طموحات تركيا في سوريا تصطدم بـ"خطوط حمراء" روسية أمريكية

تواصل تركيا سعيها لتعزيز وجودها العسكري في سوريا عبر إقامة قواعد عسكرية جديدة وفي ظل تطورات متسارعة ومعقدة تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وتُعيق الطموحات التركية، أبرزها الخطوط التي ترسمها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، والمصالح الروسية في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية استمرار مهمة القوات المسلحة في سوريا مع احتمال إجراء تغييرات في تمركز القوات أو إعادة توزيعها على مناطق مختلفة.
ويأتي ذلك التحرك في إطار الدعم التركي للإدارة السورية الجديدة، مع استمرار التعاون العسكري بينهما، رغم أن الطموح التركي في توسيع النفوذ العسكري يواجه تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالحصول على موافقة روسيا والولايات المتحدة.
وأفادت مصادر عسكرية سورية بأنه رغم سعي تركيا لتعزيز سيطرتها العسكرية، لا سيما في مناطق مثل منبج وسد تشرين، فإنها تصطدم بعقبات على رأسها الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وحول ذلك، قال مصدر سوري متخصص بالشؤون العسكرية، رفض الكشف عن هويته، إن تركيا نفذت 3 عمليات رئيسية في سوريا، هي "درع الفرات"، التي وصلت عبرها إلى مطار منّغ وتل رفعت، و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام"، ما أسفر عن سيطرتها على مناطق واسعة شمالي البلاد.
وأضاف المصدر أن أغلب تمركز القوات التركية جاء نتيجة اتفاقات آستانا، حيث أنشأت نقاطاً عسكرية على خطوط التماس بين المعارضة المسلحة، والجيش السوري في إدلب، وريف حلب، قبل سقوط النظام السوري، وفق تعبيره.
وبيّن أن الطموح التركي لتوسيع السيطرة، خاصة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، لا يزال يواجه عقبات كبيرة، منها الحاجة إلى موافقة روسية وأمريكية.
وأضاف أن العمل العسكري ضد "قسد" مستبعد حالياً، لأن الولايات المتحدة أكدت بشكل واضح دعمها لهم، ما يدفع تركيا إلى التركيز على توسيع انتشارها العسكري، خصوصاً في مناطق سيطرتها مثل منبج ومحيط سد تشرين، بحسب قوله.
وكشف المصدر عن تسريبات تفيد بأن تركيا طلبت من الإدارة العسكرية الجديدة إقامة قواعد عسكرية وسط سوريا، وتحديداً في حمص، مشيراً إلى أن هذا الطلب لم يُحسم بعد.
كما ذكر أن فريقاً هندسياً تركياً بدأ مؤخراً عمليات قياس لإنشاء نقطة عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي، ما يعكس توجهاً تركياً نحو التمركز العسكري في الساحل السوري.
وأبدى المصدر شكوكه حول إمكانية استجابة الإدارة السورية الجديدة للطلبات التركية، قائلاً: "لا أتوقع أن يتم تنفيذ كل ما تصرح به أنقرة".
وقال الخبير العسكري والعميد في الجيش السوري السابق، عارف علي، إن ما أعلنته وزارة الدفاع التركية عن ترتيب وضع يؤدي إلى إعادة الانتشار العسكري جاء في أعقاب لقاءين مع الإدارة العسكرية السورية الجديدة وقيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكان آخرها لقاء قائد "قسد"، مظلوم عبدي، وقائد الإدارة العسكرية أحمد الشرع.
وأضاف أن تركيا تعتبر من أوائل الدول الساعية إلى تحقيق مكاسب في سوريا وتعزيز دورها ونفوذها، خاصة في ظل الأوضاع والتحولات الجارية.
وأشار إلى أن أكبر تحدٍّ يواجه تركيا هو الوجود الكردي شمال شرقي البلاد، حيث مصادر الطاقة والماء والغذاء.
وأوضح أن تركيا تريد عبر هذه التصريحات توجيه رسائل ضغط في وجه الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تأطير نفوذ تركيا في سوريا وعدم تجاوز الخطوط الحمراء، لذلك، تعمل واشنطن على إعادة صياغة المشهد السوري عبر تحجيم دور اللاعبين المتداخلين في الملف، بحسب قوله.
وأشار علي إلى أنه وبعد خروج إيران من سوريا، اعتقدت تركيا أنها ستملأ الفراغ، لكنها اصطدمت بالموقف الأمريكي، وهذا بدا جلياً منذ تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أن الولايات المتحدة لا تريد تنامي الدور التركي في سوريا.
وبيّن أن تركيا، ومع خسارتها المحققة للشرق، تسعى لتحقيق مكاسب جديدة عبر إعادة انتشارها العسكري وإنشاء قواعد عسكرية جديدة قد تصل إلى مدينة حماة وسط البلاد، وكذلك الساحل السوري.
وختم بالقول إن ما تمارسه تركيا عبارة عن أوراق ضغط ورصيد في يدها، لكن من سيحسم الأمر هو مواقف الرئيس الأمريكي ودول أخرى، على حد تقديره.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|