سعيد: حزب الله نِمر من كرتون ولا زعزعة للوضع الأمني
انتهت الحرب الإسرائيلية المدمّرة التي عاشها لبنان على مدى أكثر من شهرين غير أن تداعياتها في الداخل اللبناني لم تنته، ولا يزال أهالي جنوب لبنان يدفعون من دمائهم ثمناً لهذه الحرب.
ومع انتهاء مهلة الـ60 يوماً التي نص عليها اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، أصرّ أهالي عدد من البلدات الحدودية المحتلة على العودة إلى قراهم في تحدٍّ لقرار المنع الإسرائيلي، ما أدّى الى سقوط قتلى وجرحى برصاص الجيش الإسرائيلي.
أما في بيروت وبعض المناطق، فقام أنصار "حزب الله" بجولات للاحتفال بما وصفوه انتصاراً في الحرب على إسرائيل، فنفذوا مسيرات على دراجات نارية رافعين أعلام الحزب، وأطلقوا هتافات مذهبية وحزبية، ما أدّى الى حصول إشكالات متنقلة.
هذا الأمر دفع إلى التساؤل: ماذا يحاول "حزب الله" أن يفعل؟ هل يسعى لجرّ البلاد الى الفوضى؟ أم يحاول فرض معادلة جديدة في الداخل عقب الخسائر التي لحقت به خلال الحرب؟
في هذا السياق، يلفت رئيس لقاء "سيدة الجبل" فارس سعيد في حديث لـ"النهار" إلى أن "أهم صورة عن تراجع وضعية حزب الله هي أنه يستخدم هذه الوسائل التي لا تدل إلّا على ضعفه".
ويذكّر سعيد بأن "هذا الحزب كان يهدّد أمن الملاحة التجارية في البحر الأحمر، ويهدّد البحر الأبيض المتوسط، وكان يدّعي حكم أربع عواصم عربية. أما اليوم فتراجع دوره الى بضعة موتوسيكلات يجول بها من حيّ الى حيّ سكني بهدف القول للبنانيين: خافوا".
ويضيف سعيد: "طبعاً اللبنانيون بغالبيتهم يقولون تلقّينا الرسالة وخفنا. وأنا أعتقد أن هذا الحزب انتهى والوسائل المستخدمة من قبله مضحكة ومرفوضة".
وعن الغاية من هذه التحركات في الشارع، يقول سعيد: "كان هدف حزب الله استعراض العضلات لمحاولة تسييل وضعيته السياسية أكان في الحكومة أم في التعاطي مع رئيس الجمهورية أم مع سائر الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان. نجح حزب الله في مكان ما في إخافة اللبنانيين لأنه لم يتم التصدي له بيدٍ من حديد من قبل الجيش والقوى الأمنية، ولكن حقيقة الأمر أنه نمر من كرتون وانتهى وضعه السياسي والعسكري".
وعما إن كانت هناك رسائل يسعى الحزب لتوجيهها للرئيس المكلف نواف سلام في محاولة لفرض شروطه قبيل تشكيل الحكومة، يعتبر سعيد أن "ما جرى يحمل عدة أهداف من ضمنها بعث رسالة لرئيس الحكومة المكلف".
ويرى سعيد أن "ما يقوم به الحزب هو حالة تعويضية لخسارة عسكرية من خلال القول إننا خسرنا بالعسكر لكن نربح بالسياسة".
لا مخاوف من توترات داخلية تؤدّي إلى زعزعة الوضع الأمني، هذا ما يؤكده سعيد. ويقول إن "تركيبة البلد وتنوّعه يفرضان معادلة واضحة بأن حدود قوة كل طائفة تقف عند حدود الطوائف الأخرى. وهذا ما برز في فرن الشباك وساقية الجنزير"، في إشارة إلى تصدّي أهالي هاتين المنطقتين لمواكب أنصار الحزب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|