محليات

جنبلاط على مقلب استمزاج كل المواقف بما فيها حزب الله...هل يكون سليمان فرنجية خيار المرحلة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد أقل من 24 ساعة فقط  على إعلان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط السير بالمرشح النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية خلال مشاركته في منتدى الطائف الذي عقد في الأونيسكو برعاية سعودية، تحول مسار الكلام بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

الزيارة في الظاهر كما وصفها جنبلاط  تندرج في إطار "التواصل المستمر مع الصديق ومع الحليف ومع التاريخ، وتهنئته على جهوده في ما يتعلق بعملية الترسيم التي اخذت معه تقريباً ٩ سنوات كما أخبرني فأثمرت وربما الظروف ساعدت لكن هو من بدأها". لكن في السياسة وتحديدا في مسالة الإستحقاق الرئاسي كشف جنبلاط عن النيات وربما التحالفات المستورة عندما قال: " طيب مرشحنا ميشال معوض، لكن لسنا فريقاً واحداً في البلد، فليتم التداول باسماء أخرى وعندها نرى، قد يكون ميشال أحدهم، لقد تكلمنا مع الرئيس بري بالموضوع الرئاسي وأمور أخرى، بالتاريخ الجميل جداً، لقد اتفقنا على شيء، على ان لا يكون هناك مرشح تحد".

أيضا وبعد أقل من 24 ساعة التقى جنبلاط السفير الإيراني المعيَّن أخيراً في بيروت مجتبى أماني في دارته في كليمنصو نزولاً عند طلب الأخير"ومن الطبيعي أن يستقبله جنبلاط من باب اللياقات والبروتوكول والقناعة الراسخة لديه بالحوار مع الجميع". لكن في حسابات زعيم المختارة "الجميع" لا تعني حتما  "كلن يعني كلن". هكذا هو وليد جنبلاط في تعاطيه السياسي مع الأخصام كما مع الحلفاء "يوم معك ويوم عليك". فهو تارة ينتقد سياسة حزب الله بتملكه قرار الحرب والسلم وتارة أخرى يجلس مع موفدين سياسيين من الحزب. واللافت أنه كما في المرة الأخيرة التي استقبل فيها المعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسن خليل ورئيس وحدة التنسيق والإرتباط في الحزب وفيق صفا بعد لقائه بري في تموز الماضي، ها هو اليوم وبعد لقاء بري يستقبل السفير الإيراني الجديد المعيّن في دارته. فهل "يمون" الصديق التاريخي على جنبلاط إلى درجة تغيير إسم مرشح كتلة اللقاء الديمقراطي في جلسة انتخاب الرئيس الخميس المقبل؟

مصادر سياسية مواكبة لمواقف ومبادرات جنبلاط أوضحت عبر المركزية أن التغيرات الحاصلة في المنطقة وانعكاسها على الداخل لا سيما على سياسة حزب الله  أظهرت انفتاح الأخير وتحوله إلى محاور ومفاوض لا سيما بعد توقيع لبنان على ملف ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

أما في الداخل فتشير المصادر إلى التحول العامودي في سياسة الحزب وتعاطيه مع عدد من الملفات لا سيما مسألة عدم تغطية أي من أفراد الحزب في أي ملف يتعلق بالفساد وسرقة المال العام، وقد تجلى ذلك برفع يده عن الأشخاص الذين تم توقيفهم في مقر النافعة في برج البراجنة بقرار من المدعي العام. وهذا يدل على أن الحزب ذاهب في مسار التفاوض بعدما ترسخت لديه قناعة بأن التفاوض يتقدم على السلاح ويحسم الأمور. وعليه تضيف المصادر بأن "حزب الله بات على قناعة تامة بأن السلاح ضروري لكنه ليس الأساس. فالسياسة والتفاوض هما الأساس والمحور وهذا ما دلت عليه الحرب بين اليمن والسعودية روسيا وأوكرانيا..".

هذا التحول في سياسة حزب الله لا بد وأن ينعكس على مواقف الحلفاء كما الخصوم. وبالنسبة إلى جنبلاط الذي تصفه المصادر"بأنه رجل براغماتي ولا يريد الدخول في صدامات بعدما كان يشكل رأس حربة في معظم المعارك، لا سيما بعدما سلم نجله إرث الحزب والزعامة". إنطلاقا من كل هذه المشهدية تضيف المصادر، يمكن أن نفهم الأسباب التي دفعت بحنبلاط إلى القول "ممكن نروح بأسماء أخرى وتحديدا سليمان فرنجية بعدما كان جزم قبل 24 ساعة بأن اللقاء الديمقراطي سيصوت للمرشح النائب ميشال معوض".

وفي السياق تلفت المصادر إلى الرسائل التي أرادت السعودية إيفادها من خلال دعوة سليمان فرنجية للمشاركة في منتدى الطائف علما أنه لم يكن مقرِّراً ولا مرحبا ً باتفاق الطائف عند توقيعه ولم يكن لديه أي دور سياسي. وجاءت المواقف  التي أطلقها فرنجية لجهة إعلان التزامه باتفاق الطائف والتأكيد على أهميته بمثابة الرد الأول على رسالة الدعوة السعودية" . وتسأل المصادر:" هل تكون دعوة فرنجية المصنّف بالإبن المدلل للرئيس بشار الأسد إشارة لعودة سوريا إلى الحضن العربي؟

الأكيد أن بوصلة جنبلاط قرأت كل هذه التحولات وعليه، يمكن قراءة خلفيات استقبال زعيم المختارة للسفير الإيراني في دارته " فقد أراد أن يؤكد بأنه غير معطّل للقرار وللحؤول دون حصول أية انزلاقات وتكرار مشهد العام 2008".

 خيارات جنبلاط واضحة وإن كان البعض يحاول أن يلصق به تهمة جوكر السياسة. قد يصح فيه القول أنه بيضة القبان في كل المعادلات والإستحقاقات "لكنه في الخيارات المصيرية يذهب في الطريق التي توصله إلى الهدف من دون أي انزلاقات أمنية وهذا هو الطريق الذي يسير به وليد بيك. فهو غير مستعد للمواجهة مع حزب الله بعدما بات مقتنعا كما كل الأفرقاء، وإن رفضوا الإعتراف علنا بأن قرار نزع سلاح الحزب ليس محليا إنما في بلاد الفرس وفهمكن كفاية" تختم المصادر. 

المركزية – جوانا فرحات

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا