تعاون قطري تركي... مفاوضات المرحلة الثانية في غزة تبدأ قريبًا

أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة الشروع في المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تستهدف التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الفلسطينية. وفي هذا السياق، أكد آل ثاني أن الحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع نظيره التركي، هاكان فيدان، في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد. حيث طالب وزير الخارجية القطري بأن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار على الفور، مشدداً على أن هذه المرحلة يجب أن تُستكمل سريعاً ووفقاً للبنود التي تم الاتفاق عليها بين الأطراف المعنية.

وأضاف آل ثاني أن "مفاوضات المرحلة الثانية يجب أن تبدأ غداً" وأنهم بدأوا بالفعل في التواصل مع الأطراف المعنية للانخراط في هذه المفاوضات. وشدد على ضرورة "انخراط الجانبين بنية حسنة"، داعياً الشركاء الدوليين إلى الضغط لإنجاح المفاوضات والتأكد من عدم وجود أية عراقيل قد تحول دون تحقيق تقدم في هذا الملف.

وفي سياق آخر، شدد رئيس الوزراء القطري على أن بلاده متواصلة مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، آملاً في عدم نشوء أي خلافات تعرقل العملية التفاوضية. كما أبدى تفاؤله بخصوص التوصل إلى نتائج إيجابية وسريعة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.

وفي إشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي ترامب الأخيرة حول مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، أكد آل ثاني على الموقف القطري الحازم والواضح ضد أي محاولات تهجير للفلسطينيين. ولفت إلى أن الحل الحقيقي لهذه الأزمة لا يكون إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.

وبخصوص المساعدات الإنسانية إلى غزة، شدد وزير الخارجية القطري على أهمية التنسيق بين الأطراف المختلفة لتكثيف دخول المساعدات إلى القطاع، وضمان وصولها إلى المستحقين، داعياً إلى ضرورة وجود آلية واضحة للرقابة على هذا الأمر لضمان تقديم المساعدات لمستحقيها.

وفيما يخص الأوضاع في سوريا، بحث الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع نظيره التركي آخر التطورات في هذا الملف، مشيراً إلى ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وهو ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين. وقال آل ثاني إن قطر ملتزمة بدعم سوريا في مواجهة التحديات التي تواجهها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أن استمرار وقف إطلاق النار في غزة يمثل أولوية بالنسبة لبلاده، مشدداً على ضرورة إنهاء العقبات التي تضعها إسرائيل أمام وصول المساعدات إلى غزة. وأضاف فيدان أن حل مسألة فلسطين من خلال "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، محذراً من أن النزاعات ستستمر ما لم يتم حل هذه المسألة.

كما شدد فيدان على أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مؤكداً ضرورة مواجهة هذا المشروع بشدة من قبل المجتمع الدولي.

وبخصوص الوضع في سوريا، دعا فيدان إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق، مؤكداً أن الأمن والاستقرار في سوريا أمران في غاية الأهمية. كما طالب الولايات المتحدة بالتخلي عن سياساتها التي وصفها بأنها تهدد أمن تركيا وتساهم في تعقيد الأوضاع في المنطقة.