من لندن إلى سوريا: بريطانية تروي لقاءها مع "سيدة الجحيم" الأولى

بعد نحو 23 عامًا، روت البريطانية ليلي ووستر قصة صورة قديمة جمعتها مع زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، أسماء الأسد، في لندن، معربة عن صدمتها من انتشار الصورة بشكل كبير في وسائل الإعلام بعد سقوط الأسد.

وقالت ووستر أنها فوجئت عندما رأت صورة لها مع أسماء الأسد تُستخدم بشكل واسع في التقارير الإعلامية المتعلقة بالأحداث في سوريا.

وأضافت: "التقطت الصورة في عام 2002 عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، على درجات كلية كوينز، وهي مدرسة في وسط لندن درست بها أنا وأسماء، وعندما التقطت الصورة كنت في سنتي الأخيرة من المدرسة الإعدادية. وفي ذلك الوقت كانت الأسد تُحتفى بها باعتبارها زوجة أحد الإصلاحيين السوريين التي ترتدي أزياء شانيل. وكان زوجها قد تولى الرئاسة من والده قبل عامين فقط، وأصبحت هي الوجه الساحر لسوريا الحديثة، وفي نفس العام التقيا بالملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام".

وتابعت: "سرعان ما اكتشفت أن هذه الصور قد استخدمت مرات عديدة في الصحافة ــ وفي بعض هذه الصور كنت برفقة أختي الصغرى. أتذكر هذا اليوم بوضوح مدهش، نظراً لأنه كان قبل 23 عاماً، ولكنني لم أكن قادراة على تذكر من التقيت به، فقط كنت أتذكر أنه كان شخصاً مهماً".

وأكملت: "لم أصدق أنني لم أربط بين الأمرين قط. لقد حظيت الفظائع في سوريا بتغطية واسعة النطاق في الصحافة الإنجليزية، ومع ذلك لم يخطر ببالي قط أنني التقيت واستقبلت بحرارة سيدة الجحيم الأولى من قبل".

وتابعت: "من الصعب التوفيق بين صورة المرأة الطموحة التي التقينا بها في ذلك اليوم، والتي كانت تتسم بالهدوء والرشاقة، وبين الواقع الذي أصبحت عليه الآن. فتاة من غرب لندن تسكن بجوارنا، والآن أصبحت رمزا لمعاناة لا توصف".

وذكرت ووستر أنها كانت قد رأت الصورة في العديد من التقارير الصحافية التي تناولت الأحداث في سوريا، معبرة عن دهشتها لعدم ربطها في البداية بين الشخصيات في الصورة والفظائع التي ارتكبها النظام السوري لاحقًا. وأضافت أنه كان من الصعب التوفيق بين صورة أسماء الأسد في تلك الفترة، التي كانت تُظهرها كزوجة أنيقة وهادئة، وبين الواقع المأساوي الذي أصبحت فيه لاحقًا، حيث أصبحت رمزا لمعاناة السوريين.

وختمت حديثها بالتأكيد على أن التغيير الذي طرأ على صورة أسماء الأسد في الأذهان بعد سنوات من الحرب الأهلية السورية كان مفاجئًا، مضيفة أن تلك الصورة قد أخذت معنى مختلفًا تمامًا بعد ما جرى في سوريا.