خفايا قرار التمديد... ماذا وراء تأجيل الإنسحاب الإسرائيلي؟

عاش الجنوب ساعات من التوتر والخطر مع دخول أهالي القرى الحدودية المحتلة إلى أراضيهم رغم التهديدات الإسرائيلية، وذلك في ختام المهلة التي كانت قد حدّدت بـ60 يومًا، ومع هذه التطورات، أعلن البيت الأبيض مساءً أن ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ستظل قائمة حتى 18 شباط المقبل، لكن، يبقى السؤال، هل سيؤدي تمديد هذا الاتفاق إلى تحقيق استقرار طويل الأمد، أم أن التحديات ستستمر في تأجيج الوضع في الجنوب؟

في هذا الإطار، أفاد مصدر حكومي أن "الجيش الإسرائيلي، منذ إعلان الاتفاق في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، أخطأ في تقدير مدة إتمام أعماله في القطاعات الثلاث بسبب التفجيرات المتعمدة، ما أدى إلى تأخير انسحابه من القطاع الشرقي خلال المهلة المحددة بـ60 يومًا، وبناءً على ذلك، طلب تمديد المهلة لمدة ستين يومًا إضافية، إلا أن المفاوضات أسفرت عن تحديد تاريخ 18 شباط للانسحاب الكامل، مع قبول من حزب الله لهذا التمديد لتجنب تكرار سيناريو "القرى السبع".

ومن جهته، أكد مصدر مقرّب من حزب الله، أن "مشهد عودة الجنوبيين إلى قراهم بهذه الطريقة أثار استياء الجيش الإسرائيلي، الذي كان قد سعى في السابق لتعطيل انتشار الجيش اللبناني، مما دفعه إلى الضغط على الولايات المتحدة للضغط على الجانب اللبناني، وبالأخص على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لقبول تمديد الهدنة في موقف من ضعف".

وفي هذا السياق، تُشير مصادر عين التينة إلى أن "الرئيسين عون وميقاتي أبلغا الرئيس نبيه بري أن المفاوضات الأخيرة مع الجانب الأميركي أسفرت عن التمديد"، لافتة إلى أن "بري كان قد أبلغ الوفد الأميركي المراقب للاتفاق، بحضور السفيرة الأميركية، في آخر زيارة قبل أربعة أيام من انتهاء الهدنة، أنه لا مبرر لبقاء أي جندي إسرائيلي على الأراضي اللبنانية".

وتكشف المصادر، أنه "من المتوقع أن تتوقف عمليات التفجير والتخريب وإحراق الممتلكات العامة في الفترة المقبلة، مع فتح قنوات جديدة للتفاوض حول الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول".