محليات

كتاب مفتوح إلى الرئيس عون.. وليقرأه نواف سلام!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتاب مفتوح إلى الرئيس عون.. وليقرأه نواف سلام:

فخامة الرئيس جوزف عون، تَعرِف جيّدًا ويَعرف الجميع كم كانت آمال اللبنانيين كبيرة بأن عهدًا جديدًا مختلفًا قد بدأ. ولتلك الآمال أسباب كثيرة تعود إلى ما عانوه قبلاً من فوضى وفساد وغياب الدولة والعدالتين السياسيّة والإجتماعية. مثل هذه الآمال لاحت في 17 تشرين الأول 2019، وما لبثت أن خفّت وخابَت. وزاد من الحسرة والخيبة لدى اللبنانيين ما شاب التحقيق في انفجار العصر انفجار 4 آب 2020، وما تلاه من ممارسات لا تقارب  الحق أو العدالة بشيء.

فخامة الرئيس، إنتخابك بدَّد أكثر من غيمة وفتح أكثر من نافذة. لكنَّ الوقت وأداء التشكيل أكلا من رصيد الإندفاعة وزبدة الوعود. ليس الكلام هذا ناتجًا عن إحباط، ولا هو طبعًا دافع إليه. هو في الواقع كلام البلد، ننقله إليكم كما هو ونتشاركه معكم بكل اهتمام، وليقرأه الرئيس المكلف إن شاء المزيد من القراءة. فلا غضاضة من وصول صوت الناس إلى كواليس التأليف ما دامت أصداء التأليف تصل إلى مسامع الناس، فتُلقي على آمالهم حُجُبًا سميكةً من القلق والخيبة والقرف.. نعم هكذا هي بكل صدق!

كلمة أبناء البلد اليوم، أنهم انتظروا تغييرًا في النهج لا فقط في الأسماء، فما لمسوا. إنتظروا قدَّ حجارة إعادة بناء الدولة من صخور النزاهة والحق، فما وجدوا. إنتظروا ثورةً جارفة تأتي من فوق هذه المرّة، بعدما أُجهِضت ثوراتهم من تحت كل المرّات، فما ظفروا... يرى أبناءُ البلد رئيسَ الحكومة الإسرائيلية يُقصي أحزابًا وشخصيات ويأتي بأخرى ساعيًا من تل أبيب إلى واشنطن، لأجل مصلحة بلاده. ويرون رئيس الدولة السورية الوليدة أسقط نظامًا وأقصى طائفة من غير اعتراض أحد، وهو اليوم في الرياض لأجل مصلحة بلاده، فيما نحن نغرق في المتاهات ونرضخ للضغوط ولو على حساب القِيَم وخطاب القسم. حضرة القائد، ألا تُبدّل عسكرًا لم يُحسن القتال، بآخرين أكفياء أشداء، كسبًا للحرب وحمايةً للوطن؟ فلماذا لا تبدّلون سلوكاً سالفًا أثبتت التجارب سوءه وعقم جدواه؟!

لا يُلام اللبنانيون إن نفّخوا لبن العهد الجديد وقد كواهم ساخن حليب أزمنة القهر والعهر. سيدي، ألا تَرُوبُ حكومة العهد الأولى إلا بِرَوبَةٍ مجمّدة من عهد حكوماتِ أزمنة ملطّخة بكل أنواع باكتيريا الفساد والمحاصصة وإشباع الذات والغايات؟ تقول الحكمة: عندما ترى القاضي بغير ثوب العدالة، توجَّس من رؤية الحق بغير محرابه! الرئيس نواف هو اليوم بغير ثوب القاضي الذي نعرف، والحق يا فخامة الرئيس بغير محرابه الذي نرتجي، والأداء بغير خطابه الذي نردّد، والأمل بغير نصابه الذي طال انتظاره، فلنعترف. ليس إقصاءً أن تتشكَّل حكومة نهوض بالبلد ممن لم يشاركوا في تدميره. ليس إجحافًا أن تتشكل حكومة عدالة ممن ليسوا فارّين من وجه العدالة. ليس جنوحًا أن تتشكل حكومة علاقات عربية ودولية ممن لم يدمِّروا هذه العلاقات.. هي فرصتكم اليوم لطَرْق الحديد وهو حامٍ، فإن لم تفعلوا قبل أن يبرد يخسر العهد اندفاعة ما توفّرت لسواه، ودعمًا دوليًّا نخشى أن تُبدِّده المساومات، وما عهدناك من أهلها قط... فعهدُك إنقاذ عهدِك! 

إن شاء الرئيس سلام أن يشاور الأطراف، فليشاور مِن غير أن يُجحِف هنا ويُحجِم هناك. وإن اقتضى الأمر أن يفاوض حركة أمل، فليفاوضها بغير شخص، هو إلى الآن، متهم بجريمة العصر حتى ثبوت براءته. وإن كان لا مفرّ من احتضان بيئة حزبالله، فليتم ذلك تحت سقف الدولة وفي حضنها، وليس خارج حرمها وفي أحضان الأبعدين... وغير ذلك من الأمثلة التي نفّست الإندفاعة وتُهدِّد بإبعاد المساعدات.

فخامة الرئيس، مَهمَّات العهد كثيرة والمسؤوليات كبيرة والوعود والآمال أكثر وأكثر. كيف ستتابعون التحقيق في انفجار المرفأ فيما مانِعُه جالس معكم إلى طاولة القرار؟ كيف ستطبّقون القرارات الدولية ورافضها هو صاحب القرار؟ كيف ستوفّرون الأمن، وتُنجزون الإعمار، وتعيدون الودائع، وترفعون النمو، وتُوقفون التهريب، وتكافحون الجريمة، وتُحقِّقون التوازن في المجتمع، والقيمة في التعليم، والاستقرار في العائلة... وغيرها الكثير مما تَهدَّم واندثر بفعل انحلال الدولة؟ كيف لنا أن نُعيد الحياة إلى الدولة ذاتها تلك الشاة الجريحة، إذا كنَّا في كل مرّة نُضطرّ لمداواتها نستعين بالذئب، مباشرة، بعد محاولاته نهشها وابتلاعها... وهو بعدُ متربّصٌ لم يتراجع؟!

فخامة الرئيس، دولة الرئيس، ما ننقله إليكم هو كلام البلد وقد بدأ يتوالى ويتعالى. لستم أنتم سبب أزماتنا صحيح، لكنّكم مسؤولون عن حلّها. ما عدنا نقوى على تلقي الصدمات والخيبات. ما عدنا نحتمل انتظار الوطن الحلم.. عَهدُنا أن نبقى على المجاهرة بالحقيقة وصون الحق.. عهدنا ألا نتراجع عن التزام المبادئ، وباسمها قلنا ما قلناه.

سيمون سمعان -أخبار البلد

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا