الصحافة

الشعب في الواجهة: الضامن موجود وعسكر "الحزب" مفقود

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انتهت مهلة الـ 60 يوماً المحدّدة للهدنة. ولم تلتزم إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان. وما كان يُهدّد به “حزب الله” من أن اليوم التالي للهدنة سيكون مختلفاً لم يٌترجم عسكرياً، بل اختفى الجناح العسكري لـ “الحزب”، واندفع الناس للعودة إلى قراهم برفقة الجيش اللبناني، وكأن من كان يهدّد باقتحام الجليل واسترجاع القدس لم يعد يجرؤ على الظهور بين ناسه وفي بلداته التي تسبّبت حرب “الإسناد” بتدميرها واحتلالها مجدداً.

يفتقد “حزب الله” القدرة على الردّ. وما أعداد الجثث التي تنتشل من جنوب لبنان إلا دليل على الخسارة الكبرى التي أصابته. وربما لو لم يحصل تبدّل استراتيجي على صعيد لبنان والمنطقة، لما كان المشهد الجنوبي على ما هو عليه اليوم، فالشعب الأعزل في الواجهة، وعسكر “حزب الله” مختبئ ولم يظهر على الساحة.

خسر “حزب الله” باعتراف القريبين منه المعركة، وأصبح بهيكل عسكري متآكل، وعلى رغم محاولة الإيحاء بترميم ذاته، إلا أن هذا الترميم يصلح للدخول في حرب شوارع في الضاحية الجنوبية وليس لخوض حرب ضدّ اسرائيل، وإلا كان يوم أمس شهد مواجهات عسكرية في قرى الشريط الحدودي.

التطوارات التي حصلت في الـ 60 يوماً كبيرة جداً، التطوّر الأول هو سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وخروج إيران و”حزب الله” من سوريا. وكانت سوريا قد شكّلت ممراً لخطوط الإمداد من طهران إلى بيروت، كما كانت نقطة أساسية وحجر زاوية في محور “الممانعة” الذي انهار، حيث كانت مصدراً لتمويل “الحزب” وإيران من خلال تجارة الكبتاغون والممنوعات.

أما التطوّر الثاني الذي حدث فكان بتسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، وفور تسلّمه أعلنت طهران استعدادها لإجراء مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة الأميركية. وتعلم طهران أن أي خطأ في جنوب لبنان قد يكلّفها خلال ولاية ترامب ضرب منشآتها النووية وإسقاط نظامها.

ويتمثّل التطوّر الثالث بانقلاب المشهد السياسي في لبنان، فلم يعد “حزب الله” هو المتحكّم بالدولة، فقد انتخب رئيس للجمهورية رغماً عن إرادته، وسقط سقوطاً مدوياً بتسمية القاضي نواف سلام وخسارة مرشحه الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي بات “الحزب” بحكم المحاصر داخلياً وإقليمياً.

لا يوجد إحصاء رسمي لعدد قتلى “حزب الله”، لأن قرى الحافة الأمامية التي تحدّث عنها الأمين العام لـ “الحزب” نعيم قاسم لم تصلها وحدات الجيش والدفاع المدني، لكن الأكيد أن مجزرة ارتكبت بحق شباب “الحزب” الذين فقدوا الاتصال ببعضهم البعض، ويوجد عدد كبير من الأهالي في البيئة الحاضنة ما يزال ينتظر رجوع أبنائه أو معرفة أي شيء عنهم.

تحاول الدولة اللبنانية بعد انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية استعادة أنفاسها، وقد حصل لبنان على ضمانات دولية بعدم وقوع حرب مجدداً حتى لو تأخّر الانسحاب الإسرائيلي وحصلت مواجهات محدودة. وتشرح مصادر دبلوماسية لـ “نداء الوطن” الأسباب التي تمنع نشوب الحرب وتتمثّل بالآتي:

أولاً: عدم رغبة الرئيس ترامب باشتعال الحرب مجدداً وتفضيله الحل الدبلوماسي.

ثانياً: خوف إيران من أن أي حركة قد يفعلها “الحزب” في الجنوب سترتدّ عليها وهي في موقع ضعف.

ثالثاً: اقتناع إسرائيل بتدمير البنية العسكرية والمالية لـ “حزب الله” وعدم قدرته بعد الآن على افتعال حرب وتهديدها، خصوصاً بعد استغلال فترة الهدنة لتدمير كل مراكزه وأنفاقه جنوب الليطاني.

رابعاً: وجود مظلة عربية ودولية فوق لبنان، وظهر هذا الأمر من خلال زيارات كبار المسؤولين العرب والأجانب إلى لبنان، وهذه المظلة تحرص على عدم ضرب لبنان بل تنفيذ اتفاق الهدنة عبر خروج إسرائيل من لبنان وتسليم “حزب الله” سلاحه.

خامساً: إعطاء العهد الجديد فترة سماح للتعامل مع السلاح غير الشرعي، خصوصاً بعد وجود قرار عربي ودولي بتحرير لبنان من سيطرة السلاح الإيراني.

سيواصل “حزب الله” رفع صوته والتصويب على الدولة اللبنانية في شأن الانسحاب، لكنه يفتقد إلى القرار الذي يسمح له بتنفيذ عمليات ضدّ اسرائيل للأسباب المرتبطة بالداخل وسوريا وإيران وسيكتفي بوضع أهالي الجنوب في الواجهة، ومن جهة ثانية، تتابع واشنطن الوضع عن كثب وستمنع إسرائيل من الاعتداء على لبنان، فطوال الحرب السابقة حيّدت تل أبيب الشعب ومؤسسات الدولة وذلك بطلب أميركي، من هنا لم يتغير هذا المعطى ولن تحصل حرب على لبنان الدولة، إلا إذا قرّر “حزب الله” اللعب بمصير الشعب مجدداً وساندته الدولة في لعبته.

آلان سركيس - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا