بالصور والفيديو - ولي العهد السعودي يستقبل أحمد الشرع في أول زيارة رسمية له
لقاء ترامب ـ نتنياهو ...مخاوف من قرار ترانسفير والعرب في المرصاد
قبل يومين على لقاء القمة الاميركية - الاسرائيلية بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو تعددت السيناريوهات التي تزيد من المخاوف على مصير اتفاقي تجميد العمليات العسكرية ووقف النار في جنوب لبنان وقطاع غزة، ليس لسبب سوى أن الرجلين خططا لترحيل الفلسطينيين من القطاع نحو الاراضي المصرية والاردنية كما بالنسبة الى بقاء الجيش الاسرائيلي كمرحلة اولى في الاراضي اللبنانية والسورية المحتلة على جانبي الحدود مع فلسطين المحتلة.
وفي الوقت الذي لم تلحظ فيه اي مراجع اميركية واسرائيلية جدول أعمال اللقاء والملفات المطروحة قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة أنه لا يمكن التوقف عند مثل هذه الشكليات في العلاقة بين الرجلين، فهما على تواصل دائم منذ عقد ونصف من الزمن وقد جمعتهما المصالح المشتركة أكثر من مرة على حساب العديد من الأطراف في المنطقة والعالم ولا سيما ان أعيد التذكير بسلسلة المشاريع التي اعدت لاسرائيل ودول الجوار كما بالنسبة الى الملف الفلسطيني في الداخل ولا سيما منها صفقة القرن التي جمدت مفاعيلها مع نهاية ولاية ترامب الاولى ودخول جو بايدن الى البيت الابيض قبل ان تتطور الامور مع عملية "طوفان الاقصى" وما قادت إليه الحرب في لبنان والمنطقة وصولا الى المتغيرات التي قلبت صورة الشرق الاوسط من غزة ولبنان الى سوريا والعراق وصولا الى طهران.
على هذه الخلفيات، دعت المصادر الى التريث في الحكم على ما يمكن ان تنتهي اليه محادثات نتنياهو – ترامب. فالمعطيات التي قادت إلى التفاهمات السابقة قبل الحديث عن "صفقة القرن" وفيها وبعدها قد تغيرت الى درجة ابعدت فيها امكان العودة الى اي اقتراح لإحياء ما كان قائما من قبل ولا سيما تلك التي تعني لبنان وفلسطين وتحديدا ما يتصل بالترانسفير الفلسطيني الذي أعاقت تنفيذه إرادة الفلسطينيين بالدرجة الاولى قبل ان ترفع إدارة بايدن لاءآتها الثلاثة لا للاحتلال الإسرائيلي لأراض فلسطينية ولا عودة لحماس الى حكم القطاع ولا للترانسفير الفلسطيني وهي العناوين التي أطلقها وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن من قمة "مجموعة السبع" التي عقدت في التاسع عشر من تشرين الأول العام 2023 أي بعد 12 يوما على اعلان حرب الطوفان و11 يوما على ملاقاتها بـحرب "الالهاء والاسناد" من جنوب لبنان.
وانطلاقا من هذه المحطات التي لا يمكن تجاهلها عندما يلتقي الرجلان في البيت الابيض يوم الثلاثاء المقبل ينبغي النظر الى المتغيرات في دول المنطقة ولا سيما العربية منها والخليجية التي عبرت عن رفضها المطلق لأي مشروع يقود إلى أي ترانسفير فلسطيني وهي وضعت إمكاناتها بتصرف مصر والاردن في المواجهة المحتملة مع مشروع الرئيس ترامب الذي عبر بطريقة خارجة عن المألوف بضرورة نقل فلسطينيي القطاع إليهما من دون ان يقدم اي آلية واضحة لما يمكن ان تؤدي الى ذلك.
وكشفت التقارير التي تسربت من كواليس الاجتماع الوزاري الذي نظمته مصر أمس السبت في القاهرة بدعوة من وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، وشارك فيه وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، والسعودية فيصل بن فرحان، وقطر محمد بن عبد الرحمن، والإمارات عبد الله بن زايد. إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ان اللقاء انتهى الى ثابتتين اساسيتين:
- الاولى تتصل بالترحيب بقرارات وقف النار وتجميد العمليات العسكرية في لبنان وغزة والإصرار على رفض أي مشروع اميركي او اسرائيلي للترانسفير الفلسطيني من قطاع غزة بدليل ما تم رصده من استعدادات لتقديم مساعدات مالية كبرى لتعزيز المشاريع الخاصة بايواء النازحين من ضمن القطاع، في خطوة وصفت بانها لتوفير الظروف المؤاتية لتوسيع سوق العمل في القطاع وابقاء سكانه في داخله منعا لأي عمليات ترحيل. كما بالنسبة الى لبنان متى استكمل بناء سلطاته الدستورية وتشكيل الحكومة الجديدة للتفاهم على ما يمكن القيام به لتمويل برامج الانماء والعمار.
- والثانية يمكن ترجمتها في توقيت اللقاء بهدف تسجيل هذا الموقف من مجموعة الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع اسرائيل منذ عقود من الزمن، واولئك الذين انخرطوا في "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي بدأها ترامب واستكملها بايدن قبل زيارة نتنياهو الى واشنطن والاعلان المسبق عن رفض افكار ترامب ودعوته الى مفاوضات تبعد شبح اي ترانسفير او تغيير في خرائط المنطقة. كما بالنسبة الى ضرورة التفاهم على كيفية ادارة القطاع في المستقبل فليس من بين هذه الدول من رحب بادارة حماس له وان العودة الى التنسيق مع السلطة الفلسطينية امر ضروري وقد ترجم بحضور من يمثل منظمة التحرير الفلسطينية بعيدا عن أي رمز يوحي بمشاركة السلطة الفلسطينية قبل ان تكتمل فصول التفاهم بين فصائلها وحماس وباقي المجموعات التي ما زالت تعمل من خارج شرعيتها كمنظمة تحظى بالاعتراف الدولي.
والى هذه المعطيات قالت المصادر ان تغييب لبنان عن اللقاء لم يكن متعمدا فوزير الخارجية المصري كان في بيروت عشية اللقاء وابلغ المسؤولين اللبنانيين بهذا المسعى وان بلاده التي رفضت افكار ترامب لن تكون وحدها في المواجهة ، وأن الدول العربية والخليجية لن تتهاون في هذا الامر مع رهانها بأن يتراجع ترامب عنه ان أراد استكمال بناء برامج التطبيع بين ما تبقى من الدول العربية واسرائيل ولا سيما سعيه الى ضم المملكة السعودية إليها وأن لا مجال للبحث في اي من هذه الخطوات ما لم يسجل تقدم ملحوظ على مستوى مشروع الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وفق المعايير التي عبرت عنها الادارات الاميركية المتعاقبة. وتزيد من فرص تنفيذ اي قرار بإبعاد إيران عن المنطقة وعن الملف الفلسطيني تحديدا لن يكون مستداما ما لم تحقق الدول العربية أي خطوة في هذا الاتجاه وهي الوسيلة الوحيدة لإبعاد شبحها عن المنطقة.
وعلى هامش هذه المعطيات، كشف تقرير ديبلوماسي عن مخاوف لبنانية من ان يطرح الملف اللبناني على طاولة ترامب – نتنياهو من باب الربط الذي أرادته إسرائيل بين الاحتلالين المتلازمين للأراضي اللبنانية والسورية وفق خريطة جديدة ألغت الحدود اللبنانية - السورية لمسافات طويلة من مثلث الأراضي اللبنانية - السورية مع فلسطين المحتلة في تلال كفرشوبا وصولا الى ما انهته اسرائيل من حدود لبنانية سورية مشتركة من خلال إصرارها على البقاء في قرى القطاع الشرقي لتتلاقى جغرافيا مع القرى السورية على جانبي الحدود من جبل الشيخ الى القرى المتقابلة بين القطاع الشرقي في لبنان والأراضي السورية المحتلة حديثا من المنطقة العازلة في الجولان المحتل الى ما وصلت اليه من مناطق سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد.
المركزية - طوني جبران
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|