"السيدة الجليدية" تشن هجوما عنيفا على ماسك.. وترفض منحه مكتبا قرب ترامب

مهمات كثيرة "وشاقة" تنتظر كبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، والتي يطلق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقب "الفتاة الجليدية". ولعل أبرز هذه المهام وضع أطر محددة لكثير من المقربين من ترامب، وأبرزهم "الصديق الأول" للرئيس رجل الأعمال، إيلون ماسك.

وقد بدأت سوزي وايلز أولى "معاركها"، بعد رفضها بحزم منحه مكتبًا في الجناح الغربي من البيت الأبيض.

ولطالما كان الملياردير مادة دسمة للإعلام المحلي والغربي باعتباره "الصديق الأول" لترامب، حيث يعمل رئيسًا لقسم كفاءة الحكومة، بل يجلس في المكتب البيضاوي أثناء توقيع ترامب على مشاريع القوانين.

وسبب ماسك الجدل كثيرا، وأصبح هدفًا سهلًا للديمقراطيين، الذين أشاروا إليه مازحين، باعتباره "الرئيس المشارك".

شهدت وايلز، وهي من "قدامى المحاربين" في السياسة الجمهورية وهي البالغة من العمر 67 عامًا، أول انتصار لها في اليوم الأول لترامب في منصبه عندما أكدت أن ماسك لن يكون لديه مكتب في الجناح الغربي.

يتمركز فريق ماسك في مكتب أيزنهاور التنفيذي، والذي يقع عبر الطريق إلى المجمع الرئيسي. كما ووفق الإرشادات فيجب على كبير الإداريين في مكتب ماسك أيضًا أن يقدم تقاريره إلى وايلز، وهي علامة على سيطرتها على البيت الأبيض.

يعتقد الخبراء، وفق تقرير لـ"ديلي ميل" البريطانية، أن وايلز التي أدارت حملتي ترامب في فلوريدا في عامي 2016 و2020 بنجاح، لديها ما يلزم للتعامل مع الرئيس.

قال كريس ويبل، مؤلف كتاب عن حملة ترامب لعام 2024، "إنها تتمتع بوفرة من السحر وستحتاج إلى كل جزء منه للبقاء في هذه الوظيفة"، مشيرًا إلى وجود أربعة رؤساء لفرق العمل منذ فترة ولاية ترامب الأولى.

يقول ويبل لصحيفة "التايمز" "إن المزاجية هي في الواقع صفة غير مقدرة لها بين رؤساء موظفي البيت الأبيض. أعتقد أن سوزي تمتلكها. لكن بالطبع إنها أصعب وظيفة في واشنطن، إن لم تكن على هذا الكوكب. خاصة عندما يكون الرئيس هو دونالد ترامب".

ضاف خبير استطلاعات الرأي فرانك لونتز. "لديها المهارات المناسبة لهذا - إذا كان هناك من سينجح، فهي".

قبل أسبوعين فقط من تولي ترامب منصبه، أوضحت وايلز في مقابلة أنها ستدير سفينة محكمة... "أنا لا أرحب بالأشخاص الذين يريدون العمل بمفردهم أو أن يكونوا نجومًا"، قالت وايلز لـ"أكسيوس". تابعت: "لن أتسامح أنا وفريقي مع الغيبة والنميمة أو التخمين غير اللائق. هذه الأمور مضادة للإنتاجية للمهمة".

وكانت الفترة الأولى لترامب في منصبه تميزت بالصراعات الداخلية والطعن في الظهر والتسريبات. أنشأ المساعدون إقطاعيات متنافسة داخل الجناح الغربي وتقاتلوا فيما بينهم للحصول على أكبر قدر من النفوذ.

وبالفعل أصبح بعض مسؤولي فترة ولايته الثانية نجومًا، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة إكس إيلون ماسك. غالبًا ما يستخدم ماسك حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم تعليقات على السياسة - سواء كانت أميركية أو أجنبية. انخرط مؤخرًا في مشادة مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن "عصابات" في المملكة المتحدة.

وايلز أول امرأة تشغل هذا المنصب، وهو أعلى منصب في البيت الأبيض. وقالت: "إن موظفي الجناح الغربي عبارة عن مزيج من الموظفين الجدد والقدامى - كثير منهم من الشباب، وجميعهم مستعدون للعمل لساعات شاقة. في صميم قلبي، أؤمن بالعمل الجماعي. أي شخص لا يمكن الاعتماد عليه ليكون متعاونًا، ويركز على أهدافنا المشتركة، لا يعمل في الجناح الغربي".

كما كشفت وايلز أن ترامب يشارك في عملية التوظيف، حيث أجرى مقابلات شخصية مع العديد من كبار الموظفين في البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية المختلفة.

ويعود الفضل إلى وايلز في إدارة حملة فعّالة ومنظمة بشكل جيد في عام 2024. وقد بدأت في وضع "قوانين" إدارية، فيما كان ترامب يستعد لولايته الثانية في البيت الأبيض.

في الأسبوع الماضي، فرضت حظراً على وسائل التواصل الاجتماعي على مرشحيه لمناصب وزارية، وأمرتهم بعدم النشر من دون موافقة.

"في حين تم تسليم هذه التعليمات مسبقًا، فإنني أكرر أنه لا يمكن لأي عضو في الإدارة القادمة أو الانتقال أن يتحدث باسم الولايات المتحدة أو الرئيس المنتخب نفسه"، كتب وايلز في مذكرة نشرتها صحيفة "نيويورك بوست".

"وبناءً على ذلك، يجب على جميع المرشحين المقصودين الامتناع عن أي منشورات عامة على وسائل التواصل الاجتماعي من دون موافقة مسبقة من مستشار البيت الأبيض القادم".

لكن من المتوقع أيضًا أن تواجه تحديات عندما يتعلق الأمر بفرض الانضباط بين فريق ترامب. تتمثل إحدى المسؤوليات الرئيسية لرئيس الأركان في إدارة وقت الرئيس ومن لديه حق الوصول إليه.

لقد انزعج ترامب من مثل هذه القيود في ولايته الأولى في منصبه، عندما مر بأربعة رؤساء أركان في أربع سنوات. غالبًا ما كان المساعدون يتسللون إلى المكتب البيضاوي للتحدث معه، مع العلم أنه من المرجح أن يستمع إلى آخر شخص في الغرفة.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث ترامب أيضًا بشكل متكرر إلى مستشارين خارجيين وأفراد من الأسرة وغيرهم من الأشخاص الذين حصلوا على حق الوصول إليه - غالبًا ما غير المعادلات وصنع القرار رأسًا على عقب بتغييراته في اللحظة الأخيرة.

لا تزال وايلز تحظى باحترام كبير في عالم السياسة ويُنسب إليها إدارة حملة انتخابية منضبطة ومهنية منحت ترامب انتصارًا هائلاً في نوفمبر.

لقد تحدث ترامب علنًا عن إعجابه بها واحترامه لها. قال في بيان عندما أعلن عنها كرئيسة لموظفيه: "سوزي قوية وذكية ومبتكرة ومحبوبة ومحترمة عالميًا". "ستواصل سوزي العمل بلا كلل لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".