بعد احتراق منزل الأب علاوي... بيانٌ من بلدية المعيصرة!

صدر عن بلدية المعيصرة، اليوم الأحد، بيان جاء فيه: "حادث احتراق منزل الأب الفاضل مجدي العلاوي، مؤسس ورئيس جمعية سعادة السماء في بلدة المعيصرة، قد آلمنا كثيرًا، ولكننا نحمد الله ونشكره على نجاته مع عائلته، إذ لم يصبهم أي مكروه".

وأكدت البلدية أن "الأب الفاضل مجدي العلاوي، صاحب الأيادي البيضاء والأعمال الخيرية والاجتماعية التي تشهد عليه، لم يكن يومًا يميز بين طائفة أو عرق أو جنسية. لقد بنى قريته وأطلق عليها اسم "قرية الإنسان" لخدمة الإنسان والإنسانية. ومنذ أن وطئت قدماه بلدة المعيصرة، استقبله أهل البلدة والجوار، ووقفوا إلى جانبه في كل مراحل بناء وتطوير جمعيته سعادة السماء. كانت بلدية المعيصرة وأهالي البلدة دائمًا إلى جانبه ومدت إليه يد العون، لأننا نعلم أن مشروع جمعيته يهدف لخدمة الإنسان والإنسانية جمعاء، وهو منفتح على الآخرين ومحب لهم، ويجسد تعاليم السيد المسيح عليه السلام خير تجسيد. خير دليل على ذلك هو حرصه على أن يكون المسجد ملاصقًا للكنيسة في 'قرية الإنسان'، ليكون نموذجًا فريدًا غير موجود في أي مكان آخر في العالم، حيث يلتقي مسجد وكنيسة تحت سقف واحد".

وتابع البيان: "لقد كان للأب الفاضل مجدي العلاوي وجمعيته الفضل الكبير في العديد من الأعمال الخيرية لصالح البلدة وأهلها، لا تعد ولا تحصى. ومن أبرز هذه الأعمال استكمال التشطيبات في الطابق الأخير لمبنى ثانوية القاضي الشيخ يوسف عمرو الرسمية، التي تتبع لمعهد المعيصرة الفني، بكلفة بلغت عشرين ألف دولار أمريكي، وذلك تكريمًا لروح مؤسس ومدير المعهد الشهيد محمد عبدالله عمرو".

وأشارت البلدية إلى أن الأب العلاوي "شارك في جميع المناسبات الاجتماعية والثقافية والتربوية للبلدة وكان دائمًا في طليعة الحضور والمشاركين فيها. صورة الأب العلاوي وهو في مقدمة المشاركين في تشييع شهداء بلدة المعيصرة، الذين قضوا جراء العدوان الصهيوني، انتشرت في العالم أجمع، مما رسخ مفهوم العيش المشترك بين اللبنانيين وأثبت أن هذا هو السبيل للخلاص وبناء المستقبل".

وأضافت: "عند وقوع الحريق، كانت بلدية المعيصرة وأهالي البلدة من أوائل من وصلوا إلى مكان الحادث، وحاولوا ما استطاعوا إطفاء الحريق حتى وصول الدفاع المدني، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وكان قضاء الله وقدره. أما بالنسبة لبعض الأصوات الموتورة أو المأجورة التي تسعى لتوظيف الحادثة لصالح أهداف مشبوهة، وتطلق اتهامات لا علاقة لها بالواقع، فنقول لها كلمة واحدة: لن تنالوا من صيغة العيش المشترك الحقيقية في منطقتنا وفي وطننا. وستقوم البلدية بمقاضاة كل من تسول له نفسه نشر مثل هذه الأفكار المسمومة".

وأعربت البلدية عن شكرها للأب مجدي العلاوي، قائلة: "إن الأب الفاضل مجدي العلاوي هو ابن بلدة المعيصرة، وما يصيبه يصيب كل أبناء البلدة. لقد أشاد الأب العلاوي، في عدة تصريحات، بالبلدية وأهالي المعيصرة على وقوفهم إلى جانبه في محنته، وطالب الجميع بعدم توجيه الاتهامات قبل انتهاء التحقيقات. كما تدعو بلدية المعيصرة كافة الأفرقاء في الوطن، من سياسيين ووسائل إعلام، لزيارة البلدة و'قرية الإنسان' فيها، للاطلاع على حقيقة ما ذكرناه".

واختتمت البلدية بيانها بالقول: "ستبقى بلدة المعيصرة وأهلها نموذجًا يحتذى به في العيش المشترك، ولن نسمح لأحد بالمساس بهذه القيمة المتأصلة فينا منذ مئات السنين. نشكر الله على سلامة الأب الفاضل مجدي العلاوي وعائلته، وندعو الله أن يعوضه بكل خير، ونسأل الله تعالى أن يحمي وطننا لبنان من كل الفتن والمؤامرات التي تلوح في الأفق".