لبنان... "قصّة دولة مش زابطة كلّها على بعضها"...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يُظهر الواقع المحلّي يومياً، وأكثر فأكثر، أن مشكلة لبنان لا تقتصر على عرقلة تطبيق القرارات الدولية، ولا على المحاولات الداخلية للتملُّص من القرار 1701 تحديداً بكل مندرجاته، بل على فقدان الإرادة لِلَمْلَمَة كل مظاهر "الزعرنات" المنتشرة في كل مكان، وفي كل المناطق، ولدى كل الطوائف والمذاهب.
دولة مُحتَرَمَة
فإذا سألنا أي لبناني حول العالم، أو أي إنسان عالمي عن ماهيّة مشكلة لبنان برأيه، فقد نجد أن من يعيشون في الخارج يُحسنون التمييز أكثر من أولئك الذين يمضون يومياتهم في داخل البلد.
ففي الواقع، لبنان ليس رصاصة طائشة فحسب، ولا "موتوسيكلات" تتنقّل بين المناطق "ناثِرَةً" التوجُّس والرّيبة، ولا جريمة قتل هنا أو جريمة دهس هناك، فقط، بل هو "قصّة دولة مش زابطة كلّها على بعضها" انطلاقاً من أساسيات لا نقاش حولها، وهي أنه يمكن وضع حدّ لكل الانتهاكات السابق ذكرها بسرعة، لو توفّرت النيّة الحقيقية للقيام بذلك. فالمسألة أسهل من السهولة عندما تتوفّر الرغبة والإرادة، وذلك بدلاً من الكلام الصادر عن بعض الجهابذة الذين "يكبّرون حجر" الحاجة الى كذا وكذا وكذا... بينما لا تنقص البلد لا القوانين، ولا رجال القانون، ولا الأُطُر التشريعية اللازمة، ولا المحاكم، ولا السجون... بل (ينقصه) من يرغب بممارسة مهامه، وتطبيق القوانين لإحقاق الحقّ، وإرساء العدالة، في دولة مُحتَرَمة.
يحكمها "الأزعر"
الدولة المُحتَرَمة هي أكثر ما ينقصنا في هذا البلد، ولا شيء سوى ذلك. فلا أحد يرغب بمثل هذا الكيان في لبنان، إذ يفضّل كل لبناني أينما كان، أي في كل منطقة، وكل بيئة، وكل طائفة، ومذهب... الاستمرار بما اعتاد عليه، وهو أنه لا توجد دولة. شعب لبنان لا يحبّ الانتظام، ولا النظام، ولا أي نوع من التنظيم... وحتى إنه لا ينتظم ولا حتى ضمن شريعة غاب، لكونه يفضّل دائماً اللاشيء.
قد يفقد X أو Y أو Z حياته في هذا البلد بسبب حادث، أو عملية اعتداء مقصودة، أو رصاصة طائشة، أو تفلُّت أمني... وقد يستفزّ ذلك البعض أو كل من في لبنان، ويدفعهم الى الشعور بالغضب من الدولة، ومن تقصير أجهزتها الأمنية والعسكرية. ولكن المؤسف هو أنه لن يكون هناك أي حلّ، ولا في أي يوم من الأيام، لمثل تلك المشاكل، لأن الرصاصة الطائشة والتفلّت الأمني وكل ذلك... هي الشعب اللبناني نفسه، والسلطة اللبنانية بذاتها.
فالدولة في لبنان هي المشكلة بحدّ ذاتها، والسلطة في البلد هي المشكلة، وشعب لبنان مشكلة بذاتها. فلبنان هو "قصّة دولة مش زابطة كلّها على بعضها"، دولة يحكمها الرصاص، والقَتَلَة و"الزعران"، بوجه أبيض اليوم، وأسود غداً، ورمادي في اليوم الذي بعده.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|