اليوم على طريقة إدارة ملفّ التشكيل إذ لم يشهدوا تغييراً في الأسلوب، بل إمعاناً في تكريسه كعُرف.
من هنا، على نواف سلام أن ينقذ نفسه، قبل إنقاذ حكومته، وأن يتحرّر من القيود السياسيّة والطائفيّة ومن الالتزامات التي حاصر نفسه بها، ويشكّل الحكومة التي يراها قادرة على بدء مرحلة النهوض بالبلد، ثمّ يضع الطبقة السياسيّة كلّها، وخصوصاً الكتل النيابيّة الأساسيّة، أمام الامتحان الصعب، فإمّا أن تشارك وتمنح الثقة، وإمّا أن تفتّش عن غيره فيعود نواف سلام إلى منصبه الذي تخلّى عنه، من دون أن يتخلّى عن القيم والمبادئ التي كتب عنها كثيرون عند تسميته.
هل في هذا الكلام بعض “الطوباويّة”؟ ربما. ولكن، ألم تُلصق هذه الصفة أيضاً بسلام عند اختياره لتشكيل الحكومة، مع تصويره كأنّه الشخص القادر على إنقاذنا من تراكمات الحكومات السابقة وبأنّه يلبّي طموحات جمهور 17 تشرين؟
حسناً، ما رأي هذا الجمهور بما يحصل الآن؟ ومن يُخرج نواف سلام من “المطحنة”؟
زياد مكاوي -“هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|