الصحافة

نصف تريليون دولار لتعويض حروب لبنان وسوريا وغزّة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

د. محمد موسى - اساس ميديا
الخطى تتسارع، والعالم يترقّب اليوم التالي في غزة بعد وقف إطلاق النار، وهو واقع جديد ينطوي على أسئلة كثيرة مرتبطة بالجغرافية، والاقتصاد والسياسة نتيجة الحروب المتنقّلة في الإقليم، وعناوينها: ماذا عن اليوم التالي في لبنان من جنوب الليطاني إلى شماله؟ ماذا عن سوريا الجديدة والمفيدة في آن؟ ماذا عن بغداد في زمن التحوّلات؟ والحقيقة، ماذا سيجري بين طهران وواشنطن؟ وهو السؤال المركزي!

لعلّ في هدنة غزّة مفتاحاً لإنهاء حرب إبادة بشعة لن ننساها، بكلّ ما فيها من وحشية وإجرام موصوف عرّى العالم كلّه أمام الشاشات: قيم سقطت واتّفاقات دولية هشّمت. ولكنّ السؤال الأهمّ: ماذا عن الغد الموعود بالإعمار؟ وما هي الظروف السياسية والشروط السياسية التي ستفتح خزائن هذا العالم المختلّ العدالة لكي تبدأ خطوة الألف ميل إعماريّاً؟ وهل بمقدور الدول تنفيذ ما هو مطلوب منها في ظلّ واقعها الديمغرافي والأيديولوجي؟

أكل الدمار الأخضر واليابس والعديد من المساحات في دولنا العربية. ففي لبنان الذي لم تُحصَ خسائره النهائية حيث لا زالت الحرب مفتوحة لكن وفق تدمير ممنهج من قرية إلى أخرى في الجنوب، وقدّرت الخسائر بما يفوق 12 مليار دولار بحسب الكثير من المؤسّسات المعنيّة،  ومنها شركة موديز وقبلها البنك الدولي الذي تحدّث عن خسائر تفوق 8.5 مليارات دولار.

خلص التقويم الأوّلي للأضرار والخسائر في لبنان إلى أنّ الأضرار المادّية وحدها بلغت 3.4 مليارات دولار، وأنّ الخسائر الاقتصادية بلغت 5.1 مليارات دولار. وعلى صعيد النموّ الاقتصادي، تشير التقديرات إلى أنّ الصراع أدّى إلى خفض نمو الناتج المحلّي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6% على الأقلّ في عام 2024، وهو ما يفاقم الانكماش الاقتصادي الحادّ المستمرّ منذ 5 سنوات، والذي تجاوز 34% من الناتج المحلّي الإجمالي الحقيقي.

خسائر سوريا بين 120 و450 ملياراً

أمّا في سوريا، فالحديث يطول وإن كانت هناك انفتاحة دولية، إلّا أنّ الترجمة الحقيقية تكمن في مواجهة الخسائر التي تراوح قيمتها بين 120 و450 مليار دولار. وهذه تكلفة إعادة البناء فقط وليست تكلفة الفرصة البديلة، أي ما خسرته البلاد لو لم تحدث الحرب. فالاقتصاد السوري لا يملك أيّ مقومات النهوض من دون الحصول على مساعدات تدريجية تمتدّ على 10 سنوات.

في ما يتعلّق بأولويّة التركيز على البناء، فالأكيد أنّ قطاع الزراعة هو الأهمّ، لأنّه يوفّر آلاف فرص العمل ويوفّر احتياجات سوريا من الغذاء، ويليه قطاع الصناعة ثمّ النفط مع العمل على تطوير الحقول الضعيفة الإنتاج والحقول المدمّرة. وقبل كلّ ذلك، فإنّ إدارة العملية السياسية هي عنوان التمويل.

بالانتقال إلى غزّة نرى أنّ الإسرائيلي عمد إلى تدمير الحياة برمّتها، من منازل ومستشفيات ودور حضانات وجامعات ومدارس… إذ كان المطلوب قتل الحياة التي لم تُقتل ولن تُقتل في غزة! قد يكون من المبكر الحديث عن الخسائر لكنّها باتت تقدّر بما يفوق 80 مليار دولار.

إنّ الناظر اليوم في حاجات الشعوب المعنيّة في الدول الثلاث يدرك أنّ البنى التحتية كلّها بحاجة إلى إعادة بناء ونهوض، والأهمّ بثّ الحياة في شرايين جسد الغد، في فلسطين ولبنان وسوريا. وهنا مسؤولية المجتمع الدولي عمّا يقارب 30 مليون نسمة ينتظرون الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي من الداخل، ومعه مواكبة خارجية دولية أممية لدعم الغد عبر تمويل ماليّ ربّما يقارب نصف تريليون أو أكثر.

هل تتصارع الدول على التمويل في زمن الشرق الأوسط الجديد؟ وهل تلبّى مطالبها بعيداً عن أجندات الشرق الأوسط الجديد؟ أم تترك الدول لأقدارها بانتظار موجات العنف الجديدة إذا لم تأتِ مسارات التنمية؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا