“فساد ما بعده فساد”.. “سماسرة” داخل المكاتب في المرافق الحكومية!
مع احتدام الحرب في أوكرانيا.. العالم أمام أصطفاف عالمي جديد
في المعركة الدولية على السلطة والنفوذ، أصبحت كوريا الشمالية أقرب أكثر من أي وقت مضى من روسيا والصين، وتخلت عما كان يومًا رغبة في التواصل مع الولايات المتحدة. إن موقف بيونغ يانغ المتشدد هو علامة أخرى على إعادة الاصطفاف العالمي الذي بدأ يتجلى في أعقاب الحرب على أوكرانيا.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، "مع احتدام الصراع في قلب أوروبا، ينقسم العالم بشكل أكثر حدة إلى شرق وغرب. إن شراكات الولايات المتحدة لا تزال الأقوى، ولكن حدة المعسكر المناوئ هي الأخرى كذلك. كوريا الشمالية وإيران تزودان روسيا المحاصرة بالأسلحة، وفقًا للبيت الأبيض، وتحاول الدول المتأرجحة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا حماية نفسها من خلال إظهار دعمها للقوى العظمى المتصارعة. وتعتبر كوريا الشمالية دولة مارقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي، لكن سلوكها الأخير كان متطرفًا، حتى بمعايير بيونغ يانغ. لقد أطلقت وابلًا من الصواريخ والمدفعية في تشرين الأول، وأرسلت عشرات الطائرات عالياً لتهديد كوريا الجنوبية هذا الشهر، واعتمدت قانونًا جديدًا في أيلول يعد بضربة نووية "تلقائية وفورية" إذا تعرضت قيادتها للهجوم. ويوضح هذا السلوك المشين التكلفة الخفية لحرب أوكرانيا".
وتابعت الصحيفة، "مع التهديدات الروسية شبه اليومية باستخدام الأسلحة النووية ضد كييف، تخشى الدول الأصغر أنها بحاجة إلى أسلحة نووية من أجل بقائها - وتعلم أنه إذا كانت تمتلكها، فلا ينبغي لها أبدًا التفكير في التخلي عنها، كما توصلت أوكرانيا في عام 1994. كتبت مايومي فوكوشيما ، دبلوماسية وخبيرة أمنية يابانية بارزة سابقة، في مقال نشر في نيسان عبر موقع "وور أون ذا روكس" الأميركي: "لقد رفعت هذه الحرب للأسف القيمة الرادعة للأسلحة النووية". منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا في شباط، اتخذت كوريا الشمالية خطوات دراماتيكية لتشديد عقيدتها النووية، ولرفض أي مفاوضات لنزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة، وللاقتراب من التحالف الاستبدادي بين روسيا والصين. يبدو أن تطلعات كيم جونغ أون لعقد صفقة مع واشنطن، بدليل ما وصفه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ"رسائل الحب"، قد تبخرت".
واضافت الصحيفة، "قال روبرت كارلين، الذي كان لسنوات عديدة محلل وكالة المخابرات المركزية لكوريا الشمالية، في ملاحظة لكاتب المقال هذا الأسبوع: "كل الدلائل تشير إلى حدوث تحول جوهري في تفكير كوريا الشمالية". ويؤكد أنه بعد انهيار محادثات كيم مع ترامب في هانوي في عام 2019، "لم يعد من الممكن تحقيق العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة... أو أن الأمر لم يعد يستحق العناء. إذا كانت الصين في حالة صعود والولايات المتحدة في حالة انحدار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فليس من المنطقي أن تبذل كوريا الشمالية قصارى جهدها لتحسين علاقتها بالولايات المتحدة". أرادت كوريا الشمالية، لعقود من الزمن، ثقلًا أميركيًا موازنًا لروسيا والصين، ولكن ليس أكثر من ذلك على ما يبدو. قالت شيل مينيونغ لي، المحللة الكورية في مركز ستيمسون، لموقع "38 نورث" الأسبوع الماضي، بأن الميل الأخير لبيونغ يانغ "يبدو أنه يعني نهاية قرار استراتيجي اتخذه كيم إيل سونغ قبل 30 عامًا لتطبيع العلاقات مع واشنطن كحاجز ضد بكين وموسكو". كان هذا التحول الاستراتيجي جزئيًا رد فعل على اتفاقية الصداقة "بلا حدود" التي تم توقيعها في شباط بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ. وقالت لي بأن إعلانهم عن "نظام عالمي جديد"، والذي تلاه بعد فترة وجيزة غزو روسيا لأوكرانيا، كان بمثابة "نقطة انعطاف" بالنسبة لكيم. ونقلت عن تقييم كيم في خطاب ألقاه في أيلول أن "التغيير من عالم أحادي القطب الذي دعت إليه الولايات المتحدة إلى عالم متعدد الأقطاب يتم تسريعه بشكل كبير".
وبحسب الصحيفة، "أصبح كيم حديثًا شغوفاً بما يتعلق بكل من موسكو وبكين. وسرعان ما أيد استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في أوكرانيا. وأيد حملة الصين القمعية على هونغ كونغ وتحركاتها الخطيرة تجاه تايوان. ووفقًا لكارلين، قالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية في آب إنها "ستشن عمليات منسقة استراتيجية وتكتيكية عن كثب" مع الجيش الصيني. تسابق كيم لتعزيز قوة الردع النووي لكوريا الشمالية. وفي نيسان، أعلن أنه سيعزز قدرات أسلحته النووية "بأسرع سرعة ممكنة". في أيلول، صدر القانون الذي يفرض شن هجوم نووي مضاد في حال تعرضه للتهديد. ولعل الأهم هو أن كيم رفض أي احتمال للتخلي عن أسلحته النووية. وقال في خطاب ألقاه في أيلول: "لقد رسمنا خط عدم التراجع في ما يتعلق بأسلحتنا النووية، لذا لن يكون هناك أي مساومة بشأنها". وأضاف: "لن يكون هناك ... نزع للسلاح النووي". ولاحظت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هذه الإجراءات المقلقة من قبل بيونغ يانغ. لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية قال يوم الثلاثاء إنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان تحولًا جوهريًا" في السياسة. وأشارت الإدارة إلى كوريا الشمالية منذ أن تولى الرئيس بايدن منصبه بأنها مستعدة للتحدث في أي وقت وفي أي مكان دون شروط مسبقة. لكن كوريا الشمالية لم تستجب، باستثناء الخطاب العام الحربي وإطلاق أكثر من 60 صاروخًا باليستيًا هذا العام".
وختمت الصحيفة، "كيم محق بلا منازع بشأن شيء واحد. تسعى روسيا والصين إلى نظام عالمي جديد ليحل محل "النظام القائم على القواعد" الذي تقوده الولايات المتحدة، كما يسميه بايدن. وأوكرانيا هي الجبهة الرئيسية التي تدور فيها تلك المعركة، لكنها ليست الوحيدة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|