"جرسُ إنذارٍ" صيني يتحدى "chat GPT"!
"بصراحة، لا أشعر أنه منافس لي"، هكذا علق تطبيق الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" عند سؤاله مساء امس الاثنين عن تطبيق "ديب سيك" الصيني.
ورغم الانطلاقة القوية للتطبيق الصيني، إلا أنه لم يمر 24 ساعة على إطلاقه حتى تعرض لمشاكل تقنية جعلته غير متاح للمستخدمين الجدد، بحسب ما أفاد بيان رسمي من الشركة، الذي عزا الخلل إلى "هجمات ضارة واسعة النطاق".
تطبيق "ديب سيك"، الذي طورته شركة صينية ناشئة مقرها مدينة هانغشتو شرقي الصين، أطلق في كانون الأول 2024 النموذج الجديد "DeepSeek V3"، الذي يحتوي على 671 مليار معلمة (باراميتر)، وهو ما يجعله منافسًا قويًا لنماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة عالميًا.
وفقًا لأستاذ أمن الشبكات بجامعة سان هوزيه في كاليفورنيا، أحمد بانافع، فإن "ديب سيك" يركز على احتياجات المستخدمين الأساسية، مما يجعله أكثر تبسيطًا مقارنة بـ"تشات جي بي تي".
وأضاف، "ديب سيك مصمم لتلبية الاحتياجات السوقية بتكلفة منخفضة، حيث بلغت تكاليف تطويره نحو 5.58 مليون دولار فقط".
حقق "ديب سيك" أداءً مكافئًا لنماذج متقدمة مثل OpenAI وMeta، ولكن بتكلفة أقل. ومع ذلك، حذر خبراء من مشكلات الخصوصية المرتبطة باستخدام التطبيق، خاصة فيما يتعلق بالبيانات الحساسة للشركات التي قد تكون عرضة للاختراق أو الاستغلال.
كما أشار بانافع إلى اعتماد التطبيق على "المصادر المفتوحة"، مما يسمح للمبرمجين حول العالم بالمشاركة في تحسينه. لكنه انتقد غياب الإبداع فيه مقارنة بـ"تشات جي بي تي"، واصفًا إياه بأنه يرد على الأسئلة بشكل مباشر دون مرونة كبيرة.
ترافق إطلاق "ديب سيك" مع قلق أميركي متزايد من استخدام التطبيق لأغراض سياسية أو لنشر معلومات مضللة. وأفاد بانافع بأن التطبيق يميل إلى الانحياز عندما يتعلق الأمر بقضايا تخص الصين وحكومتها.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أثرت الأنباء حول "ديب سيك" على أسواق الأسهم العالمية. ففي جلسة تداول الاثنين، تعرضت أسهم شركات تكنولوجية أميركية مثل "إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"ميتا" لخسائر، حيث هبط مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 2.43%، ما يعكس تأثير المنافسة المتزايدة في قطاع التكنولوجيا.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف تطبيق "ديب سيك" بأنه "جرس إنذار"، وحث الشركات الأميركية على تسريع الابتكار لمواجهة هذا التحدي الصيني.
في حين شهدت أسهم كبرى شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية هبوطًا حادًا عقب ظهور شركة "ديب سيك" (DeepSeek) الصينية، التي أثارت دهشة الأوساط التقنية والمالية عالميًا بعد إطلاق تطبيقها الذكي الجديد.
وقد تأسست "ديب سيك" قبل عامين كمشروع جامعي ناشئ في مدينة هانغتشو الصينية، وسرعان ما تحولت إلى منافس جاد في سباق الذكاء الاصطناعي. تهدف الشركة إلى تطوير ذكاء اصطناعي عام، وهو المستوى الذي يعادل ذكاء الإنسان ولم يتحقق بعد من أي جهة تقنية أخرى.
ما يميز "ديب سيك" هو البنية الداخلية لنظامها، التي صُممت لتكون أقل استهلاكًا للذاكرة، مما يقلل بشكل كبير من التكلفة الحسابية لكل عملية بحث أو تفاعل، مقارنة بمنافسيها مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"غوغل".
التطبيق الرئيسي للشركة، DeepSeek AI، أظهر قدرات استثنائية في مهام معقدة مثل الرياضيات والبرمجة، وأصبح التطبيق الأكثر تحميلًا على متجر "أبل" في بريطانيا وعدة دول أخرى خلال ساعات من إطلاقه. يوفر التطبيق مزايا شبيهة بـ"تشات جي بي تي" (ChatGPT) المدفوعة، ولكن بشكل مجاني.
ليانغ وينفينغ، الشخصية الرئيسية وراء "ديب سيك" والمدير السابق لصندوق تحوط كمي، أوضح في مقابلة نادرة أن الصين تطمح لتكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال:
"لسنوات طويلة، اعتمدت الشركات الصينية على الابتكارات الخارجية، لكن هذا لن يستمر. نؤمن أن اقتصادنا المتطور سيجعلنا في صدارة العالم في هذا المجال."
أدى الأداء المبهر لتطبيق "ديب سيك" إلى محو مئات المليارات من الدولارات من القيمة السوقية لكبرى شركات التكنولوجيا الأميركية.
"إنفيديا"، الشركة الرائدة في صناعة وحدات معالجة الرسوميات، تكبدت خسائر ضخمة، تجاوزت ضعفي القيمة السوقية لشركة كوكاكولا في يوم واحد.
شركات أخرى، مثل "مايكروسوفت" و"ألفابت" (غوغل)، شهدت انخفاضًا حادًا في أسهمها بسبب انخفاض الثقة في قدرة الشركات الأميركية على الحفاظ على الريادة.
في المقابل، استفادت "أبل" من التوقعات الإيجابية حول تقليل تكاليف تدريب النماذج، ما أضاف تباينًا في ردود الأفعال السوقية.
توقيت صعود "ديب سيك" لم يكن مصادفة. فقد جاء بعد أن أعلنت كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية عن استثمارات بمئات المليارات في الذكاء الاصطناعي. في حين أكدت الشركة الصينية أن هذه الاستثمارات يمكن تخفيضها بشكل كبير دون المساس بالكفاءة، ما أضعف الثقة في النماذج الأميركية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|