عودة: لبنان بحاجة إلى رجال دولة لا إلى طامحين للسلطة
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران إلياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وفي عظته تحدث عن معاني عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل ووجه رسائل قوية حول لبنان واللبنانيين.
قال المطران عودة: "في هذا العيد يقدم الحمل والراعي ليستقبله ليس سمعان فقط، بل نحن أيضا. هو آت إلينا، يلاقينا حيث نحن، في وسط عذاباتنا وتطلعاتنا لكي ننال الظفر الذي حققه لنا. نستقبله كما استقبله سمعان الشيخ، نرحب به داخلنا، لا بل نأكله ونشربه في الإفخارستيا، في كل مرة نتناول جسده ودمه الكريمين. لذا فإن دعوتنا في هذا العيد المبارك هي أن ننتظر الرب بشوق ونتلهف للقياه في المناولة المقدسة، وهذا يتحقق عبر التوبة الصادقة والعمل بوصاياه، وأولها المحبة. نطلب من الرب أن نكون مستعدين للانطلاق بسلام، وأن تكون أواخر حياتنا مسيحية مليئة بالسلام، بلا حزن ولا خزي، وأن نلتقي في النهاية بجواب حسن أمام منبر المسيح المرهوب".
وأضاف، "قدمت والدة الإله أثمن ما لديها، ابنها، إلى الهيكل، فلنتعلم من هذا العيد أن ننذر قلوبنا للرب، ونقدم أقصى ما لدينا للوطن: حبنا وولاءنا ودعمنا. ألم يحن الوقت ليكون لنا وطن يجمعنا ولا تمزقه خلافات الزعماء الذين ينصبون أنفسهم قادة، الذين تدفعهم أهواؤهم ومصالحهم وشبقهم إلى السلطة أو التسلط؟ هل كثير أن يحلم اللبنانيون بوطن متماسك، محكوم من سلطة قوية وعادلة، تفرض هيبتها على الجميع بقوة القانون والعدالة؟ المساومات والترقيع والحلول الوسط لا تبني دولة. الحلول الجذرية المبنية على الدستور والقانون هي التي تؤدي إلى قيام دولة حقيقية. وحدهم رجال الدولة يعملون بتجرد، ويتخذون القرارات الصعبة التي تضع مصلحة البلد فوق كل المصالح،
ويجاهدون لتغيير العقلية والنهج اللذين أوصلا البلد إلى الانهيار والتفكك، ولا يخضعون لأي ضغط أو ابتزاز أو تهديد. من خلال التصميم والشجاعة والإصلاح والشفافية، تستعيد الدولة دورها، وتستعيد ثقة أبنائها واحترام الخارج. وعندها فقط يلتفت العالم إليها ويساعدها على النهوض وإعادة بناء ما دمرته الحروب المدمرة والمواقف العبثية".
وختم قائلاً: "صلاتنا أن يعود الجميع إلى رشدهم ويسمعوا صوت الضمير والواجب، ويضعوا مصلحة البلد قبل شغفهم بالسلطة، ويلتفتوا إلى معاناة المواطنين، وخاصة أولئك الذين هُجّروا من أرضهم أو فقدوا أحباءهم أو خسروا منازلهم وأرزاقهم. دعونا نعمل جميعاً من أجل لبنان، فإن الوقت ثمين، ولبنان بحاجة إلى عمل مضنٍ وجهد كبير. أملنا أن لا يطول هذا الانتظار".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|