الثقة بالعهد وتمكين الجيش طريق الزامي لنهوض لبنان

تنشط المساعي على خط تأليف الحكومة لتذليل العقبات سريعا وإنجاز عملية تشكيلها خلال الأيام القليلة المقبلة على ان يتم اعداد البيان الوزاري في مهلة قصيرة جدا، لأن المفاوضات الجارية حاليا تأخذ في الاعتبار عملية التأليف وبرنامج عمل الحكومة في آن معا، خصوصا في ما يتعلق بمطالب القوى السياسية والكتل النيابية التي كانت أخيرا مدار نقاشات مكثفة مع الرئيس المكلف القاضي نواف سلام وُصِفت بالصريحة والمثمرة .

يذكر ان هناك دافعين أساسيين الى الاستعجال في التأليف : الأول هو الضغط الذي يمارسه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب على سائر اللاعبين في الشرق الأوسط لاقفال بؤر الحرب واطفاء الازمات بعد توليه مقاليد الحكم وارساء الاتفاق في غزة على رغم اعتراض قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف المعتبر ابرز العلامات في هذا الاتجاه، والثاني هو انتهاء مهلة وقف النار في الجنوب وعدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي يحتلها . إضافة الى حاجة لبنان الى استكمال بناء مؤسساته الدستورية وآليات الحكم فيه ليكون مؤهلا لمواجهة هذا الاستحقاق البالغ الأهمية والذي يمكن ان يفتح الباب لاحتمالات مختلفة .

عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يؤكد لـ "المركزية" في السياق وجوب ترفّع اللبنانيين عن الحسابات الشخصية الضيقة والذهاب الى ملاقاة الدفع الخارجي المتمثل بضرورة استكمال بناء الدولة واستعادتها قدراتها من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لولادة حكومة متجانسة وقادرة تستطيع ورئيس الجمهورية العماد جوزف عون وقف الانهيار والنهوض بلبنان مما يتخبط فيه من أزمات. إضافة الى تمكين الجيش اللبناني من الإمساك بالأرض لتطبيق القرار 1701 الذي تحاول إسرائيل التنصل منه بتأخير انسحابها من القرى التي تحتلها بغية افتعال المشكلات مع لبنان .

ويتابع "لبنان امام فرصة لا تعوض . المطلوب الثقة بالعهد الجديد المتمثل بانتخاب العماد جوزف عون رئيسا وتسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة، وذلك من خلال تنازل الجميع للصالح العام والترفع عن الانانيات والمنافع الانية سواء في التشكيلة الحكومية او في التعيينات المرتقبة في المراكز الشاغرة الضرورية لاعادة الانتظام العام في الحياة السياسية والإدارية .

ويختم داعيا الى وجوب اتكال اللبنانيين على انفسهم وحل مشكلاتهم بأنفسهم بدل الاتكال على الخارج، املا في وضع الخلافات والانقسامات جانبا والتحضير منذ اليوم لتكون الانتخابات النيابية المقبلة مفصلية في رسم مستقبل البلاد .